هذه الوحدة التعليمية هي مورد مرجعي للمحاضرين

 

التمارين

 

يحتوي هذا الباب على اقتراحاتٍ للتمارين التعليمية داخل الحصة الدراسية وما قبل الحصة الدراسية، بينما يُقترح تنفيذ تكليف دراسي بعد الحصة الدراسية لتقييم مدى فهم الطالب للوحدة التعليمية فيٍ جزءٍ منفصل.

والتمارين في هذا الباب مناسبة للغاية للحصص الدراسية التي يصل عدد الطلبة فيها إلى 50 طالبًا، إذ يُمكن تنظيم الطلبة بسهولة في مجموعاتٍ صغيرة يُناقشون فيها الحالات أو يمارسون أنشطة قبل أن يقدم ممثلو المجموعة التعقيبات إلى الطلبة جميعًا. وعلى الرغم من إمكانية تشكيل هيكل المجموعة الصغيرة ذاتها في الحصص الدراسية الكبيرة التي تضم بضع مئاتٍ من الطلبة، إلا أنها أكثر صعوبة وقد يرغب المحاضر في التوافق مع أساليب التيسير لضمان وقتٍ كافٍ لمناقشات المجموعة بالإضافة إلى تقديم تعقيبات إلى الطلاب جميعًا. وتتمثل أسهل طريقة للتعامل مع متطلبات مناقشة المجموعة الصغيرة في حصة دراسية بها عدد طلاب كبير في مطالبتهم بمناقشة المعضلات مع الطلاب الأربعة أو الخمسة الذين يجلسون بالقرب منهم. ولن تتمكن كل المجموعات من تقديم تعقيبات في كل تمرين نظرًا لضيق الوقت. ويُوصى بأن يُجري المحاضر اختيارات عشوائية ويحاول ضمان حصول جميع المجموعات على فرصة لتقديم تعقيبات مرة واحدة على الأقل خلال الحصة الدراسية. ويُمكن للمحاضر تسهيل المناقشة بالكامل، إذا سمح الوقت بذلك، بعد أن تقدم كل مجموعة التعقيبات.

وجميع التمارين في هذا الباب مناسبة لكلٍ من طلبة الدراسات العليا والجامعات. ومع ذلك، نظرًا لاختلاف الخلفية المعرفية السابقة للطلاب وتعرضهم لهذه المعضلات على نطاقٍ واسع، ينبغي أن تستند القرارات المتعلقة بمدى ملاءمة التمارين إلى سياقها التعليمي والاجتماعي. ويُشجع المحاضر على ربط كل تمرين بالمشكلة الرئيسية الموجودة في الوحدة التعليمية أو فيما يخص المشكلة.

وتكمن التمارين الثلاثة الأولى في الاستطلاعات التي يُمكن إنجازها في إطار عملية إعداد الحصة الدراسية. وسيكون مفيدًا مطالبة الطلبة بإنجاز واحد أو أكثر من هذه الاستطلاعات قبل حضور الحصة الدراسية بهدف توضيح بعض مفاهيم الأخلاقيات السلوكية المهمة. ويمكن للمحاضر تسجيل إجابات الطلبة قبل بدء الحصة الدراسية. ويُمكن للمحاضر، أثناء الحصة الدراسية، استخدام بيانات من الاستطلاعات لتوضيح المفاهيم المهمة. وينبغي أن يكون الطلبة قادرين على مناقشة مغزى هذه النتائج وتذكرها بصورةٍ أفضل، عندما يرون المفاهيم الأساسية ترد في سلوكهم. ويكمن جزء مهم من الأخلاقيات السلوكية في المعرفة المكتسبة من تجارب العلوم السلوكية. وتُمكِّن استطلاعات ما قبل الحصة الدراسية الطلبة من الحصول على لمحة عن كيفية تنفيذ هذه التجارب.

يستغرق كل استطلاع ما يصل إلى ثلاثين دقيقة. وينبغي للطلبة الإجابة على جميع الأسئلة بأمانةٍ وبطريقةٍ طبيعية قدر الإمكان، إذ لا توجد إجابات صحيحة أو خاطئة، لذلك ينبغي ألا يضيع الطلبة الوقت في البحث عن الإجابات على الإنترنت أو في مصادر خارجية أخرى. وينبغي عليهم تقديم أفضل تقديراتهم واتباع حدسهم. وينبغي أن تظل إجابتهم سرية ومجهولة تمامًا. وينبغي أن يكون المحاضر هو الشخص الوحيد الذي يحظى بحق الوصول إلى مجموعة البيانات بأكملها. وستكون أي بيانات مقدمة في الحصة الدراسية ذات إجابات جماعية وليست إجابات فردية.

ويلي الاستطلاعات تمرينًا واحدًا داخل الحصة الدراسية، حيث يختار الطلبة دراسة حالة لمنارة أخلاقية ويحللونها.

 

الاستطلاع الأول ما قبل الحصة الدراسية: السلوك الشخصي مقابل سلوك الآخرين

الاستطلاع الأول ما قبل الحصة الدراسية: السلوك الشخصي مقابل سلوك الآخرين.

توجيهات للمحاضر

تتمثل النتيجة التجريبية الموثوق بها للغاية في أن الناس يميلون إلى أن الثقة الزائدة في أنفسهم أكثر من الآخرين، معتقدين أنهم أكثر أخلاقًا من الآخرين. وكشفت الأبحاث الحديثة أن هذا الأثر يكاد لا يذكر، لدرجة يكون فيها هؤلاء الناس واثقين تمام الثقة بتمتعهم بالأخلاق التي يفتقر إليها غيرهم.وهذا يعني أن الناس يميلون إلى الاعتقاد بأنهم أقل عرضة للانخراط في سلوكٍ غير أخلاقي من الآخرين، وقد يعتقدون أو لا يعتقدون أنهم أكثر عرضة للانخراط في سلوكٍ أخلاقي. و يُعتبر هذا مهم لأن الناس يميلون إلى التقليل من أهمية احتمال انخراطهم في سلوكٍ غير أخلاقي، ومن ثم يقللون من تهديد المخاطر والإغراءات الأخلاقية في حياتهم.

ويُمكنك إظهار الاعتزاز بالذات عن طريق جعل الناس يتكهنون ببساطة بمدى احتمال مشاركتهم في سلسلة من السلوكيات الأخلاقية وغير الأخلاقية مقارنةً بالآخرين في الحصة الدراسية. ويطلب هذا الاستطلاع من الطلبة القيام بذلك. ويُطلب خصوصًا من الطلبة التنبؤ بمدى احتمال مشاركتهم في سلسلة من 14 سلوكًا مقارنةً بغيرهم في الحصة الدراسية. ويمكنك ببساطة أن تظهر للطلبة متوسط التقييم لكل سلوك. ويمكنك أيضًا تقديم تقرير عن متوسط تقييم السلوكيات الأخلاقية السبعة والسلوكيات الغير أخلاقية السبعة على حدة.

والأسئلة الواردة في هذا الاستطلاع مأخوذة من دراسة Klein, Nadav and Nicholas Epley (2016). Maybe holier, but definitely less evil, than you: Bounded self-righteousness in social judgment. Journal of Personality and Social Psychology, vol.110, pp.660-674.

 

الاستطلاع الثاني ما قبل الحصة الدراسية: كم الثمن؟

الاستطلاع متاحًا في الملحق.

توجيهات للمحاضر

يطلب هذا الاستطلاع من الطلبة ذكر المبلغ الذي سيحتاجون الحصول عليه مقابل إجراء عددٍ من السلوكيات المختلفة. ويبين هذا الاستطلاع وجود خمسة أسس أخلاقية أساسية مختلفة، اقترحها وحددها أولاً جوناثان هايدت وزملاؤه. وعلى الرغم من أن الكثير من الأبحاث الحالية تركز على الاختلافات الموجودة بين الناس من حيث أهمية هذه الأسس الأخلاقية الأساسية الخمسة، ثمة أيضًا درجة كبيرة من القواسم المشتركة بين الناس. وعلى الرغم من أن الأفراد قد يقدرون بعض الأسس أكثر من غيرها، إلا أن الجميع تقريبًا يدرك أهمية كل أساس. ويمكن للمحاضرين إظهار ذلك ببساطة من خلال هذا الاستطلاع، إذ من المحتمل أن يقول الطلبة إنهم بحاجة إلى الحصول على مكافأة مادية أكبر مقابل التعدي الأخلاقي الأكثر ضراوة في كلٍ من هذه الأسس الخمسة بدلاً من التعدي خفيف الوطأة. ويمكن للمحاضرين الإبلاغ عن متوسط الحصة الدراسية لكل عنصر من الاستطلاع، أو ببساطة ملاحظة أن متوسط السلوك الثاني أعلى في جميع الأسس الأخلاقية الخمسة عن متوسط السلوك الأول. وإذا ثبت أن ذلك غير صحيح في نتائج هذه الحصة الدراسية بالذات، فيمكن للمحاضرين التحدث عن السبب في ذلك (التأكد من ملاحظة المشكلات ذات أحجام عينة صغيرة، إذا صادف وجود حصة دراسية بها طلبة قليلة).

ويعتمد هذا الاستطلاع على التجارب الموضحة في الكتب التالية: Haidt, Jonathan (2012). The Righteous Mind: Why Good People are Divided by Politics and Religion.New York: Pantheon Books (see especially Chapter 7); Graham, Jesse, Jonathan Haidt and Brian A. Nosek (2009). Liberals and conservatives rely on different sets of moral foundations. Journal of Personality and Social Psychology, vol. 96, pp.1029-1046. ويرد شرح موسع لهذا الاستطلاع في باب "أدوات التدريس الإضافية" في الوحدة التعليمية.

 

الاستطلاع الثالث ما قبل الحصة الدراسية: العرض التوضيحي لمستشار الاستثمار

الاستطلاع متاحًا في الملحق.

توجيهات للمحاضر

يوضح هذا العرض التوضيحي مفهوم الوعي الأخلاقي من خلال مطالبة الطلبة بتخيل أنهم مستشارو استثمار يفكرون في أربعة صناديق استثمار مشتركة، أحدها (استثمارات فورتيتيود) هو صندوق مودع خاص ببرنارد مادوف (الصندوق الذي كان أكبر مخطط بونزي في التاريخ، حتى تاريخه). ويوضح الشكل 1 الشكل الذي يراه الطلبة في استطلاع ما قبل الحصة الدراسية. ويشير مؤشر ستاندرد آند بورز 500 إلى مؤشر سوق الأسهم الأمريكي على أساس القيمة السوقية لـ 500 شركة كبيرة.

الشكل 1- شكل العرض التوضيحي للاستثمار المستخدم في استطلاع ما قبل الحصة الدراسية.

وبعد الاطلاع على أداء الصناديق الأربعة، يُطلب من الطلبة ذكر الصندوق الذي سينصحون العميل بالاستثمار فيه. ويُطلب منهم أيضًا ذكر الصندوق الذي سيستثمرون أموالهم فيه. ثم يُطلب من الطلبة ذكر مدى ظهور الشك والريبة والاحتمال لكل صندوق غير أخلاقي.

وسيوصي العديد من الطلبة (أغلبية الطلبة في كثيرٍ من الأحيان) بالاستثمار في استثمارات فورتيتيود وسيستثمرون فيها شخصيًا (ما يوصي به الطلبة وما يستثمرون فيه شخصيًا عادةً ما يكون مماثل، ويبدّل الطلبة عادةً الصناديق بسبب الاختلافات الموجودة في تفضيلات المخاطر من العميل المفترض بدلاً من ذلك بسبب الاعتبارات الأخلاقية)، وذلك لأن العوائد ثابتة وإيجابية وتحظى بتقلباتٍ طفيفة خلال الفترة الموضحة في الشكل من الاستطلاع. ومع ذلك، تشكّل استثمارات فورتيتيود أيضًا صندوق إشكالي للاستثمار فيه. وتمثل النتائج الموضحة في الاستطلاع عوائد فعلية تتعلق بأربعة صناديق مختلفة على مدار فترة خمس سنوات (في الواقع، من عام 2000 إلى 2005). وتمثل استثمارات فورتيتيود في أرض الواقع صندوق مودع خاص ببرنارد مادوف، الذي كان يُعد أكبر مخطط بونزي في التاريخ البشري حتى الآن. ويوضح الشكل 2 العوائد الفعلية لصندوق مادوف من عام 2000 إلى عام 2009. وتمثل الفترة التي على يسار الخط العمودي ما يظهره الطلبة في هذا الصندوق في استطلاع ما قبل الحصة الدراسية.

الشكل 2- الأداء الفعلي لاستثمارات فورتيتيود (صندوق ببرنارد مادوف) من عام 2000 إلى 2009، وهي النقطة التي اُكتُشفَت فيها عملية احتيال مادوف.

وعندما قُبض على مادوف، تساءل الكثيرون عن سبب استثمار الكثير من الناس في صندوق مادوف. وتمثل جزء من الإجابة في أن الناس يتصرفون بطريقةٍ أخلاقية عندما تُؤخذ الأخلاق في الاعتبار في الوقت الذي يتخذ فيه الشخص قرارًا. وإذا كنت تستثمر أموالك ولا تفكر سوى في الأرباح والعوائد وتقليل التقلبات دون التفكير حقًا في الأخلاق، عندئذٍ قد ينتهي الأمر بالأشخاص الأخلاقيين إلى تقديم مشورة غير أخلاقية أو الاستثمار في ممارسة غير أخلاقية بأنفسهم. ويوضح هذا أهمية الوعي الأخلاقي عند اتخاذ القرارات.

وبالنسبة إلى هذا العرض التوضيحي، سترغب في الإبلاغ عن النسبة المئوية للطلبة الذين يوصون بكل صندوق لعملائهم بالاستثمار فيه، وكذلك النسبة المئوية لأولئك الذين يختارون الاستثمار في الصندوق بأنفسهم. ويمكنك أيضًا الإبلاغ عن متوسط تقييمات مدى ظهور صندوق مادوف (فورتيتيود) مشبوهًا وغير أخلاقيًا. وعادةً، بعد اتخاذ قرار الاستثمار، سيصنف الطلبة استثمارات فورتيتيود (صندوق مادوف) على أنها أقل أخلاقية من الصناديق الأخرى والأرجح أن يُشاركوا في أنشطة مليئة بالشك والريبة، في المتوسط. ويمكنك استخدام هذه التصنيفات لذكر أن الطلبة قادرون على معرفة الفرق بين الصناديق التي تبدو أخلاقية وتلك التي تبدو خلاف ذلك، لكنهم قد يختارون مع ذلك الاستثمار في صندوقٍ غير أخلاقي لمجرد أنهم لم يفكروا في هذه الاعتبارات الأخلاقية في الوقت الذي كانوا يتخذون فيه قرارهم بالاستثمار.

ويستند هذا الاستطلاع إلى التجربة التي جرى مناقشتها في كل من Zhang, Ting, Pinar O. Fletcher, Francesca Gino and Max H. Bazerman others (2015). Reducing bounded ethicality: How to help individuals notice and avoid unethical behaviour. Organizational Dynamics, vol. 44, No. 4, pp. 310-317. ويرد شرح موسع لهذا الاستطلاع في باب "أدوات التدريس الإضافية" في الوحدة التعليمية.

 

دراسة حالة: منارة أخلاقية

واطلب من الطلبة التفكير في المؤسسة أو المجتمع الذي يبدو أكثر أخلاقية بالنسبة لهم. و هذا ما سيشكل مؤسسةً أو مجتمعًا يمثل منارة أخلاقية قد يرغب الطلبة في محاكاته. اطلب من الطلبة التركيز تحديدًا على ما تفعله المؤسسة أو المجتمع لتحويل مبادئه الأخلاقية إلى ممارسات يومية، ومناقشة الأسئلة التالية:

  • ماذا كانت منارتك الأخلاقية؟
  • كيف تؤدي دورها مع المبادئ الأخلاقية؟
  • كيف تُمثَّل المبادئ في الممارسات اليومية (مثل التوظيف أو التقييم أو التعويضات أو السياسات)؟
  • كيف يستجيبون لأوجه القصور الأخلاقية التي لا مفر منها؟

توجيهات المحاضر

يركز الكثير من الحديث عن الأخلاقيات على السلوك غير الأخلاقي. ويتمثل أحد المكونات المهمة لإعداد حياة أو مؤسسة أو مجتمع يتسم بأخلاقية أكثر في تحديد المؤسسات أو المجتمعات التي يبدو أنها حققت بعض النجاح. بالطبع، لا يوجد أي شخص أو مؤسسة أو مجتمع مثالي، ولكن البعض يتصرف بأخلاقية أكثر من الآخرين. ويكمن الهدف من هذا التمرين في تشجيع الطلبة على تقدير مدى ارتباط المؤسسات الأخلاقية بحياتهم، والتعبير عن معنى المؤسسة الأخلاقية بمصطلحاتهم الخاصة. وينبغي أن يشعر الطلبة بالحرية في اختيار أي مثال، ولكن يمكن للمحاضر تحفيز الطلبة من خلال تقديم بعض الأمثلة المعروفة الموجودة في منطقتهم.

 
التالي
العودة إلى الأعلى