تعزيز آليات تقديم الشكاوى ضد الفساد في مصر

خطوة عملية جديدة اتخذها مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة نحو مساعدة الحكومة المصرية في حربها على الفساد، إذ جمع سبعين ممثلاً من مختلف الوزارات الخدمية الوطنية والأجهزة الحكومية، بما فيها الأجهزة الرقابية، والهيئات الرقابية ذات الدور المكمل ولجنة الشفافية والنزاهة ومجلس الشعب والمجتمع المدني والأحزاب السياسية في ورشة عمل استمرت لمدة يومين نظّمها المكتب مع وزارة الدولة للتنمية الإدارية وذلك بهدف تعزيز الآليات القائمة لتقديم الشكاوى ضد أعمال الفساد والإبلاغ عنها في مصر.

ضمّت ورشة العمل، التي عقدت خلال الفترة 22 - 23 أيار/مايو 2012 في فندق جراند حياة بالقاهرة، خبراء وطنيين ودوليين بغرض تقييم آليات الإبلاغ عن أعمال الفساد وتقديم الشكاوى بشأنها المعتمدة في الوزارات وفي أجهزة مكافحة الفساد الرئيسية في مصر. كما فحصت الآليات الدولية وأفضل الممارسات وناقشت الدروس المستفادة. وصرّح الدكتور أشرف حسن عبد الوهاب، وزير الدولة للتنمية الإدارية، في كلمته الافتتاحية "إن من شأن وضع نظم شفافة وفعالة لاستقبال شكاوى المواطنين تعزيز الثقة بينهم وبين الحكومة، بالإضافة إلى المساهمة في الحدّ من الفساد في الجهاز الإداري للدولة، حيث تساهم الشكاوى في التعريف بمواطن الضعف والخلل التي تتطلب تدخلا سريعا لمعالجتها"، موضحاً الهدف الرئيسي من الورشة.

وأعرب الدكتور محمد عبد الحميد النشار، وزير التعليم العالي عن إيمانه بأهمية تبادل الخبرات مع شعوب العالم، وحثّ الجميع على المشاهدة والتعلم بغرض إنتاج كوادر متميزة في مصر. كما شجّع مقدمي الشكاوى على التفكير والإبداع في اقتراح حلول لهذه المشاكل لدى التقدّم بها.

وأكد السيد مسعود كريميبور، الممثل الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، على مدى أهمية "الحرب ضد الفساد التي تقع في صلب النضال للحصول على حقوق الإنسان". وسلّط الضوء أيضاً على الكيفية التي "يولّد فيها الفساد الشعور بعدم المساواة والإجحاف" وكيف أن مثل هذا الظلم يقوّض "المبادئ الأساسية، مثل مبدأ عدم التمييز، التي ينصّ عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد ناهيك عن القوانين الدولية اللاحقة التي وقعت عليها دولة مصر". وأضاف السيد كريميبور "أن المصريين قد ألهموا العالم بمطالبتهم بوضع حدّ للفساد في بلدهم، مشيراً إلى أن المشاركين في هذه الورشة إنّما يعكسون هذا الالتزام الوطني، ويمنحون بلدهم الأمل في قدرتهم على مكافحة الفساد والقضاء عليه وبأنهم سيعملون على ذلك. واختتم السيد كريميبور خطابه قائلاً "إن المكتب على أهبة الاستعداد لمساعدتكم في هذه المهمة".

أما الدكتورة غادة علي موسى، مديرة مركز الحوكمة والأمين العام للجنة الشفافية والنزاهة، فقد شدّدت على الحاجة الملحة لوجود آليات فعالة لتقديم الشكاوى والإبلاغ، ودعت إلى "إصلاح وتطوير" نظم الشكاوى والإبلاغ " كي تصبح منظومة واحدة متكاملة ومترابطة تيسّر من الاستجابة الحقيقية والفعالة لمطالب الشعب ".

وفي الوقت الذي  رحب به السيد اللواء عاطف يعقوب، رئيس جهاز حماية المستهلك، بالمشاركين في إسهاهم في إرساء الأسس لمصر جديدة، أكّد على ضرورة التواصل فيما بين مختلف الأجهزة الحكومية لحماية المواطنين من جرائم ذوي الياقات البيضاء، ومن الفساد بشكل خاص.

استعرضت الورشة، التي تم تنفيذها في إطار مشروع دعم تدابير مكافحة الفساد وغسل الأموال وتعزيز استرداد الأصول في مصر، الذي تموّله المفوضية الأوروبية، كافة الأطر القانونية الوطنية والدولية ذات الصلة. وقدّم خبير المكتب عرضا متعمقا حول النظام القانوني للإبلاغ عن الشكاوى وتقديمها في إطار القانون المصري بالمقارنة مع اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد. واصلت الورشة تقديم أمثلة مختلفة للمشاركين عن نظم شكاوى من جميع أنحاء العالم، كما نظرت في أفضل الممارسات والدروس المستفادة من التجارب الدولية في نظم الإبلاغ وتقديم الشكاوى في سياق الفرص المتاحة لمصر والتحديات التي تواجهها.