القاهرة، جمهورية مصر العربية – 5 أغسطس 2024
تُظهر الأدلة أن التدخلات الوقائية ضد المخدرات والعنف والجريمة والتي تشهد مشاركة شبابية فاعلة، خاصة من المجتمعات الضعيفة والمهمشة، تلعب دورًا حيويًا في بناء وتعزيز الصمود وتوفير بدائل واقعية وقابلة للتطبيق. كما يمكن للشباب في الوقت نفسه أن يكونوا وكلاء فاعلين للتغيير، وقادرين على الترويج لحقوقهم وحقوق مجتمعاتهم. ان ربط هذه الرؤى مع الاعتراف بالقدرات الشبابية واستثمارها بالتزامن مع تضافر الجهود هو أمر أساسي لوضع استراتيجيات وقائية مؤثرة.
لهذا الغرض، عقد مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة اجتماعًا شمل مشاركات متنوعة، بما في ذلك ممثلين عن الوزارات المعنية مثل وزارة التضامن الاجتماعي، ووزارة الشباب، ووزارة التعليم، ووزارة الثقافة، إضافة إلى شباب من برنامج القيادة الرئاسي، ومراكز الشباب، وممثلين عن منظمات المجتمع المدني، وممثلين من الشباب المصري عن شبكة الشباب الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التابعة لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة. وتم خلال هذا الاجتماع رسم خريطة للمبادرات القائمة والتي تعزز قدرات الشباب ودورهم على الصعيد المجتمعي، وذلك وفقًا للمعايير الدولية المعتمدة واستراتيجية الوطنية المصرية للشباب.
تم تقديم جلسات تدريبية للمشاركين بإشراف خبراء من مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة حول نظريات وممارسات الوقاية من الجريمة، مع التركيز على أهمية تدريب مهارات الحياة وبرامج الإرشاد، والدور الحاسم لدور الأسرة الداعم وتجنب الوصم والتمييز، وتزويد المشاركين بالأدوات اللازمة لتطوير مبادرات ناجحة في مجال الوقاية من الجريمة والعنف. يركز المكتب، من خلال قسم الوقاية من الجريمة والعدالة الجنائية، على إصلاح أنظمة العدالة الجنائية - بما في ذلك الوقاية من العنف والجريمة، وإنفاذ القانون، والسلطة القضائية، والمؤسسات الإصلاحية – وذلك لضمان فعاليتها وعدلها وتعاملها الإنساني، وفقًا لمعايير الأمم المتحدة التي تعزز حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين.
أبرز ماجد (28 عامًا)، منسق مركز شبابي، الجوانب العملية للتدريب، قال: "الآن لدي الأدوات اللازمة لتوعية شبابنا بشكل أفضل حول الوقاية من الجريمة. هذه الورشة لم تمنحني فقط المعرفة، بل أيضًا ألهمتني لتطوير برامج هادفه ومثيرة أكثر لتنفيذها في المركز."
كانت أحد العناصر العملية الرئيسية لورشة العمل زيارة ميدانية إلى مركز شباب محلي، مركز شباب حلمية الزيتون، حيث شاهد المشاركون عن كثب الأنشطة والبرامج التي تعزز وتشرك الشباب بطرق مميزه وذات مغزى.
قالت ملاك (19 عامًا)، عضوة في شبكة الشباب الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التابعة لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة: "حدّثنا رئيس المركز، ثم اصطحبونا في جولة داخل المركز حيث عرّفونا على جميع زوايا العمل فيه. زرنا نادي النساء وتعرفنا على أنشطته، بما في ذلك الطبخ والحرف اليدوية."
انتهت الورشة بتعهد جميع المشاركين بالاستمرار في التفاعل من خلال اجتماعات منتظمة وتبادل التحديثات حول مبادرات الوقاية من العنف الجريمة. حيث تهدف هذه الجهود المشتركة إلى تعزيز فعالية التدخلات المجتمعية، مع استمرار الدعم والتيسير من قبل مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.
شاركت ملاك بحماس قائلة: "أول ما سأقوم به هو دمج ما تعلمته في هذا التدريب في عملي بشبكة الشباب، وتوعية الشباب حول الجرائم والعنف وكيفية الوقاية منها".
تم إطلاق شبكة الشباب الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التابعة لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، في أبريل 2024، بهدف تمكين الشباب كوكلاء فاعلين للتغيير ضد المخدرات والعنف والجريمة من خلال محاور التمكين والمشاركة الفاعلة والشراكات الموجهة للشباب. جمعت الشبكة شبابًا من الجزائر ومصر ولبنان وليبيا وفلسطين والسودان، وتهدف إلى تعزيز التعاون والتأثير الإيجابي في المجتمعات المحلية.
هذه الورشة جزء من برنامج "أثر الشباب" الإقليمي، الذي يهدف إلى تمكين الشباب وبناء قدراتهم لمواجهة الجريمة والعنف والمخدرات. منذ إطلاقه في عام 2022، أثر البرنامج إيجابيّاً على حياة أكثر من 67,990 فردًا في المنطقة خلال الفترة من 2022 إلى 2023. ويتم تمويل البرنامج بدعم من وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية.
لمزيد من المعلومات: