4 يوليو- القاهرة، جمهورية مصر العربية
"أثناء سعيي للحصول على درجة الماجستير، قدم لي شخص عرضًا بكتابة أطروحتي مقابل مبلغ مالي. رفضت العرض، إيمانًا مني بأن من يطمح للمناصب العليا يجب أن يتحلى بالنزاهة والشفافية."
تشير تقاريراليونيسف إلى أن المنطقة العربية تضم إحدى أصغر الفئات العمرية السكانية على مستوى العالم، حيث يشكل الأطفال والشباب قرابة نصف سكانها. يؤثر الفساد على مختلف القطاعات ويؤثر بشكل غير متناسب على الفئات الضعيفة، خاصة الشباب، مما يعيق المنافسة العادلة ويحرم المجتمعات من الازدهار.
شبكة الشباب الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي أطلقها مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في أبريل ٢٠٢٤، تهدف لتمكين الشباب كوكلاء فاعلين للتغيير ضد المخدرات والعنف والجريمة من خلال محاور التمكين، والمشاركة الفاعلة، والشراكات الموجهة للشباب. وجمعت الشبكة الشباب من الجزائر، ومصر، ولبنان، وليبيا، وفلسطين، والسودان.
ربى، باحثة في مجال القانون تبلغ من العمر ٢٧ عامًا وممثلة لبنان في شبكة الشباب الإقليمية التي تم إطلاقها مؤخرا، تحدثت عن التحديات اليومية التي يواجهها العديد من الشباب في مكافحة الفساد، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتوظيف.
"أسمع من الكثير من أصدقائي أنهم لا يستطيعون العثور على وظائف، بينما يحصل أشخاص غير مؤهلين على مراكز لمجردأنهم تمت التوصية بهم من قبل شخص ذو منصب. وهذا هو الفساد." يتسلل الفساد إلى جميع قطاعات المجتمع، وينسج نظامًا معقدًا من السلوكيات غير القانونية.
يحرك هذا الواقع تنفيذ المبادرة العالمية للتعليم وتمكين الشباب في مجال مكافحة الفساد، والتي تعتمد على ثلاثة أركان أساسية لمواجهة الفساد بشكل شامل: التعليم الابتدائي والثانوي، والأوساط الاكاديمية والبحث، وتمكين الشباب.
شاركت ربى وعدد من ممثلي شبكة الشباب الإقليمية في ورشة عمل للمبادرة العالمية للتعليم وتمكين الشباب في مجال مكافحة الفساد، والتي تم تصميمها لزيادة وعيهم بمكافحة الفساد وتعزيز الحوكمة والنزاهة، بهدف تمكين الشباب من تنفيذ الإجراءات ذات الصلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقد اختتمت الورشة بتطوير "رؤية شباب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمكافحة الفساد 2030" التي تهدف إلى دفع المبادرات والعمل الذي يقوده الشباب نحو الحد من الفساد بحلول عام 2030. وأضافت ربى: "لم نقتصر على استقبال المعلومات فقط، بل قمنا بتحويلها إلى خطط عملية يمكن أن تعود بالفائدة على مجتمعاتنا وبلداننا ككل. هذا النهج يدفعنا إلى تجاوز مرحلة فهم المشكلات إلى تطبيق الحلول."
"إذا لم يكن لدينا أفراد حاصلين على تعليم جيّد، نثق بهم وبقدراتهم، فكيف يمكننا محاربة الفساد؟"، تساءلت ربى، مؤكدة على الحاجة الماسة للإصلاح. "من خلال مكافحة الفساد، أرى التنمية في جميع القطاعات، خاصة في التعليم. أتصوّر فرص عمل عادلة قائمة على الكفاءة، وليس على المحسوبية. أتخيّل بلدًا آمنًا ومستقراً حيث لا يحتاج الشباب للسفر إلى الخارج للعمل، بلد يحاسب فيه القضاء الجميع على أفعالهم. "
"الأمل ينبع من الشباب، فهم الذين يتمتعون بالطاقة والوقت والروح لإحداث التغيير. الأمل كبير في شبكة الشباب الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التابعة لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، والتي نعمل على تشكيلها لتوحيد جهودنا جميعا نحو هدف واحد." بهذه الكلمات اختتمت ربى حديثها.
****
كانت هذه الورشة جزءًاً من برنامج "أثر الشباب" الإقليمي لتمكين الشباب وبناء قدراتهم لمواجهة الجريمة والعنف والمخدرات. منذ انطلاقة البرنامج في عام 2022، أثر البرنامج إيجابيّاً على حياة أكثر من 67,990 شخصًا في المنطقة (2022-2023). وهو ممول من قبل وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية.
للمزيد من المعلومات: