سعادة الدكتورة ليلى الهياس

<h5>المدير التنفيذي لقطاع الرصد والابتكار في دائرة تنمية المجتمع</h5>
المدير التنفيذي لقطاع الرصد والابتكار في دائرة تنمية المجتمع

لمن لا يعرف الكثير عن دائرة تنمية المجتمع، هل يمكنكم تقديم نبذة عن الدائرة للقرّاء؟

تأسست دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي في عام 2018، بهدف الإشراف على القطاع الاجتماعي في الإمارة وتنظيم نشاط مؤسساته المُمَكِّنة بما يُفضي إلى توفير خدمات اجتماعية عالية الجودة والكفاءة ويمكن لأي فرد من أفراد المجتمع الوصول إليها وهو النهج الذي حرص عليه والدنا المغفور له مؤسس دولة الإمارات، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ومن ذلك تنطوي أولوية الدائرة على تعزيز الوعي والمعرفة حول أبرز التحديات والقضايا الاجتماعية ذات الصلة بأبوظبي وسكانها، كما تلتزم بالمساهمة في ضمان حياة كريمة لجميع أفراد المجتمع بمختلف أطيافه.

كيف تعرفتم على حملة "استمع أولاً" العالمية، وما هو الجانب الذي لفت انتباهكم للاستثمار وإطلاق الحملة على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة؟

تسعى دائرة تنمية المجتمع باستمرار إلى تنفيذ مبادرات وحملات بالتعاون مع الجهات المعنية في القطاع الاجتماعي، بما في ذلك مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، وتولي دولة الإمارات اهتماماً خاص بالأسرة بشكل عام وبالطفل بشكل خاص، حيث سبق أن أطلقت الدولة استراتيجيات وبنى تحتية وبرامج تعزز من التلاحم الأسري وجودة الحياة. وتؤكد حملة "استمع أولاً" مدى إدراك الدائرة للقيمة التربوية المهمة التي تتضمنها هذه الحملة للأسرة، حيث إن الفرد يتعلم فن الاستماع والإصغاء بالدرجة الأولى من خلال التفاعلات التي تدور بين أفراد الأسرة باعتبارها الوسط الاجتماعي "المدرسة الحياتية الأولى"، التي تعلم أفرادها أسس الحياة، بالإضافة إلى مهارات التواصل الفعال، عبر التربية عن طريق الاستماع وإشراك الأبناء في الحوار يعد من أكثر الأمثلة تميزاً في المجتمع الإماراتي لنقل المهارات وإكساب الأبناء الخبرات.

هل يمكنكم مشاركتنا الخطوات الأولى التي قمتم باتخاذها في المراحل الأولى لإطلاق الحملة، وما هي التحديات التي واجهتموها؟

تم إطلاق الحملة بتاريخ 26 يونيو، بالتزامن مع اليوم العالمي لمكافحة المخدرات وتضمنت المرحلة الأولى من الحملة رفع الوعي باستخدام المنشورات التثقيفية وعرض مقاطع فيديو تعليمية وتم بثها عبر قنوات التواصل الاجتماعي للوصول إلى أكبر عدد من المشاهدات، وتطرقت المنشورات إلى دور الآباء المهم في تثقيف أبنائهم حول العالم الرقمي والاستماع لآرائهم والمخاوف والتحديات التي يواجهها الأبناء من أجل حمايتهم من الإساءة والتنمر الإلكتروني.

من هم شركائكم في هذه الحملة من المنظمات أو الجمعيات الأخرى؟

تم إطلاق حملة "استمع أولاً" بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، ومؤسسة التنمية الأسرية، وهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة.

ما هي توقعاتكم فيما يخص مخرجات حملة "استمع أولاً" في دولة الإمارات؟

نحن في دائرة تنمية المجتمع نسعى لبناء مجتمع نشط ومسؤول يحتضن جميع أبنائه بمختلف المراحل العمرية، ونحن على ثقة بقدرة مجتمعنا على تبني التغيير الإيجابي والهادف. ونطمح من خلال هذه الحملة إلى تعزيز وعي الأسر بضرورة تخصيص الوقت اللازم، وإدراك أهمية دورها في احتواء الأبناء، والاستماع لهم وتلبية كافة احتياجاتهم الاجتماعية. فالأسرة هي الحاضنة الأساسية لمجتمع متكامل وفاعل، تسهم في تحقيق تطلعات مجتمع إمارة أبوظبي.

ما هي النصائح والتوصيات التي تقدموها للدول الأخرى المهتمة بإطلاق حملة "استمع أولاً"؟

نحن سعداء بتعاوننا مع شركاءنا لرفع وعي أفراد المجتمع بشكل عام والأسر بشكل خاص بضرورة الاستماع للأبناء بدءًا من مراحل الطفولة المبكرة، حيث أثبتت العديد من الدراسات أن الاستماع الفعّال للأبناء يعتبر من أكثر العوامل حماية لهم من السلوكيات الخطرة، والتي من أبرزها التنمر وتعاطي المواد المخدرة والعنف. كما أكدت أهذه الدراسات على أهمية الاستماع من قبل الأبوين في تعزيز النمو السليم للأبناء وصقل شخصياتهم وتعزيز ثقتهم بذواتهم. ومن وجهة نظرنا، الأسرة هي اللبنة الرئيسية في المجتمع، والتي تنطلق منها عدة مفاهيم تساهم في تحقيق الأهداف التنموية المستدامة، مثل التعليم، والصحة، وأهم القيم المجتمعية مثل الثقة والاحترام والمسؤولية والمودة والعدل والمساواة والتسامح والتعايش وغيرها. ودور الأسرة الذي نسعى إلى تعزيزه يكمن في التربية السليمة للأبناء وأجيال المستقبل الذين سيعتمد عليهم المجتمع لاحقاً، ومن هذا المنطلق، ننصح الجميع باتخاذ هذه الخطوة دون أي تردد، والعمل على إطلاق حملة "استمع أولاً" في جميع أنحاء العالم، فأطفالنا هم مستقبلنا.

********
حصلت الدكتورة ليلي الهياس درجة الدكتوراه في الصحة العامة والرعاية الأولية من جامعة إمبريال كوليدج لندن، ودرجة ماجستير في الممارسة والسياسات الدولية للصيدلة الإكلينيكية من جامعة لندن UCL، كما تتمتع بخبرة مهنية كبيرة في تطوير الاستراتيجيات والسياسات الاجتماعية، وتصميم إدارة منهجيات للصحة العامة والتدخل الاجتماعي، وتشغل حالياً منصب المدير التنفيذي لقطاع .الرصد والابتكار الاجتماعي في دائرة تنمية المجتمع بأبوظبي

Made possible with the generous support of France.