الهروب من العنف: استخدام الرياضة كأداة للنفع الاجتماعي

٢٨ آذار/مارس ٢٠١٧ - يتيح مركز إستروتورال للألعاب الأولمبية والألعاب الأولمبية للمعوقين، الذي افتُتح في عام ٢٠١١، فضاء آمناً وصحيًّا لأعضاء هذا المجتمع الفقير والمستضعف الـمُقام حول مدفن للقمامة في ضواحي برازيليا. ومع انطلاق برنامج المكتب المعني بالمخدِّرات والجريمة القائم على استخدام الرياضة للمساعدة في منع الشباب من الانخراط في الجريمة والمخدِّرات، فقد قمنا بزيارة هذا المركز للتحدث إلى بعض الموجودين هناك والاستماع إلى قصتهم.

تاتيانا، البالغة من العمر ٢٨ عاماً، لديها طفلان يأتيان كلاهما إلى المركز. وهي تقول إنَّ المركز يوفر فضاء آمناً، بعيداً عن العنف في الشوارع، ويتيح لهما الفرصة للقيام بشيء إيجابي.

لماذا قررت إحضار طفليك إلى المركز؟

في الصباح، يذهب طفلاي إلى المدرسة، لكن بعد الظهر لا يكون لديهما أيُّ أنشطة يمارسانها. في الماضي، كانا يريدان اللعب في الخارج، لكن لأنَّ لدينا الكثير من العنف في الشوارع، أعتقد أنَّ من الخطر تركهما، ولذلك أفضِّل أن آتي بهما إلى هنا. كما أنَّ ذلك يُعَدُّ فرصة بالنسبة لهما لتعلم إحدى الرياضات.

هل توجد في الحيِّ الذي تعيشين فيه مشاكل تتعلق بالمخدِّرات أو بأشياء من هذا القبيل؟

نعم. هناك العديد من المراهقين في منطقتي ممن يتعاطون المخدِّرات. وهناك الكثير من البالغين الذين يبيعون المخدِّرات لهؤلاء المراهقين، والوضع سيئ.

هل تعتقدين أنَّ الطفلين، عندما يكونان هنا، يتعلمان أكثر ولا يكونان جزءاً من هذا العنف؟

بالتأكيد. إنهما يتوجهان من المدرسة مباشرةً إلى هنا حتى السادسة مساء. من الأفضل كثيراً أن تتاح مراقبة الأمور على هذا النحو.

ما هي توقعاتك؟

الطفلان كلاهما يمارس كرة القدم والملاكمة والجمباز، وآمل أن يتمكنا من تطوير نفسيهما في الرياضة.

Photo: UNODC

آنا جوليا، البالغة من العمر ١١ عاماً، أتت إلى مركز إستروتورال للألعاب الأولمبية والألعاب الأولمبية للمعوقين طوال السنة الماضية. تقول إنها شهدت تحسناً في حياتها وصحتها.

ما الذي تغير منذ بدأت القدوم إلى المركز قبل عام؟

أشياء كثيرة. الطريقة التي أتصرف بها، والطريقة التي أمشي بها، والتحسن في دراستي. وأتعلم أيضاً أشياء جديدة في مجال الرياضة.

وبالنسبة إلى صحتك، هل تعتقدين أنك أفضل حالاً؟

أعتقد أنني أفضل حالاً بكثير لأنَّ الرياضة مفيدة للصحة. والرياضة التي أحبها أكثر من غيرها هي السباحة.

هل كنت تسبحين في السابق قبل مجيئك إلى هنا؟

لا، لم أكن أجيد السباحة - لقد تعلمتها هنا.

غيليرمي يبلغ من العمر ١٣ عاماً، ويحب السباحة والملاكمة وكرة القدم المصغرة. وهو يتوجه إلى المركز كل يوم تقريباً بعد المدرسة.

Photo: (C) Bruno Sellani / FAC / DA Press

منذ متى تأتي إلى المركز؟

آتي إلى هنا منذ نحو عام.

ما الذي تغير في حياتك منذ مجيئك؟

أشياء كثيرة. لقد تحسنت دراستي، وأنا أفضل حالاً في المدرسة. كما أنَّ صحتي أفضل هي أيضاً. لقد تغيرت أشياء كثيرة.

ما هو شعورك؟

أشعر أنني أقوى لأنَّ ذلك ساعدني كثيراً.

وما الذي كنت تفعله قبل مجيئك إلى المركز؟

من قبل كنت أمكث في البيت أؤدي واجباتي المدرسية وأساعد أمي. أمَّا هنا، فيمكنني أن أدرس، وأمارس الرياضة، وأقضي وقتاً أكثر إمتاعاً مع أصدقائي.

وأخيراً، ما الذي يُشعرِك بالمتعة هنا؟

أعتقد أنَّ البقاء هنا أفضل لأنك تتعلم أشياء جديدة ولا تكتفي بالشعور بالملل في المنـزل.

روموالدو، مدير التدريس والتعلم في مركز إستروتورال للألعاب الأولمبية والألعاب الأولمبية للمعوقين، يقول إنَّ الرياضة في رأيه أمر أساسي في بناء المواطنة وتعلم القيم الأساسية في الحياة.

Photo: UNODC

هل لك أن تحدثني قليلاً عن واقع منطقة إستروتورال والجمهور الذي تدعمونه هنا؟ ما هي أكبر المشاكل القائمة؟

عندما بدأنا، كانت هناك عدة نقاط لبيع المخدِّرات أمام مركز إستروتورال للألعاب الأولمبية والألعاب الأولمبية للمعوقين. وكنا نعلم أنَّ بعض المراهقين يعملون لحسابها، ولكن هذا الوضع تغير بمرور الوقت. وقد كان لوجود الشرطة والوحدات الصحية الشريكة للمركز هنا فائدته، وساهمت الرياضة في تعزيز روح المواطنة لدى هؤلاء الطلاب. والكثير منهم ضعفاء للغاية، بل إنَّ بعض الأطفال محرومون من الوالدين. وهنا نرى الأطفال الأكبر سنًّا يأتون بمن هم أصغر سنًّا إلى المركز لعلمهم بأنَّ هذا المكان جيد من أجلهم.

وماذا عن النظام الذي تتَّبعونه هنا؟

إنَّ البرنامج الذي ننفذه هنا يختلف بعض الشيء عن نظام مركز الألعاب الأولمبية لأنه يتيح مزيجاً من الأشياء. فلمَّا كان الوالدان بحاجة إلى العمل طوال اليوم، يمكن للأطفال القدوم إلى المركز بعد المدرسة. ونحن نقدِّم للأطفال بعض الطعام، كما نتيح لهم القدرة على تعلم رياضات جديدة والعناية بصحتهم. فنحن نعلم أنَّ هذه المواضيع شديدة الأهمية من أجل غرس وتنمية روح المواطنة لدى الطلاب. ونستخدم الرياضة لمساعدتهم على فهم وتعلم الاحترام وغيره من القيم المهمة في المجتمع.