التعليم كأداة لمنع الجريمة وترسيخ ثقافة احترام القانون

13 شباط/فبراير 2017 - يشكل إدماج منع الجريمة والعدالة الجنائية في جميع مستويات التعليم عنصراً أساسيًّا في بناء نُهُج طويلة الأمد لمكافحة الجريمة والعنف. وهو عظيم الأهمية أيضاً في ضمان احترام سيادة القانون من سن مبكرة بغية بناء مجتمعات آمنة ومزدهرة للجميع. ومن هذا المنطلق، سلط إعلان الدوحة، المعتمَد في مؤتمر الأمم المتحدة الثالث عشر لمنع الجريمة والعدالة الجنائية، الضوء على الأهمية الأساسية لتعميم التعليم لدى الأطفال والشباب لمنع الجريمة والإرهاب والفساد والترويج للتنمية المستدامة.

ومن أجل تحويل إعلان الدوحة إلى واقع ملموس، أُطلق برنامج عالمي طموح العام الماضي، بدعم مالي من دولة قطر، يشمل مبادرة تعليمية مبتكرة وشاملة بعنوان "التعليم من أجل العدالة" (E4J).

وفي إطار تطوير المبادرة، تُعقد في فيينا حاليًّا سلسلة من الاجتماعات التي تضم خبراء من شتى التخصصات على نطاق الحكومات (بما في ذلك وزارات التعليم) والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص والمنظمات الدولية، على نحو يجمع طائفة متنوعة من الخبرات. وتضم مجالات خبراتهم التعليم (التدريس وتطوير المناهج الدراسية) ومجالات ولاية المكتب (الفساد والإرهاب والعدالة الجنائية والجريمة المنظمة، بما فيها الجريمة السيبرانية). وتُعقد الاجتماعات، التي تركز على ثلاثة مستويات من التعليم - الابتدائي والثانوي والجامعي - خلال شهري شباط/فبراير وآذار/مارس.

ففي المرحلة الابتدائية، تهدف المبادرة إلى تطوير ودعم الأدوات التفاعلية والمبتكرة لتعزيز النـزاهة والمهارات من سن مبكرة لحل المعضلات المعنوية والأخلاقية؛ وفي المرحلة الثانوية، سوف تعمل المبادرة على تعزيز استيعاب المفاهيم الأساسية التي تكمن في صميم عمل المكتب؛ وفيما يخص الجامعات، سيتم تيسير وتعزيز التدريس وإجراء البحوث بشأن المسائل المتصلة بمجالات ولاية المكتب، بما في ذلك الفساد والجريمة المنظمة والاتجار بالأشخاص وتهريب المهاجرين والإرهاب والجرائم الإلكترونية والعدالة الجنائية والاتجار بالأسلحة، وكذلك بشأن النـزاهة والأخلاقيات.

وأشارت كانديس ويلش، من الفرع المعني بالفساد والجرائم الاقتصادية التابع للمكتب، إلى ذلك لدى افتتاحها اجتماع فريق الخبراء المعني بالتعليم الابتدائي حيث قالت: "يحظى التعليم باعتراف واسع النطاق باعتباره أداة لتعزيز السلام والعدالة والمساواة من أجل التنمية المستدامة. كما أنَّ له دوراً رئيسيًّا في صياغة قيم الأجيال المقبلة، وبناء الوعي الجماعي، وإعادة تشكيل الأفضليات المجتمعية واستكمال ذلك بالمهارات اللازمة لتفعيل هذه القيم." كما قدمت شرحاً مفصلاً لكيفية ارتباط مبادرة "التعليم من أجل العدالة" بأهداف التنمية المستدامة، وتحديداً الهدف 4-7 الذي يدعو الدول الأعضاء إلى تقديم تعليم يروج لثقافة السلام ونبذ العنف.

وافتتح الاجتماع الخاص بالمرحلة الثانوية جون براندولينو، مدير شعبة شؤون المعاهدات التابعة للمكتب، حيث أشار إلى أهمية بناء القدرة على الصمود بين الأطفال والشباب من خلال البرامج التعليمية ذات الأهداف الموضوعة بعناية والشاملة التي تنشط في إشراك الشباب وجميع أصحاب المصلحة المعنيين.

"وتركز مبادرة التعليم من أجل العدالة على بعض جوانب التعليم التي تهدف إلى غرس مهارات التفكير النقدي بين الشباب وبناء الوعي بأنَّ الجريمة شيء سيئ وضار بالمجتمع. وهذا، بدوره، يُفترض أن يلهم الأفراد للامتناع عن ممارسة الأنشطة الإجرامية وكذلك أن يغرس الحرص على دعم الجهود المجتمعية الرامية إلى منع جميع أنواع الجريمة والتصدي لها."

معلومات إضافية:

البرنامج العالمي لإعلان الدوحة