10 أغسطس 2018
"هل يستطيع أحد أن يخبرني لماذا نجحت دانا في هذا التدريب؟ راندا، مرشدة المخيم الصيفي، وجهت سؤالها هذا إلى 20 فتاة لا زلنَّ يلتقطنَّ أنفاسهنَّ من آخر نشاط رياضي قمنَّ به. رفع بعضهنَّ أيديهنَّ بحماسة: لأنها "لم تفقد السيطرة على نفسها" وقالت أخرى "كانت مثابرة".
هذا هو الدرس الذي تأمل راندا أن يستوعبه الشباب الذين شاركوا بالمخيم الصيفي لمدة أسبوعين في قرية قلنديا، بالقرب من رام الله حيث قدمت راندا مجموعة من الأنشطة الرياضية للشباب الفلسطيني الذين تتراوح أعمارهم ما بين 13 إلى 18 عامًا لمساعدتهم على تطوير مهاراتهم الحياتية، والتعامل على نحو أفضل مع تحديات الحياة اليومية، والابتعاد عن المشاركة في العنف والجريمة.
وقبل افتتاح المخيمات الصيفية، كانت راندا جزءًا من برنامج تأهيل للمدربين الذي شمل 26 مدربًا، عقد بالتعاون بين مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة والمجلس الأعلى للشباب والرياضة في فلسطين. وقد ركز برنامج التدريب الذي استمر لمدة ثلاثة أيام، على منهج المهارات الحياتية المستندة إلى أدلة "الاصطفاف والصمود"، التي تعتمد على قوة الرياضة كوسيلة للتغيير الإيجابي. ويستند برنامج التدريب إلى الألعاب الرياضية في تزويد الفتيان والفتيات بتجارب إيجابية، مثل الشعور بالانتماء، والولاء، والدعم، وتعزيز الوقاية من الجريمة والمخدرات. وقد تم تزويد المدربين ال 26 في المعسكرات الصيفية بدليل أعده مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، ومكون من 10 جلسات، تم تطويرها بعناية لتُزود الشباب بمجموعة محددة من المهارات الحياتية، مثل: التفكير النقدي، ومقاومة ضغط الأقران، والتعامل مع القلق، والتواصل الفعال مع الآخرين.
وتُشجع مبادرة "الاصطفاف والصمود" التابعة لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة على تعزيز التغييرات الإيجابية في العلاقات من خلال تشجيع التعاون، والتفاهم، والتسامح بين المشاركين الذين يأتون من خلفيات متنوعة. لذا فإن أحد الأنشطة التي تقوم بها راندا هي تشجيع الشباب على معرفة مهاراتهم الخاصة والاعتزاز بنقاط قوتهم، من أجل التغلب على التوتر، والمشاعر السلبية.
وتم توزيع المشاركين بين مجموعات تمر بتحديات تدور حول أربعة موضوعات- السرعة، والقوة، والفكر، والمثابرة- ومن خلال جلسة استخلاص المعلومات التي تلت ذلك، ناقش المشاركون من الشباب كيف يكتشفون نقاط قوتهم الشخصية، وقوة أعضاء فريقهم، وينجحون في الاعتماد عليها. وقالت راندا أن الشباب "قد يكون لديهم قوة غير متوقعة تصبح واضحة فقط عندما يكون لديهم فرصة لاستخدامها". و"سوف يتعرفون عليها من خلال النشاط ويمكنهم الاعتماد عليها في الحياة الحقيقية". وكما قال أحد المشاركين في المعسكر الصيفي: "أتعرف على نفسي وعلى أصدقائي أثناء ممارسة الرياضة".
ويأتي برنامج "الاصطفاف والصمود" وهو مبادرة عالمية تستند إلى قوة الرياضة في تمكين الشباب وتعزيز مهاراتهم الحياتية لإحداث تغييرات إيجابية في حياتهم ومجتمعاتهم، في إطار جهود مكتب الأمم المتحدة الرامية إلى تنفيذ "إعلان الدوحة". ويرى المكتب أن الرياضة أساسية في هذا العصر الذي يواجه فيه العديد من الشباب تحديات تجعلهم عرضة للجريمة أو العنف أو تعاطي المخدرات. ويتطلع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة بالشراكة مع المجلس الأعلى للشباب والرياضة ووزارة التعليم إلى تحقيق ذلك في فلسطين من خلال تقديم فعاليات أخرى ضمن برنامج "الاصطفاف والصمود" في 2018. وتستهدف هذه المخيمات معلمي المدارس، بالإضافة إلى توفير الدعم لتأهيل المدربين الذين حصلوا على هذا التدريب في الوصول إلى عدد أكبر من الشباب الفلسطينيين في مدارس مختارة في الضفة الغربية.
لمزيد من المعلومات:
الاصطفاف والصمود