العراق: تقديم الدعم لضحايا الإرهاب

alt text is missing

تنظر منظومة العدالة الوطنية بالعراق حاليًا آلاف القضايا والدعاوى المقدمة من الضحايا المباشرين وغير المباشرين الذين تعرضوا للعنف والترويع على أيدي تنظيم داعش الإرهابي، وذلك منذ هزيمة التنظيم في العراق في تموز/ يوليو 2017. وفي ضوء هذا العدد الهائل من الضحايا، أصبح من الأهمية بمكان مساعدتهم على التعبير عن ما حدث لهم وتأهيلهم نفسيًا ودعمهم حتى يتمكنوا من المثول أمام المحكمة من دون خوف للتعرض للإيذاء مرة أخرى.

وفي إطار مشروع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة حول "تعزيز النظام القانوني لمكافحة ومنع الإرهاب في العراق بعد تحرير الموصل 2018- 2019"، عقد فرع منع الإرهاب التابع للمكتب لأول مرة، ورشة عمل بشأن "دعم ضحايا الإرهاب في العراق عقب الهزيمة العسكرية لتنظيم داعش"، وقد انعقدت ورشة العمل في آربيل بالعراق في الفترة من 23 إلى 26 تموز/يوليو 2018.

وقد قام فرع منع الإرهاب بالتعاون مع مجلس القضاء الأعلى، و"جمعية ضحايا الإرهاب في لبنان"، باختيار عشرة من الضحايا الذين تعرضوا لأبشع الجرائم ليتم تقديم المشورة والدعم النفسي إليهم خلال ورشة العمل. وقد تم تزويد الضحايا بالمعلومات القانونية المتعلقة بحقوقهم كما تضمنت الورشة إعطاء مساحة للضحايا للتعبير عن تجاربهم الصادمة، ومن ثمَّ إرشادهم حول كيفية التعامل مع ذكرياتهم ليتمكنوا من إعادة التوازن النفسي إلى حياتهم بعد ما مروا به. وقد تم استخدام العلاج بالفن لمساعدة الضحايا على اكتشاف مهاراتهم في التأقلم ونقاط القوة لديهم، بالإضافة إلى مساعدتهم على استيعاب مخاوفهم الداخلية بسبب الصدمات النفسية الناتجة عن ممارسة العنف تجاههم. 

وفي نهاية ورشة العمل، ذكر أحد الضحايا الذين تلقوا الدعم أنه "على الرغم من صعوبة المضي قدمًا ونسيان ما فعله داعش بنا، فقد تعلمت الآن أن الأمر ليس مستحيلًا. أنا لست وحدي الذي مر بهذه التجربة، لذا علينا العمل معًا لإعادة بناء ما دمروه".

ويقوم مشروع فرع منع الإرهاب التابع لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، بدعم العراق في بناء مجتمعات أكثر أمانًا في المناطق المحررة. وسيواصل المشروع تقديم المساعدة القانونية والدعم النفسي لضحايا الإرهاب، لاسيَّما الأطفال والنساء، كما سيواصل تعزيز قدرات مسؤولي العدالة الجنائية وإنفاذ القانون، بالإضافة إلى عمله على زيادة الوعي بأهمية دعم ضحايا الأعمال الإرهابية ومساعدتهم، وذلك مساهمةً منه في تحقيق الهدف رقم 16 من أهداف التنمية المستدامة الذي يدعم بناء مؤسسات قوية تتسم بالفعالية، وتخضع للمساءلة، وتُمكن من الوصول إلى العدالة.

وقد عقدت هذه الورشة بفضل الدعم المالي المقدم من حكومة اليابان.