مطارات آمنة لمواطنين أكثر أمناً: مشروع الاتصال بين المطارات التابع لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة يدعم دولة العراق في التصدي للإرهاب والشبكات الإجرامية المنظمة في المطارات

بغداد، العراق    

لقد ازدادت العمليات الإرهابية والجرائم المنظمة تعقيداً على مستوى العالم. كما أنه من المتوقع أن يتضاعف عدد المسافرين جواً خلال العشرين عام القادمة، مما يجعل المطارات والاتصال الذي توفره شركات الطيران أكثر عرضة للاستغلال من قبل الكيانات الإرهابية والجماعات الإجرامية المنظمة لنشر أنشطتها غير المشروعة والإجرامية عبر الحدود الوطنية.

وقد اعتمد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة العديد من القرارات ذات الصلة بمكافحة تنقل الإرهابيين عن طريق الجو، بما في ذلك القرار رقم ٢١٧٨ لعام (٢٠١٤) الذي يركز على وقف تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب الذين يحاولون السفر إلى مناطق النزاع، وكذلك القرار رقم ٢٣٩٦ لعام (٢٠١٧) الذي ركز على عودة وإعادة توطين المقاتلين الإرهابيين الأجانب. هذا بالإضافة إلى القرار رقم ٢٤٨٢ لعام (٢٠١٩) الذي يتناول الصلة بين الإرهاب والجريمة المنظمة ويؤكد على أهمية بيانات المسافرين جواً. 

ولدعم العراق في تنفيذ هذه القرارات، فقد قدم مشروع الاتصال بين المطارات - التابع لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة بالتعاون مع منظمة الإنتربول ومنظمة الجمارك العالمية - أول تدريب له في مدينة بغداد حول "مساعدة ضباط الصفوف الأمامية في عملية كشف واعتراض المسافرين المشتبه بهم" في الفترة من ٨ إلى ١٢ سبتمبر ٢٠١٩. تمثل هذه الفاعلية الخطوة الأولى في سلسلة من الفاعليات التي ينظمها المشروع في العراق والتي تساهم في توصيل دولة العراق بشبكة من 34 دولة أخرى (تتضمن ٤٠ مطاراً) تشارك في المشروع. 

وتهدف ورشة العمل، التي شارك فيها خبراء الشرطة الفيدرالية البرازيلية التابعين للبرنامج الدولي للتعاون الشرطي في المطارات (INTERCOP)، إلى تعزيز مهارات ضباط إنفاذ القانون في المطارات العراقية الدولية للتعرف على المسافرين المشتبه بهم واعتراضهم.  كما تبادل الخبراء البرازيليون معارفهم وخبراتهم في التحقق من وثائق السفر/الهوية، واستخدام تقييمات المخاطر القائمة على الأدلة، وجمع وتحليل بيانات السفر لتحديد الأفراد الذين يشكلون تهديداً محتملاً، فضلاً عن إجراءات الفرز التي تراعي الأطر القانونية الوطنية والدولية من حيث حماية حقوق الإنسان وعدم التمييز بين الأفراد.

وقد استخدم الخبراء الأمنيون مطار غواروليوس الدولي بمدينة ساو باولو بدولة البرازيل كمثال لتوضيح للمشاركين من مختلف مؤسسات إنفاذ القانون العاملة في المطارات العراقية الدولية كيفية إنشاء شبكة تعاون وشراكة داخل المطارات البرازيلية. كما تعمل هذه الشبكة المشتركة بين المؤسسات، والتي تعد أيضاً إحدى الركائز الرئيسية التي يدعمها مشروع الاتصال بين المطارات في المطارات المشاركة، على تعزيز القدرة على الكشف عن المسافرين المشتبه بهم واعتراضهم في مختلف النقاط عبر المطار.

وخلال حفل الافتتاح، أكد السيد أكيرا إندو، نائب رئيس بعثة السفارة اليابانية، على دعم بلاده المستمر لشعب العراق، متمثلاً في المساعدة المقدمة للعديد من المشاريع المتعلقة بتعزيز التشريعات العراقية في مجال مكافحة الإرهاب بالعراق في السنوات الخمس الماضية. 

وقد تميز هذا الحدث بحضور واسع لجميع المؤسسات ذات الصلة بموضوع التدريب، مما يعكس الالتزام والرغبة في التعاون بين المؤسسات الوطنية ومع المجتمع الدولي. وتَبِع التدريب النظري زيارة ميدانية إلى مطار بغداد الدولي، والتي أتاحت للمشاركين الفرصة لإمعان النظر في ممارساتهم الحالية ومناقشة التحديات الممكنة ووسائل التطوير مع الخبراء؛ خاصة فيما يتعلق بمراقبة الجوازات وفحص الأمتعة. 

منذ توسع برنامج الاتصال بين المطارات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام ٢٠١٧، تم تنفيذ ٣٠ فاعلية وطنية وإقليمية وعالمية لأكثر من ٥٠٠ موظف في الخطوط الأمامية العاملة في المطارات الدولية في جميع أنحاء المنطقة العربية. وقد ركزت هذه الفاعليات على تعزيز قدرة ضباط الصفوف الأمامية على إجراء تقييمات مسبقة لمخاطر المسافرين من وإلى مطاراتهم، وعلى تطبيق أساليب أفضل للتقصي والتحقيق، وكذلك تسهيل تبادل المعلومات وتعزيز التعاون بين المطارات الدولية في المنطقة.