غادة والي

المديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة

رسالة لمنظمة التعاون الإسلامي بشأن إطلاق منظمة تنمية المرأة

٢٢ تشرين الأول/أكتوبر٢٠٢٠

أصحاب السعادة،  

السيدات والسادة،

أتقدم إليكم بأخلص التهاني،

ففي الوقت الذي تهدد فيه أزمة كوفيد-19 بالقضاء على المكاسب التي حققها العالم بشق الأنفس في سعيه لتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين جميع النساء والفتيات، يثلج صدورنا أن نرى أعضاء منظمة التعاون الإسلامي يخطون خطوة حاسمة إلى الأمام بإطلاق منظمة تنمية المرأة.

إن إطلاق هذه المنظمة يأتي في الوقت المناسب ونحن في أمس الحاجة إليها. وأود هنا أن أهنئكم على إنشاء هذا المنبر الهام للمرأة في البلدان الإسلامية. 

وأرحب كثيراً بالموضوعات التي ستركز عليها هذه المنظمة في سنواتها الأولى، وأذكر منها تحديداً دور المرأة في التصدي للتطرف والعنف؛ وتمكين المرأة اقتصادياً؛ والتصدي للعنف ضد النساء.

وبما أن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة مكلف بالتصدي للتحديات المتمثلة في مكافحة المخدرات والجريمة والفساد والإرهاب، فإنه مؤهل تماماً لدعم أولوياتكم. 

إن واحدة من كل ثلاث نساء تتعرض خلال حياتها للعنف.

والإقرار بأن المرأة والرجل يتأثران بالعنف والفساد والجرائم الأخرى على نحو متباين يمثل خطوة أساسية نحو وضع تدابير أكثر فعالية وكسر حلقة العنف.

من خلال تشجيع المرأة على القيادة والمشاركة في وضع الحلول، يمكننا أن نحمي ضحايا الجريمة وندعمهن على نحو أفضل، وأن نحافظ على كرامتهن وحقوق الإنسان المكفولة لهن. 

وأهمية وجود المرأة في الحكومات وفي مجالس الإدارة والمناصب القيادية أنه يساعد على تحسين الشفافية والمساءلة.

ومن شأن تعزيز دور المرأة في مجال إنفاذ القانون أن يؤدي إلى زيادة فعالية أساليب الشرطة، وخفض التكاليف، وتراجع معدلات تفاقم العنف.

ويمكن لتحسين تمثيل المرأة في وظائف الشرطة والعدالة الجنائية أن يؤدي إلى تعزيز الجهود الرامية إلى منع التطرف العنيف وبناء الثقة مع المجتمعات المحلية وتوسيع نطاق التوعية.

وتعد هذه الأمور اليوم، نظراً لوجود أزمة كوفيد، من الأولويات الملحة أكثر من أي وقت مضى. فعلى الرغم من التقدم الذي أحرز على مدى السنوات الأخيرة، لا تزال الجرائم التي تنطوي على أعمال عنف ضد المرأة من بين أكثر الجرائم التي تتسم بتدني معدل الإبلاغ عنها، وتدني احتمال إدانة مرتكبيها.

وتمثل النساء والفتيات أكثر من 60 في المائة من ضحايا الاتجار بالبشر المكتشفين على الصعيد العالمي، كما أنهن أشد الضحايا عرضة للخطر في سياق الهجرة.

فالنساء والفتيات مستهدفات من جانب الإرهابيين، وكثيرا ما يتعرضن للعنف الشديد والترهيب والإكراه.

ولا بد لنظم العدالة الجنائية من أن تراعي الفوارق بين الجنسين من أجل التصدي لهذه التحديات المعقدة.

ويعمل المكتب المعني بالمخدرات والجريمة على تعميم منظور النوع في جميع مجالات عمله بهدف تعزيز تدابير منع الجريمة وإنفاذ القانون ومساءلة الجناة وتمكين الضحايا من الوصول إلى العدالة.

وقدم المكتب المعني بالمخدرات والجريمة الدعم في عملية وضع معايير وقواعد رئيسية للأمم المتحدة بشأن مكافحة العنف ضد المرأة، كما قدم توصيات بشأن اتخاذ إجراءات لمكافحة أعمال القتل المتصلة بنوع الجنس، وقد نشرنا مؤخرا أول كتيب للأمم المتحدة عن أبعاد نوع الجنس لتدابير العدالة الجنائية في مجال التصدي للإرهاب.

وإني لأرحب بقرار مصر استضافة منظمة تنمية المرأة. ويتعاون مكتبنا الإقليمي في القاهرة تعاونا وثيقا مع المجلس القومي للمرأة في مصر في تنفيذ أنشطة تشمل حملة توعية أجريت مؤخراً بهدف وقف العنف ضد المرأة على الإنترنت.

وأود أن أغتنم هذه الفرصة لأشيد بالجهود الدؤوبة التي يبذلها المجلس القومي للمرأة في هذا المجال.

أصحاب السعادة

إن تمكين النساء والفتيات ضروري لبناء عالم عادل.

 وبإمكان منظمة تنمية المرأة أن تساعد في قيادة التغيير في الدول الإسلامية وإحراز التقدم اللذين تحتاجهما النساء والفتيات وتستحقهما، ويتطلع المكتب المعني بالمخدرات والجريمة إلى إقامة شراكة مثمرة معكم.

وسيكون بمقدورنا، يدا بيد، أن نحقق مستوى أعلى من الإدماج والعدالة.

شكراً لكم.