ليبيا: ترديد أصوات الشباب لمواجهة الفساد

طرابلس، ليبيا - 18 ديسمبر/كانون الأول 2022

تبلغ نسبة الأطفال والشباب في ليبيا 25% من إجمالي عدد السكان البالغ عددهم حوالي 6.8 مليون نسمة. هنالك ضرورة لأتاح الفرصة لجميع الشباب للتعبير عن أفكارهم واهتماماتهم فيما يتعلق بالنزاهة والأخلاق ومسائل مكافحة الفساد، بطريقة تؤثر بشكل ملموس وواضح على حوارات السياسات العالمية. إن أي حل للفساد لا يمكن أن يكون مستدامًا وقابلًا للتطوير، دون مشاركة أولئك الذين سيكونون المستفيدين من تلك الحلول.

لذلك تتعاون السلطات الليبية مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة على تنفيذ المبادرة العالمية للتعليم وتمكين الشباب في مجال مكافحة الفساد (جريس) والتي تهدف إلى خلق ثقافة رافضة للفساد بين الأطفال والشباب من خلال زيادة دور التعليم كما ستساعد هذه المبادرة الشباب على أن يصبحوا قادة نزاهة الغد من خلال تزويدهم بالمهارات والمفاهيم المطلوبة لتعزيز الشفافية والمساءلة والنزاهة داخل مجتمعاتهم.

ومن خلال هذه الرؤية قامت وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي الليبية بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة بتنظيم ورشة عمل حول "طرق وآليات تدريس المواد الخاصة بمكافحة الفساد لمراحل التعليم الأساسي والمتوسط" بالإضافة إلى تنظيم ملتقى لفريق خبراء حول "تكييف وتوطين سلسلة الوحدات التعليمية التي تم تطوريها من قبل مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة عن مكافحة الفساد لتصبح أكثر موائمة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" للخبراء في التعليم والأكاديميين الليبيين من وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي.

في خلال ورشة العمل تم التعريف بمبادرة جريس، وأدواتها وموادها، وتطبيق نهج جريس التعليمي. كما أتاح اجتماع فريق الخبراء فرصة ثرية للخبراء والأكاديميين من المنطقة لتبادل وجهات نظرهم حول الكيفية التي يمكن بها تكييف وحدات مكافحة الفساد التابعة لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة بما يتوافق مع ثقافة وسياسة مجتمعات المنطقة ومنها المجتمع الليبي.

تم عقد ورشة العمل واجتماع الخبراء في إطار مشروع "بناء القدرات الوطنية الليبية لمنع ومكافحة الفساد وغسل الأموال" الممول من الاتحاد الأوروبي، والمنفذ من قبل مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة بالتعاون مع معهد الأمم المتحدة الإقليمي لأبحاث الجريمة والعدالة.  ويشترك مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة مع السلطات الليبية في إطار هذا المشروع لتوفير نهجا شاملا لمكافحة الفساد.

اليوم العالمي لمكافحة الفساد 2022:

في التاسع من كانون الأول (ديسمبر) 2022، يهدف اليوم العالمي لمكافحة الفساد إلى تسليط الضوء على الصلة بين مكافحة الفساد والسلام والأمن والتنمية حيث تعتبر مكافحة هذه الظاهرة مسؤولية الجميع، ويتم ذلك من خلال تعاون ومشاركة كل شخص ومؤسسة حتى يتم التغلب على الآثار السلبية الناتجة عن هذه الجريمة، كما تلعب الدول والمسؤولين الحكوميين وموظفي الخدمة المدنية وموظفي إنفاذ القانون وممثلي وسائل الإعلام والقطاع الخاص والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية والجمهور والشباب على حد سواء دورا مهما في مكافحة الفساد.

يصادف مؤتمر اليوم العالمي لمكافحة الفساد، لعام 2022 أيضًا بداية جهودنا للاحتفال بالذكرى السنوية العشرين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد وينعكس ذلك في موضوع اليوم العالمي لهذا العام، "اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد بعد 20 عام: توحيد العالم ضد الفساد".