بيروت، لبنان – 7 أغسطس/اب 2023
"هل يمكنكم تخيل مدى تأثير كلمة على شخص في مسار إعادة بناء حياته والبحث عن فرصة ثانية؟"
شارك رامي*، شاباً، قصة مؤسفة لعملية سرقة في سوبر ماركت حيث اتهم صديقه، الذي كان يعاني سابقًا من الارتهان بالمخدرات، بالسرقة. لم يتم إجراء تحقيق مناسب، وفقد وظيفته. "هل يمكنكم تخيل مدى تأثير كلمة على شخص في مسار إعادة بناء حياته والبحث عن فرصة ثانية؟" ذكر رامي. يسلط هذا الموقف الضوء على قدرة تأثير كلمة واحدة على فرد من خلال نشر الوصمة والتمييز الذي يمكن أن يكون لهما عواقب جسيمة.
شارك رامي هذه القصة الحقيقية خلال مناقشة حول الوصم والتمييز بقيادة فريق مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة مع مجموعة من الشباب (الفتيات والفتيان) في مراكز الإحتجاز والمجتمعات المحلية للإحتفال باليوم العالمي للمخدرات. دار النقاش حول لعبة تحت عنوان « بتِفرُق عَ كِلمَة ».
تم إعداد هذه اللعبة من قِبَل مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في لبنان بمشاركة الشباب والشابات، مستوحاة من محور هذا العام: « الأشخاص أولاً: لننهي الوصم والتمييز، ونعزز الوقاية منهما ». تهدف هذه اللعبة إلى زيادة التعاطف وتعزيز المواقف التي تنهي الوصمة ومعالجة التمييز ضد الأشخاص في وضع هشاشة بما في ذلك أولئك المتأثرين باستخدام المواد ذات التأثير النفسي والإدمان عليها.
أكد أحد الشباب أن من خلال تشجيع الشباب والشابات على التفكير في مسألة الوصم وآثاره الضارة والمدمرة، أدركوا أهمية إعادة التركيز على "الإنسانية، على الشخص الذي يقف وراء التسميات التي نطلقها عليه/ا، وإعادة اكتشاف التعاطف المتأصل فينا جميعًا".
تمكن الشباب والشابات من التعاطف مع هذا الشخص الذي ينوصف في طريقة سلبية و ظلمه في طريقة تزيد من معاناته: "إن الشخص الذي يستخدم المخدرات هو إنسان مثلنا تماماً، مهما كانت الظروف التي يمر بها"؛ "من المهم عدم الحكم على الآخرين دون فهم قصصهم والعوامل التي ساهمت في الإدمان على المخدرات واحترام اختلافات الآخرين كما هم"؛ "لقد تحدت هذه اللعبة تحيزاتي، وحسنت وجهة نظري بالآخرين»؛ «من الآن فصاعدًا، سأتحدث مع الآخرين بمزيد من الإنسانية".
عبر الشباب عن عواطفهم وشاركوا الألم النفسي الذي يعانون منه عندما يتعرضون للوصم والتعرض لكلمات مؤذية. كما ذكروا بأنفسهم بأنهم ليسوا "كلمات...هذه الكلمات التي تقتل ".
وإذ يتحد العالم للإحتفال باليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع بها، أو باليوم العالمي للمخدرات، الذي يصادف سنويًا كل 26 يونيو/حزيران، من أجل تحقيق هدف إقامة مجتمع دولي خالٍ من إستخدام المخدرات، دعونا ننضم إلى الجهود لعلاج الأشخاص الذين يستخدمون المخدرات بإحترام وتعاطف، وبالتالي مكافحة الوصمة وجميع أشكال التمييز." لأنوا بتِفرُق عَ كِلمَة..."
تشكل هذه المبادرة جزءاً من المشروع الإقليمي «أثر السباب» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذي يدعم الشباب والشابات والفتيان والفتيات، بمن فيهم الشباب الأكثر ضعفاً وعرضة للخطر، من أجل اكتساب القدرة على مواجهة مخاطر المخدرات والجريمة والعنف وتمكينهم من مواجهة تحديات الحياة.
*رامياسم مستعار إستُخدِمَ للحفاظ على السرية والخصوصية.