تونس، الجمهورية التونسية– 4 ديسمبر 2023
" بلغ إجمالي القيمة السوقية للأصول المشفرة حوالي 1.1 تريليون دولار في الربع الثالث من عام 2023!" [1]، الأمر المثير الذي جذب المستثمرين الراغبين في تعظيم ثرواتهم عن طريق الاستثمار في العملات المشفرة. لكن لم يتوقف الجذب عند أولئك المستثمرين فحسب، بل كان جذابا لشبكات الجريمة المنظمة والمنظمات الإرهابية على حد السواء، الذين يقومون بدورهم باستغلال الأصول الافتراضية لتمويل جرائمهم الشنيعة.
نظرا لذلك، قام المكتب بالتعاون مع مجموعة العمل المالي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا والوكالة الألمانية للتعاون الدولي والمرفق العالمي للاتحاد الأوروبي و اللجنة التونسية للتحاليل المالية بعقد المؤتمر الإقليمي حول "مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب والتقنيات الجديدة: طرق الدفع الجديدة والأصول الافتراضية ووسائل التواصل الاجتماعي"بالجمهورية التونسية.
ويتساءل البعض عن ماهية تلك العملات والأصول ولما هذا اللغط المثار حولها، فنجد أن المتعاملين على تلك العملات يستفيدوا من وظائفها والتي تشمل التمثيل الرقمي للقيمة التي يمكن تداولها رقميًا، كما أنها وسيلة للتبادل، ووحدة حسابية ومخزن للقيمة، ومع ذلك لم يتم إصدارها أو ضمانها من قبل الكثيرمن السلطات.[2]
كذلك وجب إلقاء الضوء على الأصول الافتراضية التي تعمل على التمثيل رقمي للقيمة التي يمكن تداولها أو نقلها أو استخدامها رقميًا للدفع، كما أن يمكن استخدام تلك الأصول لإجراء عمليات الدفع بشكل أسرع وأسهل وأرخص، ولكن بالرغم من ذلك، فإنها لا تتضمن التمثيل الرقمي للعملة الورقية، بالإضافة أنها غير منظمة إلى حد كبير مما يجعلها ملاذًا آمنًا للمعاملات المالية الغير مشروعة من قبل شبكات الجريمة المنظمة والمنظمات الإرهابية. [3] في ذلك النطاق، رصدت إحدي شركات تحليلات البلوكشين سرقات للعملات الافتراضية بلغت 3.8 مليار دولار في عام 2022.[4]
أضحى المؤتمر منبرا للتعاون الإقليمي، حيث شارك فيه أكثر من 100 ممثل عن البنوك المركزية ووحدات الاستخبارات المالية وجهات انفاذ القانون والتي تشمل في جعبتها سلطات التحقيق المتخصصة والجهات القطاعية المعنية بالإشراف والمراقبة على الأصول الافتراضية والجهات الأخرى المعنية بمحاربة غسل الأموال وتمويل الإرهاب الناجم عن استخدام طرق الدفع الجديدة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا بهدف إثراء وعي المشاركين بمعايير مجموعة العمل المالي التي تخص طرق الدفع الجديدة ، وتعزيز فهم مخاطر غسل الأموال وتمويل الإرهاب الناتجين عن سوء استخدام طرق الدفع الجديدة والأصول الافتراضية، كما سلط المؤتمر الضوء على سوء استغلال منصات التواصل الاجتماعي لتمويل الإرهاب.
تباحث المشاركون فيما بينهم حول العديد من الموضوعات بالغة الدقة مثل طرق اجراء التحقيقات المالية الخاصة بطرق الدفع الجديدة، كما تناولوا التحديات والتهديدات والفرص الكامنة في تلك التكنولوجيا، كذلك استطرق المشاركون الى تقييم مخاطر الأصول الافتراضية ومقدمي خدمات تلك الأصول. ذلك بالإضافة للدور البارز الذي لعبه الخبراء المشاركين في المؤتمر من خلال عرض دراسات الحالة التي تكشف التهديدات التي تتعرض لها المنطقة من سوء استخدام تلك التكنولوجيا، كما تم استعراض طرق مجابهة التحديات والمخاطر الناتجة عن سوء استغلال منصات التواصل الاجتماعي والميتافيرس في تمويل الارهاب.
وخلص المؤتمر الى تبني مجموعة من التوصيات بإجماع كافة المشاركين والتي القت الضوء على مجموعة من الموضوعات ونجملها في أهمية التعاون بين القطاع العام والخاص في مشاركة أفضل الممارسات والمعلومات موضوع المؤتمر، كما تناولت التوصيات تنظيم استخدام الأصول الافتراضية مقابل تحريمها، واقتراحات سياسات الالتزام للشركات المعنية بإدارة منصات التواصل الاجتماعي في ما يخص حظر المحتوي الخاص بداعش والقاعدة.
[1] Ciphertrace-Crypto-crimes-AML-Q3-22-Report_FINAL.pdf
[2] Virtual currencies – Key Definitions and Potential AML/CFT Risks (fatf-gafi.org)