لبنان: من متّهم إرهابي إلى مؤمن بالحياة – قصة نجاح

بيروت، لبنان - 14 شباط/فبراير 2023

مؤمن، شاب يبلغ من العمر 25 عاماً، نجح في الاندماج في المجتمع وتمكن من التصالح مع الحياة بعد الاستفادة من برامج إعادة التأهيل في سجن رومية أثناء قضاء مدة عقوبته بتهم تتعلق بالإرهاب.

"ما زلت أتذكر أول مرة خرجت فيها إلى الحرية في عام 2018. بعد خمس سنوات في السجن، وعلى الرغم من سعادتي برؤية عائلتي حولي، أدركت أنني سوف أواجه مجموعة جديدة من التحديات لاستعادة مكاني في المجتمع...مواجهة المخاوف حول مستقبلي، أن أجد عمل بظل العبء المالي الذي يثقل كاهلي، والعيش في مجتمعي حاملاً الوصمة المرتبطة بسجني. لأنهم يخافون مني... لأن وصمة "الإرهابي"... كان من الصعب إزالتها، فقد احتجت الكثير من الوقت والجهد والقوة لعدم الاستسلام وبناء ثقة ...لأنه كان من الصعب تقبلي كشخص جديد بنوايا إيجابية وإعادة التواصل مع الأصدقاء والعائلة،" أخبر مؤمن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.

"كنت محظوظاً بالاستفادة من برامج إعادة التأهيل وإقامة علاقة متينة مع فريق العمل في السجن، مما أتاح لي كسر دائرة العنف والكراهية، واكتساب مهارات تقنية جديدة، والثقة بالنفس، والقدرة على تخطي الصدمات، والأهم من ذلك، أن أقول "لا" للإغراءات التي قد تجعلني أعود إلى الماضي و أفقد كل شيء بنيته بعيداً عن العنف." وأضاف مؤمن "للأسف، شعرت أنني بطل عندما انضممت إلى المجموعات الإرهابية، ولكنني تغيرت الآن. انا مؤمن...مؤمن بالحياة."

اليوم، بدء مؤمن صفحة جديدة في حياته. فقد تمكن من بناء أسرة والحصول على عمل لائق كنجار وتعزيز علاقته مع أحبائه، ولعب دور إيجابي في مجتمعه من خلال التصدي لخطر التورط في أنشطة إجرامية.

إعادة تأهيل وإدماج مؤمن جائت في إطار مشروع "تحسين إدارة السجون وإعادة تأهيل وإدماج السجناء الأكثر عرضة للخطر في لبنان"، الذي تنفذه وزارة العدل في لبنان بالتعاون الوثيق مع وزارة الداخلية والبلديات، بالمساعدة الفنية من مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، والممول من دولة كندا والإتحاد الأوروبي. يركز المشروع على تقديم لبنان المساعدة الفنية لتعزيز إعادة الإدماج ومنع التكرار.

في جناح الأحداث في سجن رومية، يشكل الأطفال والشباب الموقوفين والمحكومين بتهم تتعلق بالتطرف العنيف حوالي 10٪ (34 من أصل 350سنويا) منذ عام 2014. يستفيد جميعهم من برامج إعادة التأهيل المخصّصة، مع التركيز بشكل خاص على فك الإرتباط العنيف والإستعداد للإفراج بغية منع معاودة الإجرام التي تعتبر حاسمة في عملية إعادة الإدماج.

على الرغم من أن الطريق إلى إعادة الإدماج طويل ومليء بالعقبات، فإن قصة "مؤمن"، التي حققت نتائج أستثنائية، تعطي الأمل ليس فقط للشباب كي ينفصلوا عن العنف، بل أيضاً للجهات الفاعلة لمواصلة جهودهم في دعم عملية إعادة الإدماج وللشركاء الإنمائيين أن يواصلوا تمويل العدالة الاجتماعية وأخيراً للمجتمع أن يؤمن بأن إعادة الإدماج ممكنة للأطفال والشباب الموقوفين والمحكومين بتهم تتعلق بالتطرف العنيف والإرهاب. وهذه هي الرسالة الرئيسية في 12 شباط/فبراير بمناسبة اليوم الدولي لمنع التطرف العنيف عندما يفضي إلى الإرهاب.

لمشاهدة الجزء الاول من الفيلم القصير "من متّهم إرهابي إلى مؤمن بالحياة" 

 

ممول من دولة كندا والإتحاد الأوروبي