18 تموز/يوليو 2023 – بيروت، لبنان
في قلب بيروت، كومة من القماش تنبعث منها ألوان زاهية وأنماط نابضة بالحياة، تملأ الهواء برائحة النسيج الجديد. مع إنسياب الإبرة عبر القماش، تصبح أكثر من مجرد أداة للخياطة؛ تصبح رواية للقصص. كل غرزة تروي قصصًا عن المرونة والعزيمة. خلف الضجيج والقعقة النابضة لآلات الخياطة، يتردد صدى متناغم للوحدة، حيث تعمل النساء معًا كفريق واحد لتوجيه طاقتهن في فن الخياطة. هذه هي المساحة التي تجتمع فيها النزيلات يوميًا للمشاركة في نشاط الخياطة المدر للدخل. رحلة تحويلية، يخيطين لأنفسهن رواية جديدة، مليئة بأمل جديد لغد أفضل.
"الحياة لا تتوقف بسبب السجن... يمكنكِ بناء الأمل بيديكِ" قالت لمى*، وهي سجينة في سجن النساء في بيروت، حيث شاركت بشغف تجربتها في هذا النشاط الذي تقوده الحركة الاجتماعية (منظمة غير حكومية ناشطة في دعم السجون في لبنان). أضافت لمى أن "عندما دخلت السجن للمرة الأولى، لم أكن أعرف حتى كيف أضع الخيط في الإبرة". اليوم، تضع لمى مهاراتها في خياطة الوسائد وملاءات الاسرة والمناشف والوسائد. من خلال نشاط الخياطة المدر الدخل، إكتسبت لمى مهاراتٍ جديدة، لا تُمكّنها فقط من صنع الأشياء العملية، بل غرست فيها أيضًا الشعور بالكرامة والقوة الذاتية. بينما تدخر النقود التي تكتسبها من هذا النشاط، إنها تتصوّر مستقبلاً يمكنها من خلاله استخدام مهاراتها لإنشاء عملها الخاص وبدء حياة أفضل وكريمة لنفسها خارج السجن.
بالإضافة للنمو الشخصي، سلطت لمى الضوء على أهمية المبادرة في توفير الإحتياجات الأساسية للسجناء مثل بياضات الاسرّة والمناشف التي تتضمّنها المجموعة الصحية الموزّعة على كافة السجون في لبنان. "السعادة تغمرني بأن أعلم أنني قادرة على إحداث فرق أثناء فترة احتجازي لأن النظافة حقٌ لكل سجين." "وفوق كل ذلك، هذا الشعور بالمسؤولية غيّر طريقة تفكيري وبدأت أتفاعل مع زميلاتي في الغرفة. كما وأدى التغيير الإيجابي في سلوكي إلى تخفيض فترة احتجازي." وقالت لمى بثقة "بفضل هذا النشاط، يمكن للمى الجديدة أن تقول بصوتٍ عالٍ: لا تستخفّ بقوة الفرص الثانية... التغيير ممكن، ولكن فقط إذا أردت."
إن لمى من بين 20 سجينة تشارك في ورشة الخياطة، وهو برنامج من البرامج التأهيليّة العديدة التي يدعمها مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة بهدف مساعدة السجناء على إعادة إدماجهم في المجتمع بعد انتهاء فترة احتجازهم.
تجسّد قصتها قوة الفرص الثانية، مما يثبت أن التغيير ممكن عندما تكون الرغبة قوية.
بينما يحتفل العالم
باليوم الدولي لنيلسون مانديلا في 18 يوليو 2023، فإنه بمثابة تذكير بأن #السجناء_مهمون. حيث يوجد أكثر من 11 مليون سجين/ة حول العالم، كل واحدٍ منهم شخص، كل واحدٍ منهم لديه/ا قصة، وإعادة التأهيل ممكنة لمن يرغب بالتغيير وإحداث فرق إيجابي.
ينفذ مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة هذا النشاط في إطار مشروع" تطوير الظروف الحياتية في السجون ودعم قدرات السلطات اللبنانية للتعامل مع أشخاص ذوي تهم متعلقة بالإرهاب بما فيها تعزيز المحاكمة عن بعد" والممول من دولة كندا و مشروع "تعزيز الوصول إلى العدالة، وضمانات الحقوق الأساسية في نظام العدالة الجنائية، بما فيها السجون" والممول من الإتحاد الأوروبي.
ممول من دولة كندا والإتحاد الأوروبي.
إطلعوا على الفيلم الوثائقي ( 60 ثانية ) المستوحى من حملة يوم نيلسون مانديلا لعام 2023
Twitter I Facebook I LinkedIn I Youtube