أنا أقوى اليوم: برنامج أثر الشباب والمساواة بين الجنسين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

الشرق الأوسط وشمال أفريقيا – 28 مارس 2024

 تزيد احتمالية عدم مشاركة الشابات في التعليم أو العمل أو التدريب بأكثر من الضعف مقارنة بنظرائهم الذكور في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا- وفقًا لليونيسف. علاوة على ذلك، فإنهنّ من بين المجموعات الأكثر عرضة للعنف على مستوى العالم، ويواجهن تهديدات مثل الاستغلال والاعتداء والتحرّش الجنسي، والاتجار بالبشر، وتشويه الأعضاء التناسلية، والزواج المبكر، والقتل المرتبط بالنوع الاجتماعي. وتزيد هذه الاحتمالية في وجود النزاعات المسلحة، وأوجه القصور القانونية، والأعراف الذكورية المتجذرة. لهذه الأسباب يعد تمكين الشابات والفتيات مجال تركيز بالغ الأهمية لتدخلات برنامج "أثر الشباب" الإقليمي التابع لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.

"أثر الشباب" هو برنامج إقليمي يعمل على تمكين الشباب والشابات وتعزيز صمودهم في مواجهة المخدرات والعنف والجريمة، وهو مدعوم وممول من قبل وزارة التنمية والتعاون الاقتصادي في جمهورية ألمانيا الاتحادية. يعمل البرنامج في الجزائر ومصر ولبنان، وليبيا، وفلسطين، والسودان. ويتضمن مجموعة متنوعة من التدخلات التي تهدف إلى تمكين الشابات وتعزيز المساواة بين الجنسين، من خلال الأنشطة الرياضية وجلسات التوعية والألعاب التعليمية، والعمل معهن ليكن عوامل التغيير.

تعتبر الرياضة أداة قوية لتعزيز السلام، والتسامح، والاحترام. فهي تعزز المهارات الجسدية والعاطفية والاجتماعية لدى الشباب والشابّات، وتعزز احترام الذات والعمل الجماعي وتوفر مساحات آمنة للفتيات، وتعزز الإرشاد والقيادة النسائية، وبالتالي تزيد من مشاركة المرأة في الرياضة وخارجها وتتحدى الصور النمطية للأدوار بين الجنسين في محاولة لمكافحة التمييز والعنف.

وقف العنف القائم على النوع الاجتماعي – بطولة كرة القدم للفتيات في الجزائر:

نظم مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة بطولة كرة القدم للرياضيّات في الجزائر في إطار برنامج "أثر الشباب" كجزء من حملة "16 يومًا من النشاط لمناهضة العنف ضد المرأة". لعب كرة القدم التي تعتبر رياضة للرجال وفقاً للأعراف والتقاليد يعني الكثير بالنسبة للشابات حيث يتحدين الأعراف المتعلقة بالجنسين، ويكتشفنَ قوتهنَ ومرونتهن، ويصبحن أكثر قدرة على الدفاع عن أنفسهن. تضمن النشاط أيضاً جلسة حوارية للمشاركين والمشاركات حول العنف ضد المرأة، بحضور وزارة الشباب والرياضة، ممّا مكن من إشراك صناع السياسات في المناقشات المتعلقة بالعنف ضد المرأة.

"الحركة بركة" من أجل المساواة بين الجنسين ومكافحة الفساد في لبنان:

"الآن، أستطيع أن أشارك في الأنشطة المجتمعية وأن ألعب دورًا مهمًا دون خوف" - تقول سمية الحكواتي، 15 عام، مشاركة في برنامج "الحركة بركة" في لبنان.

يستخدم البرنامج التدريبي "الحركة بركة" التابع لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة الرياضة لزيادة الوعي بالمساواة بين الجنسين وتعزيز المهارات الحياتية بين الشباب والشابات. فهو يساعد الشباب والشابات على فهم نمط الأدوار المجتمعية المتعلقة بالجنسين وفشلها في تعزيز المساواة حيث يمكن أن تؤدي على النقيض إلى انعدام الاحترام وتصاعد العنف خاصة ضد الفتيات والنساء. ومن هنا يشجّع البرنامج الشابّات على تولّي زمام الأمور في حياتهن وصحتهن وطلب الدعم عند مواجهة العنف. يتعلم الشباب والشابّات معًا أهمية التعاون في تعزيز المساواة بين الجنسين وأن يصبحوا عوامل التغيير في مجتمعاتهم. ومن خلال منهج "الحركة بركة"، تم تدريب 346 مدربة و8 مدربة مدربين وجاري تدريب 9 مدربات، مما يجعل عدد المستفيدات 9,569 امرأة في البلدان المشاركة في البرنامج الإقليمي "أثر الشباب".

 يعتبر برنامج "الحركة بركة" قابلاً للتكيف بسهولة مع الاحتياجات والسياقات المختلفة. على سبيل المثال، في لبنان، قدم مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة جلسات تفاعلية مخصصة للعاملين مع الشباب من المجتمع المدني، مع التركيز على النوع الاجتماعي وتمكين المرأة من خلال الرياضة وجهود مكافحة الفساد. وتضمنت هذه الجلسات أنشطة "الحركة بركة" وتناولت مكافحة الفساد من خلال لعبة "العب من أجل النزاهة" التي أطلقها مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، والتي تعلم الطلاب التفكير النقدي والعمل الجماعي والمسؤولية الاجتماعية والوعي بحقوقهم. وقد اكتسب المشاركون والمشاركات استراتيجيات جديدة لإشراك الشباب والشابات من خلال الرياضة مع استخدام أدوات مبتكرة وعملية لمعالجة الفساد وقضايا النوع الاجتماعي، وإعدادهم لمواصلة توظيف هذه الأساليب في التعامل مع الشباب والشابات.

وقد أثر البرنامج الإقليمي "أثر الشباب" على 27,547 امرأة، منهن 11,107 شابة وفتاة. وتتمحور تدخلات البرنامج حول ثلاث نتائج رئيسية: تعزيز الأطر القانونية، والسياسية، والمؤسساتية لمنع تعاطي المخدرات والجريمة بين الشباب والشابات؛ تعزيز استجابة الأنظمة والمؤسسات والقطاعات لاحتياجات الشباب والشابات والأسر الضعيفة والمعرضة للخطر؛ وتمكين الشباب ليصبحوا أكثر قدرة على الصمود أمام أخطار المخدرات والعنف والجريمة، بالإضافة إلى إعادة التأهيل والاندماج. 

لم يكن من الممكن تحقيق هذه الإنجازات بدون الدعم الخالص من مانحنا، وزارة التنمية والتعاون الاقتصادي في جمهورية ألمانيا الاتحادية (BMZ).

للمزيد من المعلومات:

تقرير إنجازات أثر الشباب 2023

فيديو: مباراة كرة قدم للرياضيات في الجزائر