شباب ضد الفساد: تأثير المبادرة العالمية للتعليم وتمكين الشباب في مجال مكافحة الفساد "غريس" في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا - 14 مارس 2024 

في عام 2023، كان نحو 15 في المائة من سكان العالم تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا. يمكن أن يكون للفساد تأثير كبير على حياتهم المهنية ويعيق وصولهم إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم. إن عدم إشراك الشباب - أصحاب المصلحة الذين غالبًا ما يتأثرون أكثر من غيرهم بهذه القرارات - في الاستراتيجيات والسياسات الرامية إلى منع الفساد ومكافحته أمرٌ "غير عادل". حيث يمثل الشباب قادة المجتمع ومؤثري المستقبل، الذين ستشكل قيمهم وأفعالهم اليوم نزاهة أنظمة الحوكمة في المستقبل. 

أطلق مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة المبادرة العالمية للتعليم وتمكين الشباب في مجال مكافحة الفساد "غريس" بهدف تزويدالشباب بالمعرفة والأدوات اللازمة لمكافحة الفساد. ومن خلال بناء شراكات قوية مع الهيئات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني وأصحاب المصلحة الدوليين في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تسعى المبادرة إلى إنشاء شبكة شاملة لمكافحة الفساد. 

تعمل المبادرة على تعزيز قدرات المؤسسات التعليمية على دمج تعليم مكافحة الفساد في مناهجها الدراسية وتشجيع المشاركة النشطة للشباب في جهود مكافحة الفساد. وتحقيقا لهذه الغاية، تعمل مبادرة غريس على ثلاث ركائز أساسية لمكافحة الفساد بشكل شامل: التعليم الابتدائي والثانوي، والأوساط الأكاديمية والأبحاث، وتمكين الشباب. وتركز المبادرة على تعزيز قدرة المؤسسات التعليمية لغرس قيم النزاهة والأخلاق في وقت مبكر، وتدعم المحاضرين الجامعيين والبحوث المتعلقة بالموضوعات الخاصة بالفساد بهدف توجيه السياسات والإجراءات، وتعزيز المشاركة الهادفة للشباب في جهود مكافحة الفساد. 

تعديل مواد غريس التعليمية لمكافحة الفساد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 

بالتعاون مع سلطات مكافحة الفساد والجامعات، شرع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في رحلة مصممة خصيصًا لدعم الشباب من خلال تعزيز قدراتهم ومهاراتهم لمكافحة الفساد وتعزيز النزاهة. وفي إطار هذه المبادرة، يعمل مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة على تعديل ثلاث مواد تعليمية محورية ضمن مبادرة غريس لتلائم السياق المحلي، والمتعلقين بـ "الفساد وآثاره" و"الحوكمة الرشيدة" و"الفساد والقطاع الخاص".  

من خلال نهج تعاوني، تعمل المبادرة على إشراك الشباب في بناء المواد التعليمية مما يعزز الشعور بدورهم والمساءلة بين الشباب حيث يتم سماع أصواتهم وتقييمها في تشكيل جهود مكافحة الفساد. كما نتج عن ذلك مواد تدريبية شاملة مصممة خصيصا للسياقات المتنوعة لبلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مما يضمن أن تكون مواد مكافحة الفساد ذات صلة ومبتكرة وتعكس التحديات المتطورة التي يواجهها الشباب في المنطقة، وبالتالي تعزيز فعالية واستدامة هذه الجهود. 

بناء النزاهة والمساءلة في مصر وليبيا 

قام مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، بالتعاون مع نظرائه في مصر وليبيا، بتنفيذ عدة دورات تدريبية للمدربين والمدربات لتعزيز المنظور الأخلاقي في عملية صنع القرار بين الأساتذة والطلاب. من خلال المواد التفاعلية الإبداعية، والنشاطات اللامنهجية، والمحاكاة، ودراسات الحالة، يهدف تدريب المدربين إلى تعميق فهم المشاركين لعواقب الفساد، والتأكيد على السلوك الأخلاقي، وتزويدهم بالمهارات اللازمة لمكافحة الفساد وتعزيز النزاهة والمساءلة لدى مهنيين المستقبل في جميع القطاعات. 

في مصر، بالشراكة مع هيئة الرقابة الإدارية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، نظم مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أنشطة شارك فيها أكثر من 26 محاضرا وأستاذا من 13 كلية متنوعة فيفي تسع جامعات خاصة وحكومية من سبع محافظات مختلفة في جميع أنحاء مصر. غطى البرنامج تطوير المناهج الدراسية، وطرق التدريس، وتقنيات التقييم، وتلقى الدعم والموارد من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وهيئة الرقابة الإدارية، لضمان فعالية وسلاسة التنفيذ.  

ولم يكن الهدف مجرد تدريس المواد والمناهج التعليمية فحسب، بل أيضًا صياغة خطط عمل دقيقة لنقل المعرفة المكتسبة للطلاب في جامعاتهم. ومع هدف تدريب 30 طالبًا في كل جامعة، من المتوقع أن يستفيد من التدريب نحو 270 طالبًا بحلول نهاية عام 2024. 

وعلى صعيد مماثل، عمل مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي الليبية مع 22 أستاذا من 10 جامعات ليبية، مع التركيز على مناهج مكافحة الفساد والنزاهة. وخلال التدريب، اكتسب الأساتذة المعرفة اللازمة ووضعوا خطط عمل للتنفيذ في جامعاتهم.

علاوة على ذلك، قام مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة بتيسير زيارة دراسية لوزارة التربية التعليم الليبية إلى الهيئة العامة لمكافحة الفساد الكويتية (نزاهة) ووزارة التربية الكويتية. وهدفت هذه الزيارة الدراسية إلى إثراء خطة عمل مخصصة لتعزيز النزاهة والثقافة الأخلاقية داخل وزارة التربية والتعليم الليبية والمدارس في جميع أنحاء البلاد. وفي الأشهر المقبلة٬ سيتعاون المكتب مع وزارة التربية والتعليم الليبية لترجمة الأهداف الاستراتيجية إلى مبادرات قابلة للتنفيذ، وبالتالي العمل على النهوض بجهود مكافحة الفساد والنزاهة.

مع التركيز المبدئي على 500 طالب في مصر وليبيا ٬تحمل مبادرة غريس إمكانات هائلة في تزويد المشاركين بالمهارات اللازمة لتطبيق مبادئ النزاهة ومكافحة الفساد في حياتهم المهنية واليومية. ومن خلال تعزيز التفكير النقدي، يمكن للمشاركين تحديد مخاطر الفساد والتخفيف من حدتها بشكل فعال في سيناريوهات العالم الحقيقي. بدعم من شركاء ومشاريع إنمائية مهمة، بما في ذلك "بناء القدرات الوطنية الليبية لمنع ومكافحة الفساد وغسل الأموال" الممول من الاتحاد الأوروبي ومشروع "العمل العالمي من أجل نزاهة الأعمال" الممول من سيمنز، تعمل هذه المبادرات على سد الفجوة بين النظرية والتطبيق في جهود مكافحة الفساد، وتعزيز مجتمع شفاف وأخلاقي.

لمزيد من المعلومات:  

تعرفوا على المزيد حول مبادرة غريس هنا.