في يوم نيلسون مانديلا: جارٍ إصلاح السجون في الأردن

الحرية والعدالة والديمقراطية .. ثلاث ركائز شكّلت الحلم الذي راود نيلسون مانديلا الذي سخّر حياته لإضفاء المزيد من الإنسانية على العالم. وعليه فإن الدعوة التي أطلقها مانديلا للعمل على مناهضة الظلم الاجتماعي أوحت بتخصيص يوم عالمي لتكريمه والدفع قُدمًا بأعماله.

في 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2009، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة  قرارًا أُعلن فيه يوم 18 تموز/يوليو، والموافق عيد ميلاد مانديلا، "اليوم الدولي لنيلسون مانديلا"، يتم الاحتفال به سنويا تكريمًا للإنسانية وحقوق الإنسان وحلّ النزاعات والمساواة بين الجنسين والمصالحة. وفي عام 2015 وسّعت الجمعية العامة من نطاق هذا الاحتفال ليشمل تعزيز الأوضاع الإنسانية في السجون.

وبهذه المناسبة، عقد مكتب البرامج في الأردن يوم 20 تموز/يوليو 2016 احتفالا في عمان لتسليط الضوء على أوضاع مراكز الإصلاح في المنطقة. افتتح الاحتفال العميد محمد جالودي، مدير مراكز الإصلاح الأردنية الذي أبرز الخطوات الكبيرة التي اتخذتها الأردن في تنفيذ القواعد واللوائح الدولية، وتحديدا قواعد نيلسون مانديلا بشأن معاملة السجناء.

وفي هذا الصدد، ذكرت ميرنا بوحبيب، مسؤولة العدالة الجنائية في المكتب، في خطابها، العوامل العديدة التي تساهم في تدهور الأوضاع في السجون، كالاكتظاظ وعدم وجود تدابير بديلة للسجن وضعف تدابير إعادة الإدماج وإعادة التأهيل. ومن ثمّ فقد لعب المكتب وخبراء العدالة الجنائية العاملون به دورا أساسيا في تغيير معاملة السجناء والكيفية التي تعمل بها مراكز الإصلاح بشكل عام. فعلى مدى السنوات الأربع الماضية، كان للجهود المهولة التي بذلها المكتب ولتعاونه الحثيث مع ستّين دولة، من بينها الأردن والعراق وفلسطين ولبنان ومصر، كبير الأثر على أداء مراكز الإصلاح وأوضاع نزلائها.

 في أعقاب ذلك، أحاط مدير التدريب والتطوير في مراكز الإصلاح والتأهيل في الأردن الحضور علمًا بأفضل الممارسات المتبعة في معاملة السجناء وفقا لقواعد نيلسون مانديلا، تلاه بث فيلم وثائقي قصير يبيّن الإصلاحات الحديثة التي يشهدها الأردن. ثم ذهب الحضور في زيارة ميدانية إلى مركز تدريب وتطوير مراكز الإصلاح والتأهيل في عمان.

وهناك، أتيحت لفريق المكتب الفرصة ليشاهدوا بأعينهم الإصلاحات الملموسة في معاملة السجناء وكذلك الاستماع إلى احتياجاتهم، علما بأن موظفي السجون يتلقون أيضا التدريب المهني اللازم لتطوير مهاراتهم.

وتشمل الأنشطة الجارية للمكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا الداعمة لمراكز الإصلاح الأردنية إعداد الأدلّة التدريبية على قواعد مانديلا باللغتين العربية والإنجليزية ليتم تعميمها على العاملين في مراكز الإصلاح والتأهيل، بالإضافة إلى عدد من أنشطة بناء القدرات الموجهة للعاملين في المراكز التي سيقوم بها خلال عامي 2016 و2017. ويجري حاليا إعداد كتيب لإعلام السجناء بحقوقهم وواجباتهم بناءً على قواعد مانديلا توزَّع على كل سجين جديد. كلّ هذه الأنشطة وغيرها تجري في إطار مشروع المكتب بشأن "تعزيز التحقيقات الجنائية والتعاون الدولي لمكافحة قضايا الإرهاب والجريمة المنظمة في الأردن" الذي تموّله الحكومة اليابانية.

بيان المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة