الخرطوم، السودان- 28 حزيران/ يونيو 2018
قام مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة بالتعاون مع اللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر بتنظيم ورشة تدريبية ثانية للصحفيين في السودان، وذلك في إطار مشروع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي "برنامج تحسين إدارة الهجرة" من أجل تعزيز مهارات الصحفيين السودانيين في كتابة التقارير الصحفية الخاصة بقضايا الاتجار بالأشخاص وتهريب المهاجرين.
ونُظمت الورشة التدريبية على مدار أربعة أيام في الخرطوم في الفترة من 24 إلى 28 حزيران/ يونيو 2018 وشارك فيها 25 صحفي من الخرطوم والولايات الحدودية في كسلا، وشمال دارفور، والقضارف، وبورتسودان، والجزيرة.
وقد أتاح التدريب فرصة جيدة للصحفيين المتدربين للتعلم وتبادل المعارف، وبخاصة الذين قدموا من الولايات الحدودية التي يعبر منها العديد من المهاجرين إلى البحر المتوسط. وقد قام مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أثناء التدريب باستعراض حملة القلب الأزرق، ودعوة المتدربين المشاركين إلى القيام بدور نشط في زيادة الوعي بين المجتمعات المحلية الضعيفة بشأن الاتجار بالأشخاص وتهريب المهاجرين.
وقد قدم السيد إسماعيل تيراب، نائب رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر، الكلمة الرئيسة في الورشة في إشارة إلى مساندة اللجنة للدور المرتقب للصحفيين في دعم حملة القلب الأزرق. من ناحية أخرى، استند التدريب الذي قدمه الخبراء إلى كتيب مجموعة أدوات الاتجار بالبشر للصحفيين الذي قام المكتب بتطويره. وقد تناول التدريب قضايا الاتجار بالأشخاص وتهريب المهاجرين بصورة شاملة عن طريق التركيز على الجوانب التالية: (1) تعريف الاتجار بالأشخاص وتهريب المهاجرين والفرق بينهما؛ (2) والإطار القانوني الدولي؛ (3) والاتجاهات العامة للاتجار بالأشخاص في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا استنادًا إلى أحدث النتائج الواردة في التقرير العالمي للاتجار بالأشخاص ؛ (4) والإطار القانوني الوطني للاتجار بالأشخاص وتهريب المهاجرين في السودان وأحدث السياسات ذات الصلة؛ (5) فضلًا عن تناول دور اللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر.
وقد طبقت الورشة أساليب تفاعلية وتشاركية، مثل تمثيل الأدوار، وكتابة القصص، وتحليل الفاعلين ومصادر البيانات، والتحقق من صحة البيانات. أيضًا، تم عرض أشرطة فيديو تروي حالات حقيقية من الاتجار كشفت عنها السلطات في ولايات الحدود مثل كسلا والولايات الشمالية. وقد ساعد هذا النهج العملي الصحفيين على فهم كيفية تغطية حالات الاتجار بالأشخاص في ضوء نهج فعال يُركز على الضحايا.
وفيما يخص حملة القلب الأزرق، تعرف المشاركون على مفهوم الحملة العالمية وعلاقته بأهداف التنمية المستدامة، والأدوات التي يمكن استخدامها للتواصل، والمواد الترويجية المتاحة، كما تم اطلاعهم على تجارب بلدان أخرى في استخدام أدوات الحملة للتواصل مع الفئات المهمشة والضعيفة. أيضًا تم عرض مقاطع فيديو من دول بأمريكا اللاتينية تروي عن النُهُج المختلفة لاستخدام الحملة في رفع الوعي. وفي نهاية ورشة العمل، أرتأت اللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر ضرورة عقد جلسة لتبادل الأفكار مع الصحفيين لمناقشة خطة عمل مشتركة لتنفيذ مبادرات رفع الوعي باستخدام حملة القلب الأزرق في إطار خطة العمل الوطنية لمكافحة الاتجار بالأشخاص.
وجدير بالذكر، أن السودان قد اتخذ خطوات مهمة في مكافحة الاتجار بالأشخاص، ففي عام 2004 صدق السودان على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية، كما أصدر قانون عام 2014 بشأن مكافحة الاتجار بالبشر، وانضم إلى بروتوكول الأمم المتحدة لمنع وقمع ومعاقبة الاتجار بالأشخاص، وبخاصة النساء والأطفال، في 2 ديسمبر 2014. وبالإضافة إلى ذلك، أنشأ في وقت لاحق اللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر بموجب قانون مكافحة الاتجار بالبشر لسنة 2014، وهي تخضع لإشراف وزير العدل ويرأسها وكيل وزارة العدل.
فضلًا عن ذلك، قام مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة والعديد من الشركاء الدوليين، بدعم السودان في وضع خطة العمل الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر (2018- 2019) والتي تضم عناصرها طرح مسألة التوعية العامة والمشاركة العامة لمكافحة الاتجار بالأشخاص.
** تم تنظيم هذه الورشة بفضل برنامج الوكالة الألمانية للتعاون الدولي "تحسين إدارة الهجر ة"، الذي يُموله الإتحاد الأوروبي.