الأردن: إطلاق الخطة الوطنية لدعم قدرات مراكز الإصلاح والتأهيل

يحتفل العالم سنوياً بتاريخ 18 يوليو باليوم العالمي للراحل نيلسون مانديلا، بمناسبة حياة نيلسون مانديلا، المدافع القوي عن العدالة وحقوق الإنسان والسلام والمصالحة. في عام 2015، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قواعد الأمم المتحدة النموذجية الدنيا المنقحة لمعاملة السجناء، والمعروفة الآن باسم "قواعد نيلسون مانديلا". 

بالتزامن مع هذا اليوم، أطلق مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة الخطة الوطنية لدعم قدرات مراكز الإصلاح والتأهيل بالتعاون مع حكومة اللمملكة الأردنية الهاشمية، وبالشراكة مع إدارة مراكز الإصلاح والتأهيل (CRCD)، ضمن مديرية الأمن العام، حيث تشكل هذة الخطة خارطة الطريق  للسنوات الخمس المقبلة وهي بمثابة استمرار وتأكيد للشراكة  المستمرة للمكتب مع الحكومة اللمملكة في إطار مشروع "تعزيز التحقيق الجنائي والتعاون الدولي لقضايا الجريمة المنظمة في الأردن". تم تمويل إعداد الخطة من قبل دولة اليابان ، ويجدر بالذكر بأن المكتب قد تعاون ايضا في إعداد الخطة مع المنظمة الدولية للإصلاح الجنائي (PRI).

وفي كلمته أثناء حفل الانطلاق أكد السيد أيمن العوايشة مدير إدارة مراكز الإصلاح والتأهيل في الحكومة الأردنية "وحيثما التقت الأهداف نحو تعزيز حقوق الإنسان والجهود الدولية في هذا الشأن، كانت ولا زالت مديرية الأمن العام منفتحة على التعاون والتنسيق مع أهل الاختصاص، ومن هنا جاءت الخطة الوطنية للإصلاح والتأهيل بالتعاون مع  مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، والمنظمة الدولية للإصلاح الجنائي لتحقق في مخرجاتها التوافق مع المعايير القانونية والإنسانية على الصعيد الدولي والوطني بهدف الوصول إلى ممارسات فضلى تستجيب للتحديات التي تواجه مراكز الإصلاح والتأهيل والقائمين عليها."

نظرًا لتزايد الاحتياجات والضغط على مرافق السجون فضلاً عن الافتقار إلى الخدمات والبرامج الكافية نتيجة للاكتظاظ الحالي والموارد المحدودة على مدار الأعوام القليلة الماضية، تم اعتماد الخبراء من مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة وخبراء المنظمة الدولية للإصلاح الجنائي لمقاربةٍ شاملةٍ وتقييمٍ متعمقٍ للاحتياجات وتحليل للموقف بهدف تطوير خارطة طريق استراتيجية مدتها خمس سنوات. تقدم خارطة الطريق والخطة الناتجة عنها حلولًا شاملة بالإضافة إلى برامج جديدة لإعادة التأهيل والتكامل تعمل على تحسين البرامج الحالية وتضمن الاستثمار في الموارد البشرية بما يتوافق تمامًا مع المعايير الدولية واحترام حقوق الإنسان.

وأشار السيد هيديناو ياناجي، سفير اليابان لدى المملكة الأردنية الهاشمية، "آمل بإخلاص أن تسهم هذه الخطة الوطنية في تحسين قدرة مراكز الإصلاح والتأهيل وتطويربرامج الإدماج الاجتماعي للأشخاص في السجون، مما يؤدي إلى تعزيز الأمن في المملكة."

وتركز الخطة الخمسية على تطوير نهج متكامل يعالج بشكل شامل مسألة الاكتظاظ في مراكز الإصلاح والتأهيل، وتحسين الخدمات للنزلاء، بما في ذلك التدريبات على الحرف والمهارات التي ستساعد على إعادة إدماجهم اجتماعياً بعد إطلاق سراحهم. كما تهدف إلى تقديم بدائل للسجن.

وقد هنأت الممثلة الإقليمية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، السيدة كريستينا البرتين، المملكة على تطوير واعتماد هذه الخطة التي تعكس التزام السلطات العميق بأنظمة إدارة السجون العادلة والإنسانية مع الاهتمام بأنواع مختلفة من السجناء بمن فيهم السجناء من ذوي الاحتياجات الخاصة، كما أعربت عن امتنانها لمشاركة اليابان في هذه الشراكة والمساهمة المالية والتي بدونها لم يكن من الممكن الوصول لهذه الخطة الوطنية ممكنة كما أثنت على التعاون والشراكة مع المنظمة الدولية للإصلاح الجنائي والمركز الوطني لحقوق الإنسان.

"وقد جاءت هذه الخطة الميدانية التي شاركت المنظمة الدولية للإصلاح الجنائي مع شركائها في مكتب الامم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة ومديرية الامن العام /ادارة مراكز الاصلاح والتأهيل  للمساعدة في  تحديد اولويات التطوير التي ستساعد الادارة على الاستجابة لمتطلبات السياسات الحديثة في الاصلاح والتأهيل، ونأمل في المنظمة وشركائنا ان تتشارك  كافة  المؤسسات المعنية  و الهيئات الدولية والدبلوماسية والمانحين والمجتمع المدني  في تبني برامج هذه الخطة وان توضع موضع التنفيذ وترصد لها المخصصات المالية وعوامل النجاح حتى تحقق اهدافها" في تعليق للسيدة تغريد جبر، الممثل الإقليمي لمنظمة الدولية للإصلاح الجنائي .

تهدف الخطة أيضًا إلى تحديد وتعزيز دور مختلف المؤسسات الوطنية والدولية في دعم مراكز الإصلاح والتأهيل التي تشدد على الحاجة إلى التعاون بين الوكالات وتأكيد الدور الهام للقطاع الخاص في الاضطلاع بمسؤولياته الاجتماعية تجاه المجتمع.