مصر: مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة يبدأ العمل لأول مرة على مراكز للمشورة و الفحص الطوعي للوقاية من الامراض المعدية

٢٤ شباط / فبراير ٢٠١٩ 

دعماً للحق في الصحة و للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية وعلاجها للذين يعيشون في البيئات المغلقة، يشرع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في تقديم خدمات الإرشاد والاختبار وخدمات الرعاية اللاحقة الطوعية في أول ثلاثة سجون في مصر. بدأ المشروع في عام ٢٠١٦ وافتتحه رسمياً مساعد وزير الداخلية المصري السيد اللواء زكريا الغمري داخل سجن وادي النطرون في ٢٤ فبراير ٢٠١٩.  

إن الأشخاص الذين يعيشون في أماكن مغلقة، بما في ذلك السجون، يكونون أكثرعرضة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV) أكثر من غيرهم على مستوى عموم السكان. وهذا واضح في ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية بين السجناء في العديد من البلدان عن تلك الحاصلة في عموم السكان. أيضا، فإن معدل انتشار فيروس التهاب الكبد الوبائي أعلى داخل السجون. في حين أن معظم السجناء المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية أو الإيدز في السجن يتعاطون العدوى خارج المؤسسات قبل دخول السجن، فإن خطر التعرض للإصابة في السجن ما زال عاليًا من خلال تقاسم معدات الحقن الملوثة ومن خلال ممارسة الجنس غير الآمن. 

وقد لوحظ أن تجهيزات السجون لا تعالج عادةً الاحتياجات الخاصة بكل نوع اجتماعي. وينتشر كل من تعاطي المخدرات والإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية بين النساء في السجون أكثر منه بين الرجال المسجونين. وعلاوة على ذلك، فإن النساء في السجون معرضات للعنف الجنسي القائم على النوع الاجتماعي، كما قد ينخرطن في سلوكيات وممارسات محفوفة بالمخاطر مثل الوشم غير الآمن، واستخدام المخدرات عن طريق الحقن، بالإضافة إلى أنهن أيضاً أكثر عرضة لإيذاء النفس.               

وتشير التقديرات إلى أن معدل انتشار فيروس نقص المناعة البشرية في مصر أقل من 0.02 ٪ بين عامة السكان، وهذا مؤشر عن انخفاض الانتشار. ووفقاً لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز لعام 2017 ، كان عدد الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية في عام ٢٠١٦ يتراوح بين١٠٠٠٠ و بين١٢٠٠٠ شخص بنسبة ٥٠ بالمائة تقريبًا منذ عام ٢٠١٠، بينما بلغ عدد المصابين الجدد في عام ٢٠١٦ حوالي ١٦٠٠.

ولمواجهة الوضع الحالي والتأكد من أن مستويات الرعاية الصحية وأنواع الخدمات والتدابير الوقائية من التهاب الكبد الفيروسي والسل وفيروس نقص المناعة البشرية للسجناء تعادل تلك المتوفرة لباقي المجتمع، شرع المكتب في تقديم المشورة السرية الطوعية الأولى على الإطلاق. خدمات الفحص والرعاية اللاحقة منذ عام ٢٠١٦ داخل ثلاثة سجون في مصر. وافتُتِح المشروع رسمياً من قبل مساعد وزير الداخلية المصري السيد زكريا الغمري داخل سجن وادي نطرون في ٢٤ فبراير ٢٠١٩.

بالإضافة إلى ذلك، وافقت وزارة الداخلية مؤخراً على تمديد الخدمات الصحية للسجون إلى أول سجن نسائي (سجن القناطر) بمحافظة القليوبية. وفي هذا السياق، أجرى مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان ورشة عمل تدريبية لمدة ثلاثة أيام داخل سجن القناطر للنساء بعنوان "صحة المرأة في السجون" في الفترة من ١٨ إلى ٢٠ فبراير ٢٠١٩.

وقد ضمت المشاركة موظفين صحيين يعملون داخل السجن، بما في ذلك ضباط الشرطة والممرضات والأخصائيين الاجتماعيين وموظفي الإدارة. كما شمل التدريب مواضيع مختلفة بما في ذلك اختبار فيروس نقص المناعة البشرية وتقديم المشورة، وتقديم خدمات الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية، والتهاب الكبد الفيروسي، والسل، وقواعد الأمم المتحدة النموذجية لمعاملة السجناء ( قواعد نيلسون مانديلا)، وقواعد الأمم المتحدة لمعاملة السجينات ( قواعد بانكوك)، ووصمة العار والتمييز ضد السكان الضعفاء والأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية. وكان الهدف من التدريب هو تيسير تنفيذ الأنشطة الميدانية للمكتب المقررة في مصر.

ويتوجه المكتب بالشكر للمساهمة السخية المقدمة من مؤسسة دروس وسفارة مملكة هولندا في مصر.