30 أبريل/نيسان ٢٠٢٠
بينما يتكيف العالم مع الإجراءات الصارمة اللازمة لمكافحة فيروس الكورونا المستجد ما زال العزل الصحي صعبًا لمعظم الناس. إن التحدي كبير خاصة عندما يتعلق الأمر بالأطفال، لأنهم يجدون أنفسهم فجأة غير قادرين على الذهاب الى المدرسة، أو التجول في الخارج أو حتى اللعب مع أصدقائهم. ويصبح هذا الوضع أكثر إشكالية عندما يكون الأطفال في ظروف ضعيفة أو صعبة بشكل خاص ويحتاجون إلى المساعدة الإنسانية ومع عدد قليل من المنافذ لمساعدتهم على التعامل والتأقلم مع الواقع.
لقد تفاجأ عدة المئات من الأطفال في لبنان هذا الشهر بمفاجأة سارة عندما اكتشفوا الزوربز، الشخصيات الفضائية الغريبة الملونة التي تساعد الأطفال والأجيال الشابة على فهم القيم التي تساعد على الحفاظ على سلامة وأمن العالم. وفي مؤسسات مختلفة، قدم مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة جعبة تعليمية ومسلية إلى ٥٠٠ طفل من خلال تعاونه مع بلدية قرنه شهوانو وإلى أكثر من ٢٠٠ طفل في دار للأيتام في محافظة البقاع. تضمنت هذه الجعبة التعليمية الزوربية حقيبة تحتوي على الأصدقاء الزوربز الأربعة، وكتاب قصص الزوربز باللغة العربية من تأليف مؤلفة كتب الأطفال اللبنانية رانيا زغير، وكتاب تلوين مصاحب مع أقلام تلوين والملصقات، ومواد تعليمية حول ممارسات النظافة والتدابير الوقائية لمساعدة الأطفال على للتصدي للفيروس.
قال أحد الأطفال: "كنت أشعر بالملل، وأنا متحمس جدًا لقراءة قصة جديدة!" وافتتح بسعادة كتاب "لنقم بالأمر الصحيح مثل الزوربز" الموجود في الحقيبة. مع الزوربز، ليس من الممكن للأطفال الهروب من الملل فحسب، بل بإمكانهم أيضًا إحياء إبداعهم وخيالهم أثناء تعلم الرسائل المهمة.
تم تصميم جميع المواد التعليمية من قبل مبادرة التعليم من أجل العدالة، أحد أعمدة البرنامج العالمي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لتنفيذ إعلان الدوحة، لتعليم القيم الأساسية مثل الاحترام وقبول الآخر والنزاهة. في الوقت الذي يتعرفون فيه على الزوربز الودودين، يتأمل الأطفال أهمية الحوار والإنصاف والتعاطف من خلال تمكين الرسائل الإيجابية التي قد تؤثرعلى سلوكهم.
أن طريقة تصنيع حقائب الزوربز تتعلق بأحد مجالات عمل المكتب الرئيسية، وهو اعادة تأهيل السجناء. حيث انه تم إنتاج الحقائب من قبل النساء السجينات في بيروت خلال مشاركتهم في برامج ورشة الخياطة التي تدربهم وتساعدهم على توليد الدخل. مشاركة السجينات تسمح لهن بإرسال الدخل إلى عائلاتهن خلال هذه الأوقات الصعبة، بينما يكتسبن مهارات جديدة تزيد من ثقتهن بأنفسهن وتؤثر بشكل إيجابي على إحساسهن بالإنتاجية. عند الإفراج عنهم، سيكونون قادرين على استخدام مهاراتهم بشكل جيد أثناء إعادة دمجهم في المجتمع.
في أوقات العزل الصحي تفيد مثل هذه المشاريع جميع المعنيين وتجلب الشعور بالانتماء والتآزر لشرائح مختلفة من المجتمع. نظرًا للتأثير الإيجابي لمواد مبادرة التعليم من أجل العدالة التعليمية الممتعة على الشباب هناك بالفعل خطط لمواصلة توزيع مجموعات الزوربز على الأطفال الأكثر ضعفًا في جميع أنحاء لبنان. وبينما أعطى الفريق الحقائب للأطفال المتحمسين في أحد دور الأيتام، علق أحدهم: "أنا سعيد جدًا أن شخصًا ما فكر بي".
للمزيد من المعلومات: