مصر: على الجانب الآخر من الخط الساخن

مقابلة مع رئيسة مكتب الشكاوى في المجلس القومي للمرأة

7/12/2020 - القاهرة، مصر

"المرأة التي تتعرض الي العنف تشعر بالذعر.... تكون في حالة صدمة...... بعيداً عن مستواها ووعيها العلمي تصبح عاجزة عن التصرف." 

المجلس القومي للمرأة في مصر مكلف بتنسيق الاستراتيجية المصرية لمكافحة العنف ضد المرأة والفتاة. ويتولى المجلس مسؤولية ضمان معاملة المرأة المصرية بالمساواة مع الرجل من حيث الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ومن بين الهيئات الرئيسية داخل المجلس - يعمل مكتب الشكاوى من خلال الخط الساخن - 15115 - لتزويد المرأة بالمشورة والدعم النفسي والقانوني عند مواجهة أي شكل من أشكال العنف.

يحدد إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن القضاء على العنف ضد المرأة بأن تعبير "العنف ضد المرأة هو أي فعل عنيف تدفع إليه عصبية الجنس ويترتب عليه، أو يرجح أن يترتب عليه، أذى أو معاناة للمرأة، سواء من الناحية الجسمانية أو الجنسية أو النفسية بما في ذلك التهديد بأفعال من هذا القبيل أو القسر أو الحرمان التعسفي ممن الحرية، سواء حدث ذلك في الحياة العامة أو الخاصة."

وفي إطار حملة الستة عشرة يومًا العالمية لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، أجري مكتب الأمم المتحدة الإقليمي المعني بالمخدرات والجريمة للشرق الأوسط وشمال إفريقيا حديثاً مع السيدة أمل عبد المنعم رئيسة مكتب الشكاوى بالمجلس القومي للمرأة عن دور الخطوط الساخنة في مساعدة النساء الناجيات من العنف وبشأن دعم مكتب الأمم المتحدة لمكتب الشكاوى.

س: كيف يدعم مكتب الشكاوى المتصلة – التي تعرضت الي شكل من أشكال العنف؟ 

 ج: "المرأة التي تتعرض الي العنف تشعر بالذعر.... تكون في حالة صدمة...... بعيداً عن مستواها ووعيها العلمي تصبح عاجزة عن التصرف..... ونتيجة لذلك، فإننا نهدئها ونقدم لها المساعدة لتعرف حقوقها ونرشدها إلى أين تذهب استناداً إلى وضعها وحالتها. حيث تم تدريب كل العاملين في الخط الساخن على معرفة ما يمكن أن يتم تقديمه لكل امرأة على المستوى الاجتماعي والنفسي والقانوني بناءً على حالتها، حيث يتم تقديم جميع الحلول المتاحة لها من اجل توسيع مداركها بعد الصدمة التي تتعرض اليها حتى تتمكن من التصرف."

س: ما الذي تغير في عمل المجلس منذ أن قدم مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة الدعم في سبيل الوقاية والاستجابة للعنف ضد المرأة؟

ج: "مكتب الأمم المتحدة الإقليمي المعني بالمخدرات والجريمة للشرق الأوسط وشمال إفريقيا هو إحدى المؤسسات الأولى التي عملت على تعزيز الخط الساخن 15115 باعتباره من أحد أهم آليات الإحالة لدعم النساء اللاتي يواجهن العنف القائم على النوع الاجتماعي." 

تم تقديم الدعم من المكتب للمجلس القومي من خلال ثلاث مراحل مهمة.

مرحلة بناء القدرات، حيث تم تدريب كل العاملين والعاملات في الخط الساخن على كيفية تلقي الشكاوى والتعامل مع الناجيات من العنف ــ اجتماعياً ونفسيا وقانونيا. كما وفر المكتب تدريباً متخصصاً للعاملين في مركز الاتصال بشأن كيفية الرد على الهاتف وكيفية استيعاب المرأة المٌتصلة.

وفي المرحلة الثانية، أنشأ مكتب الأمم المتحدة البنية الأساسية للخط الساخن، من خلال تزويده بجميع المعدات مثل الجهاز المركزي وأجهزة الكمبيوتر المحمولة التي سيستخدمها كل العاملين في الخط الساخن.

وفي المرحلة الثالثة، عزز مكتب الأمم المتحدة القدرة المؤسسية للخط الساخن، حيث دعم رواتب العاملين والعاملات لمدة عام وهذا حوّل ودفع قٌدرة الخط الساخن ومكّن المجلس من أن يستقبل نحو 700 إلى 800 مكالمة كل شهر بدلاً من 100 إلى 150 مكالمة شهرياً فقط. 

كما عمل مكتب الأمم المتحدة الإقليمي المعني بالمخدرات والجريمة للشرق الأوسط وشمال إفريقيا مع المجلس القومي للمرأة على نشر فيديو للتوعية بأهمية الخط الساخن واغنية إذاعية لتشجيع النساء على الاتصال بالخط الساخن وعلى معرفة الخدمات التي يقدمها المجلس.

العنف ضد المرأة ظاهرة عالمية ذات أبعاد ضخمة، تؤثر على جميع المجتمعات. هذا العنف ينتهك حقوق النساء والفتيات وحرياتهن الأساسية. ويمكن أن يكون لهذا العنف أثر مدمر على حياة الضحايا وأسرهم ومجتمعاتهم. ولا يستطيع أي مجتمع أن يعتبر نفسه محصّن من مثل هذا العنف. إن الممارسات العنيفة التي تعتبر تعدياً على حقوق النساء والفتيات تتجاوز الحدود الاجتماعية والثقافية والعرقية والدينية. هذه المقابلة هي جزء من سلسلة محادثات مع المؤسسات التي تقود العمل لمكافحة العنف ضد النساء والفتيات.

وقد أمكن بذل الجهود التي تمت تغطيتها في هذه المقابلة من خلال الدعم السخي الذي قدمه مكتب الولايات المتحدة للشؤون الدولية للمخدرات وإنفاذ القانون (INL) .

لمزيد من المعلومات:

حملة مشتركة لوكالات الأمم المتحدة لمكافحة العنف ضد المرأة خلال مؤتمر كوفيد-19 مع سفيرة النوايا الحسنة لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، السيدة نادية مراد.

10 أعوام من دعم مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة بشأن العنف القائم على نوع الاجتماعي.

حملة الستة عشرة يومًا العالمية لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي