بيان مشترك

أزمة وباء فيروس كورونا (كوفيد-19) تتسبب في زيادة مواطن الضعف لدى ضحايا الإتجار بالبشر

29 يوليو 2020 القاهرة – جمهورية مصر العربية

يدعو فريق العمل المعني بالهجرة المختلطة في شمال أفريقيا إلى استجابة منسقة تتصدى على نحو كاف لمواطن الضعف الخاصة التي يعاني منها ضحاياالإتجاربالبشر والأشخاص المعرضين له، في ظل وباء فيروس كورونا (كوفيد -19)، وتحول دون ظهور مخاطر جديدة للاتجار بالبشر وتفاقمها.

لقد أدت التدابير التي اتخذت بهدف "خفض المنحنى" في جميع أنحاء الإقليم إلى عرقلة تقديم الخدمات الأساسية والتشغيلية وخدمات الحماية لدعم ضحايا الإتجار بالبشر، فقد نجم عنأزمة وباء فيروس كورونا (كوفيد -19) وحالة الإغلاق التي صاحبتها إلى تفاقم أوجه التفاوت القائمة بين شتى الفئات، وضحايا الإتجار بالبشر أكثر عرضة للإصابة بالفيروس، وأقل قدرة على حماية أنفسهم من الإصابة، وإمكانية حصولهم على خدمات الرعاية الصحية محدودة أو معدومة، ويعزي ذلك إلى تعطيل أنشطة التوعية والسبل المعتادة التي يستخدمها الضحايا للحصول على المساعدة.

ويتصف الإتجار بالبشر بالعنف والوحشية والقسر، فضلا عن ذلك، وفي ظل الظروف الراهنة، يمكن أن يعمل تجار البشرفي ظل إفلات أكبر من العقاب، ووفقاً لما ورد عن مكتب الأمم المتحدة بالمخدرات والجريمة – قسم مكافحة الإتجاربالبشروتهريب المهاجرين فإن "حالات الإغلاق والقيود المفروضة على السفر والانخفاض في الموارد وغيرها من التدابير التي اتخذت للحد من انتشار فيروس كورونا (كوفيد -19) المستجد جعلت ضحايا الإتجار بالبشر أكثر عرضة لمزيد من الاستغلال، بينما يمكن أن تحقق شبكات الجريمة المنظمة مزيدا من الأرباح جراء انتشار الوباء" وفضلاً عن ذلك، تكون النساء والفتيات ضحايا الإتجار بالبشر في وضع أكثر ضعفاً ويكن عرضة لشتى حالات الاستغلال، مثل التعرض للعنف القائم على النوع الاجتماعي، مع ملاحظة أن هذا النوع من العنف يكون بمثابة أداة للتلاعب بالنساء والفتيات والتحكم فيهن، فالنساء يمثلن 72% من مجموع ضحايا الاتجار بالبشر المكتشفة و35% من ضحايا الإتجار بغرض الاستغلال الجنسي المكتشفة.

ويشدد فريق العمل المعني بالهجرة المختلطة في شمال أفريقيا على أن الأطفال في الأسر الهشة يواجهون مخاطر معينة، نتيجة لغلق المدارس، والذي أدى بدوره إلى فقدان الوجبات المدرسية والتواجد في بيئة اجتماعية حامية لهم، وكما هو الحال في الأزمات السابقة، فإن الاستراتيجيات السلبية للتكيف التي تتبعها تلك الأسر قد تؤدي إلى عمالة الأطفال وزواج الأطفال وغيرها من أشكال الاستغلال الأخرى. والأطفال المهاجرين، غير القادرين على الحصول على التعلم عن بعد بسبب الفجوة الرقمية، قد يجدوا أنفسهم غير مشمولين بأي خدمات، ومن ثم يصبحون أكثر عرضة للاستغلال.

ويضيف فريق العمل أن من المحتمل أن يؤدي الأثر الاجتماعي والاقتصادي الملحوظ للوباء إلى جعل الأشخاص المهمشين بالفعل أكثر عرضة للإتجار بالبشر، بالإضافة إلى ذلك، فإن المهاجرين النظاميين وغير النظاميين، الذين فقدوا وظائفهم والمحاصرين بسبب غلق الحدود، يواجهون مخاطر إضافية بسبب عدم إمكانية حصولهم على خدمات الحماية، كما أن حماية ضحايا الإتجار قد تتأثر بالوباء، ولا سيما عندما يواجهون صعوبات اجتماعية واقتصادية قائمة من قبل. والجهود التي يبذلها القطاع الخاص من أجل تعزيز العمل اللائق ومكافحة الاستغلال في العمليات وسلاسل الإمداد الخاصة بهم، قد تضعف نتيجة الحاجة إلى تعويض التباطؤ الاقتصادي الذي حدث في النصف الأول من عام 2020 ويذكر البيان "ونحن نتطلع إلى التخفيف التدريجي من حدة القيود والتعافي من الأثر متعدد الجوانب لفيروس كورونا (كوفيد – 19) على المجتمعات ونظم الحكم بالإقليم، فإن لدينا فرصة نادرة لدراسة ومعالجة أوجه عدم المساواة المتأصلة، والتي تجلت في هذه الفترة".

 ويتضح جلياً الحاجة الملحة لفهم المخاوف المتعلقة بالتهميش والعنف القائم على النوع الاجتماعي ومواطن الضعف، التي تيسر الإتجار بالبشر، بالإضافة إلى التصدي للعقبات التي تحول دون تحديد الضحايا وحمايتهم.

ويتعين أن تتضمن المناقشات، التي تتناول التحديات والعقبات المستمرة التي تعترض تنفيذ الأطر السياسية والقانونية على الصعيدين الدولي والإقليمي والوطني، الدروس المستفادة في عملية التصدي لهذه الأزمة، ويجب تعزيز آليات الاستجابة القائمة ورصدها وتعديلها للحد من أي أضرار، مع ضمان تلبية احتياجات الفئات الأكثر ضعفاُ على نحو عاجل، للمحافظة على حقوق جميع الضحايا، ولا سيما النساء والفتيات.

وبالتزامن مع "اليوم العالمي لمكافحة الإتجار بالبشر"، والذي يوافق 30 يوليو، وتشديداً على الحاجة الماسة للشواغل المذكورة أعلاه، يؤكد فريق العمل المعني بالهجرة المختلطة في شمال أفريقيا مجدداً تضامنه مع الضحايا والناجين من الإتجار بالبشر، والتزامه بدعم الدول الأعضاء والمجتمعات بالإقليم، من أجل ضمان تحديد ضحايا الإتجار بالبشر في ظروف تتسم بالأمان والسرية ، فضلاً عن توفير إجراءات كافية للإحالة، لضمان عدم ترك أحد خلف الركب.

لمزيد من المعلومات عن الإتجار بالبشر، يرجى زيارة المواقع الإلكترونية التالية:

https://www.unodc.org/unodc/data-and-analysis/glotip.html

https://www.un.org/en/events/humantrafficking/

https://www.unodc.org/documents/data-and-analysis/glotip/2018/GLOTiP_2018_BOOK_web_small.pdf

https://www.unhcr.org/publications/legal/443b626b2/guidelines-international-protection-7-application-article-1a2-1951-convention.html