الجزائر العاصمة – 28 نوفمبر2023
يُعد الانسجام في العلاقات الأسرية بين الأطفال ومقدمي الرعاية بمثابة أساس لمستقبل مرن ومزدهر ويساهم في نمو الأطفال. ونتيجة للعلاقات الأسرية غير الصحية قد يواجه الشباب صعوبات ويصبحون أكثر عرضة للسلوكيات المحفوفة بالمخاطر مثل تعاطي المخدرات والعنف والجريمة. وهذا ما يسعى مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة إلى معالجته من خلال تنفيذ برنامج "الأسرة القوية" في الجزائر.
برنامج "الأسرة القوية" هو برنامج للمهارات الأسرية يوفر استجابة وقائية مدعومة بالأدلة لبناء المهارات الأسرية التي تعزز صحة الأطفال ونموهم الآمن من كلا الجنسين. يساعد البرنامج مقدمي الرعاية والأطفال (بين 8 و15 عامًا) على التعامل مع الصعوبات والتحديات والضغوط اليومية. أحد العناصر الرئيسية لهذا البرنامج هو تعزيز قدرة الأسرة على منع تعاطي المخدرات والعنف وغيرهما من العواقب الاجتماعية السلبية على أطفالهم.
"باعتباري أخصائية نفسية أتمتع بخبرة تزيد عن 15 عامًا، يرتكز عملي في المقام الأول على الشباب الضعفاء. طوال مسيرتي المهنية، أعطيت الأولوية باستمرار لالتزامي تجاه هؤلاء الشباب"، هذا ما قالته إحدى المشاركات في تدريب "الأسرة القوية". وقد عقد مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تدريبات للمدربين كجزء من استراتيجية الاستدامة التي يتم فيها تجهيز المتدربين بمجموعة أدوات واسعة، حيث أصبح بإمكانهم الآن تطبيق برنامج "الأسر القوية" على المستوى المحلي في مراكز الشباب.
وقد تم تنظيم دورتين لبرنامج "الأسر القوية" ل 34 ممارسًا، بمن فيهم الأخصائيون الاجتماعيون والنفسيون من مختلف القطاعات الحكومية المشاركة، من وزارة الشباب والرياضة، ووزارة التربية الوطنية، والمديرية العامة للأمن الوطني، والمكتب الوطني لمكافحة وإدمان المخدرات والهيئة الوطنية لحماية وتعزيز الأطفال، فضلا عن منظمات المجتمع المدني ذات الصلة وخاصة فيما يتعلق بحماية الشباب والقدرة على الصمود في مواجهة المخاطر المرتبطة بالمخدرات والعنف والجريمة.
"بفضل تدريب "الأسر القوية"، أقوم الآن بإعادة تقييم وجهة نظري حول هذه القضية [الفئات المهمشة من الشباب]. إنني أدرك بشكل متزايد أن الشباب الذين يواجهون صعوبات أو حتى من لهم نزاع مع القانون هم انعكاس لتحديات أوسع تؤثر على أسرهم بأكملها. تعتبر الجلسات المخصصة للعائلات ومقدمي الرعاية أمرًا جديدًا وميزة في دوري كأخصائية نفسية ذات خبرة،" أضافت الأخصائية.
تم تنفيذ الدورات التدريبية في إطار البرنامج الإقليمي "أثر الشباب" الذي أثر بشكل إيجابي بالفعل على 8607 أسرة و382 متخصصًا يعملون مع المجتمعات المحلية في مصر، ولبنان، وليبيا، وفلسطين، والسودان. وقد انضمت الجزائر إلى برنامج "أثر الشباب" والذي من المتوقع أن يصل إلى حوالي 900 أسرة أو أكثر في إطار برنامج "الأسرة القوية".
يهدف برنامج "أثر الشباب" إلى تمكين الشباب والشابات، بما في ذلك الفئات الأكثر ضعفًا والمعرضة للخطر، لمواجهة تحديات الحياة وتعزيز صمودهم في مواجهة الجريمة والعنف والمخدرات. ويأتي هذا البرنامج بتمويل من وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية، وقد تم بالفعل تنفيذ برنامج "أثر الشباب" بنجاح في كلٍ من مصر، ولبنان، وليبيا، وفلسطين، والسودان بالإضافة إلى الجزائر.