"لم أتخيل أبدًا أن الرياضة يمكن أن تفعل ذلك" بمناسبة اليوم العالمي للرياضة يحتفل مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة بمدى قوة تأثير الرياضة في منع العنف والجريمة وتعاطي المخدرات بين الشباب

Youth making a human pyramid in a grassy field in Nigeria.

© UNODC

كانت أليس*، البالغة من العمر 15 عامًا والتي تعيش في منطقة ريفية محرومة في نيجيريا، تكافح، وتشعر بالوحدة في المنزل، وتتعرض للعقاب لأبسط الأسباب، حاولت جاهدةً عمل كل شيء من أجل التكيف، بما في ذلك الهروب من المنزل وقطع معصميها بشفرة حلاقة في محاولة انتحار فاشلة وشرب الكحول وتناول الكثير من الحبوب المنومة.

وهدد تعاطيها للمخدرات، بمجرد أن اكتشفه والدها، أن يعرقل حياتها. حيث بدأ والدها في تأخير دفع الرسوم المدرسية لها، مدعيا أن تعليمها كان استثمارا غير مثمر. وتعمقت عزلة أليس بعد انقطاعها عن صديقاتها.

في النهاية، عادت أليس إلى المدرسة، حيث تم تسجيلها في برنامج الحركة بركة التابع لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة. حيث يستخدم البرنامج التدريب على المهارات الحياتية القائمة على الرياضة لتمكين الشباب وتعزيز صمودهم ضد العنف والجريمة وتعاطي المخدرات.

لامس البرنامج ولعب على الوتر الحساس لدى أليس وأشبع رغباتها، التي ذكرت أن "برنامج الحركة بركة منحني معنى جديدًا وفهمًا جديدًا للحياة". تذكرت أليس العديد من الدروس التي شاركت فيها خلال برنامج الحركة بركة، بما في ذلك أحد المهارات التي تطلبت من الطلاب الركض إلى الجانب الآخر من القاعة دون أن تصدمهم الكرات المتطايرة من جميع الاتجاهات. في كل مرة يتم فيها إصابة الطلاب بالكرة، يجب عليهم البدء من جديد.

لاحظت أليس أنها في البداية كانت تشعر بالحرج في كل مرة تضربها فيها كرة. ذكّرها ذلك بالخزي الذي شعرت به في مواجهة أصدقائها بعد أن أبلغ والدها المدرسة عن تعاطيها للمخدرات. قالت: " اضطررت إلى البدء من جديد"، لكن "لقد نجحت في النهاية وعلمني البرنامج ألا أستسلم أبدًا."

يواجه الشباب العديد من التحديات التي تجعلهم عرضة للجريمة والعنف والإيذاء. يمكن أن توفر الرياضة للشباب الأكثر ضعفاً إحساسًا بالهوية والانتماء مع تعزيز صحتهم البدنية والعقلية ورفاههم. عند استخدامها بطريقة متعمدة وجيدة التصميم، يمكن أن تكون الرياضة بمثابة وسيلة مفيدة للتعلم المعرفي والاجتماعي والعاطفي والمهارات الحياتية الأساسية. يمكنهم تحدي القوالب النمطية الضارة والمعتقدات المرتبطة بالعنف والجريمة، بما في ذلك العنف القائم على النوع الاجتماعي. أخيرًا، يمكن للرياضة أن تخلق مساحات آمنة للشباب والمجتمعات المحلية للتفاعل بشكل إيجابي، وتعزيز التسامح، والمساهمة في بناء مجتمعات آمنة وعادلة.

تشجع المبادرة العالمية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة حول منع جرائم الشباب من خلال الرياضة، الاستخدام الفعال للرياضة كأداة للتعرف لعوامل الخطر والحماية المعروفة لعنف وجريمة الشباب وللحد من جنوح الأحداث ومنع تعاطي المخدرات. كما يدعم البرنامج تنفيذ التدخلات الرياضية المصممة خصيصًا لمنع إيذاء الشباب وتجنيدهم من قبل الجماعات الإجرامية المنظمة، بما في ذلك من العصابات والجماعات المتطرفة والعنيفة.

تتحدث مديرة أليس على التحول الذي شهدته اليس بين الطالبات في المدرسة. قالت "اعتقدت أن برنامج الحركة بركة سيستهدف الأساتذة أيضاً حول موضوع المخدرات ". "لم أكن أعلم أن هذه المعرفة يمكن نقلها إلى مواقف أخرى أعمق في الحياة الشخصية والاجتماعية. يبحث البرنامج عن أكبر المشكلات في حياة الطلاب ويساعدهم في حلها بطريقتهم الخاصة.

"حقًا، لم أتخيل أبدًا أن الرياضة يمكن أن تفعل ذلك ".

 

* تم تغيير الاسم لحماية الخصوصية

معلومات إضافية

يتم تنفيذ برنامج الحركة البركة بدعم مباشر من مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في نيجيريا (إكيتي، غومبي، كادونا، سوكوتو، بورنو وولاية بايلسا)، المكسيك (كويريتارو، تشياباس، وولاية المكسيك)، كولومبيا، وفي مصر ولبنان، وليبيا وفلسطين والسودان، استفاد منها أكثر من 5000 شاب وشابة في عام 2022.

كما طور مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أدوات توجيهية مخصصة لصانعي السياسات والممارسين بشأن الوقاية من التطرف العنيف من خلال الرياضة، واستخدمت لمساعدة جهود الدول الأعضاء في هذه المنطقة.

علاوة على ذلك، فإن برنامج "الرياضة ضد الجريمة: التوعية والمرونة وتمكين الشباب الأكثر عرضة للخطر" (SC: ORE)، الذي تم تطويره بالشراكة بين مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة واللجنة الأولمبية الدولية في عام 2022، سيدعم المزيد من دمج الرياضة في أطر منع جرائم الشباب والعدالة الجنائية لمنع جنوح الأحداث والحد من معاودة الإجرام.