هذه الوحدة التعليمية هي مورد مرجعي للمحاضرين

 

الموضوع الأول: أشكال العنف المتعددة ضد الأطفال

 

يتخذ العنف ضد الأطفال أشكالًا متعددة. ومن المثير للاهتمام مقارنة التعريف العام للعنف المنصوص عليه في اتفاقية حقوق الطفل (قرار الجمعية العامة 44/25، المادة 19) بالتعريفات الموجودة في قوانين وسياسات دولتك، لأن التعريف الشامل للعنف قد يختلف عن الاستخدام الشائع أو حتى الاستخدام القانوني له في دولتك.

ويحدث العنف ضد الأطفال في سياقات مختلفة، في الأُسَر، في المدرسة، في الأماكن العامة، في حالات النزاعات المسلحة، وحتى عبر الحدود. وتشمل الأمثلة على ذلك: الإساءة والإهمال في الأسرة، وسفاح المحارم، والاعتداء الجنسي، وقتل المولودين حديثًا؛ والتنمر وأشكال العنف الأخرى في المدرسة؛ وكذلك العقاب البدني؛ والاعتداء النفسي والاتجار بالأطفال وبيعهم واستغلالهم جنسيًا وغيرها من أنواع الاستغلال الجنسي التجاري للأطفال؛ وعمل الاطفال؛ إلى جانب الأشكال المختلفة للعنف الإلكتروني وعبر الإنترنت؛ وتجنيد الأطفال كمحاربين، أي الأطفال الذين يتم تجنيدهم واستغلالهم من قبل الجماعات الإرهابية والمتطرفة العنيفة، وغيرهم الكثير. وهذه القائمة ليست شاملة. وستكشف مواد من وسائل الإعلام المحلية (المقالات الإخبارية، ومقاطع من التقارير التلفزيونية) عن نوع العنف ضد الأطفال الذي يجذب الانتباه حاليًا على المستوى المحلي أو الوطني - ولكن يجب على المحاضرين ملاحظة أنه لا يتم عرض جميع أشكال العنف ضد الأطفال على الرأي العام. ففي الواقع، جزء من السبب الذي يجعل العنف ضد الأطفال يثبت ديمومة هذه المشكلة يكمن في أنه لا يُعرض دائمًا على السلطات، وفي بعض الحالات، تؤدي التقارير المقدّمة إلى السلطات إلى التقاعس وعدم اتخاذ أي إجراء، أو تؤدي إلى حدوث المزيد من العنف ضد الأطفال. لمزيد من التفاصيل حول هذا، انظر الوحدة التعليمية 13 حول توفير العدالة للأطفال في سلسلة الوحدات التعليمية الجامعية للتعليم من أجل العدالة حول منع الجريمة والعدالة الجنائية.

ويُعد إنهاء العنف ضد الأطفال جزءًا من خطة التنمية المستدامة لعام 2030، حيث تعترف أهداف التنمية المستدامة بأن العنف ضد الأطفال يشكل عائقًا أمام التنمية المستدامة، كما تقر بأهمية القضاء عليه. هل ساهم ذلك في زيادة الوعي بالقضية في دولتك؟

المصدر: أهداف التنمية المستدامة

وقد تجد أن البيانات المتاحة حول العنف ضد الأطفال محدودة للغاية في دولتك. ونظرًا لأن الكثير من أعمال العنف تحدث في أماكن خاصة، فإنه لا يتم الإبلاغ عنها أو تظل خفية. وعلاوة على ذلك، هناك العديد من التحديات المرتبطة بقياس انتشار العنف ضد الأطفال وتحديد ماهية الأطفال الأكثر عُرضةً للإيذاء. ومع ذلك، لا تمتلك السلطات دائمًا الأنظمة اللازمة لجمع تلك المعلومات وإنتاج إحصاءات موثوقة. كما أن نقص البيانات يعيق الجهود المبذولة لكشف وفهم طبيعة انتشار العنف ضد الأطفال ويحد من فعالية المبادرات الرامية إلى منعه. وبينما توجد حدود للبيانات المتعلقة بمختلف أشكال العنف ضد الأطفال، إلا أن الإحصاءات الحالية تشير إلى أن العنف ضد الأطفال منتشر (اليونيسيف، 2014؛ 2014 ألف؛ 2014 باء؛ 2016؛ 2017؛ مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، 2018). ويوضح الرسم التالي الانتشار العالمي لأنواع معينة من العنف ضد الأطفال – يبين بوضوح أن العقاب البدني هو أكثر أشكال العنف ضد الأطفال انتشارًا.

الشكل 1: العبء العالمي للعنف ضد الأطفال، 2015.

المصدر: تعرَّف على العنف في الطفولة (2017). إنهاء العنف في الطفولة: تقرير عالمي . تعرّف على العنف في مرحلة الطفولة. نيودلهي، ص. 17.

وفي عام 2012، كان ما يقرب من واحد من كل خمس ضحايا للقتل في جميع أنحاء العالم تحت سن العشرين. وإن العنف هو السبب الرئيسي الثاني للوفيات بين المراهقات على مستوى العالم (اليونيسف، 2014 ب). وعلى الرغم من أن جميع الأطفال عرضة للعنف الجسدي، إلا أنه هناك عوامل مختلفة تؤثر على الخطر النسبي ذات الصلة بتعرضهم لأشكال مختلفة من العنف. فعلى سبيل المثال، يكون الأطفال الصغار بشكل عام يكونون أكثر عرضة للإصابات الخطيرة الناتجة عن العنف الجسدي، وغالبًا ما توجد إصابات مميتة بين الأطفال الصغار. وبالمثل، فقد يكون المراهقون أكثر عرضة لخطر التعرض للقتل في المجتمعات المتضررة من العنف المسلح (الممثل الخاص للأمين العام، 2016). وعلاوة على ذلك، يُقدر أنه في مكان ما من العالم، كل سبع دقائق، يُقتل مراهق بفعل عنف؛ كما أن أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و19 عامًا يكونون الأكثر عرضة لخطر القتل، حيث إنهم أكثر عرضة بثلاث مرات للموت نتيجة العنف من المراهقين الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و14 عامًا (اليونيسف، 2017).

الشكل 2: مقدار العنف ضد الأطفال

المصدر: إنسباير (2016).. سبع استراتيجيات للقضاء على العنف ضد الأطفال: الرسوم البيانية. لوكسمبورج: منظمة الصحة العالمية.

وعلاوة على ذلك، يحمل العنف عواقب وخيمة للغاية في السنوات الأولى الحرجة من نمو الطفل. وعلى الرغم من حظر أشكال العنف هذه في القانون الدولي، ومع الاسف، فإن التأديب العنيف والإهمال والانتهاكات النفسية لا تزال متكررة. وتعاني نسبة كبيرة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين وأربع سنوات من أشكال التأديب العنيفة في المنزل (اليونيسف، 2017أ، 2018). ويعد بقاء الأطفال أكثر عرضة للخطر خلال عامهم الأول لأنهم معرضون بشكل خاص ويعتمدون بشكل كامل على البالغين (اليونيسف، 2018). وقد لوحظ ارتفاع مستوى التداخل بين العنف ضد المرأة والعنف ضد الأطفال (اليونيسف، 2018). ففي جميع أنحاء العالم، يعيش طفل من كل أربعة أطفال دون سن الخامسة مع أم ضحية لعنف الزوج (اليونيسف، 2017) والأطفال الذين يشهدون حادثة عنف ضد الوالدين هم أنفسهم أكثر عرضة لخطر الإيذاء. كما يبدو أن أعدادًا أكبر من الأطفال يواجهون تأديبًا بدنيًا أكثر صرامة في الأسر المعيشية حيث عانت النساء من عنف الشريك الحميم (بوت وآخرون، 2012).

وإن التمييز القائم على نوع الجنس يعرض الفتيات لمخاطر عالية من العنف. كما أن استخدام العقاب البدني ضد المراهقات الأصغر سنًا منتشر على نطاق واسع. وعلى الصعيد العالمي، قد أبلغت 70 مليون فتاة تقريبًا تتراوح أعمارهن بين 15 و19 عامًا عن تعرضهن لشكل من أشكال العنف الجسدي منذ عيد ميلادهن الخامس عشر. كما تعرضت ما يصل إلى 120 مليون فتاة دون سن العشرين لممارسة الجنس القسري أو غيرها من الممارسات الجنسية اللاإرادية، و84 مليون مراهقة تتراوح أعمارهن بين 15 و19 عامًا كن ضحايا للعنف العاطفي، أو الجسدي، أو الجنسي على أيدي أزواجهن أو شركاء لهن في مرحلة ما من حياتهم (اليونيسف، 2014). وكانت نسبة كبيرة من المراهقات ضحايا للعنف الجنسي للمرة الأولى قبل سن الخامسة عشرة (اليونيسيف، 2014). كما إن العنف ضد الفتيات والمراهقات والشابات من السكان الأصليين مصدر قلق خاص ولا يمكن فصله عن السياقات الأوسع للتمييز والاستبعاد التي كثيرا ما تتعرض لها الشعوب الأصلية ككل في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية (اليونيسيف، هيئة الأمم المتحدة للمرأة، صندوق الأمم المتحدة للسكان، منظمة العمل الدولية، والمندوب الخاص للأمين العام، 2013).

ووفقًا للمندوب الخاص للأمين العام المعني بالعنف ضد الأطفال: "كما تنعكس المواقف المؤذية تجاه الفتيات أيضًا في حقيقة أن ثلاثة ملايين فتاة تتعرض كل عام لخطر تشويه أو بتر الأعضاء التناسلية للإناث، على الرغم من التشريعات في العديد من الدول التي تحظر هذه الممارسة. وعلاوة على ذلك، هناك ما يصل إلى 14 مليون فتاة متزوجة قسرًا، وغالبا من رجال كبار السن. فإن الزواج القسري يعرض الفتيات لخطر الاعتداء الجنسي وغيره من أشكال العنف الخطيرة." (2015، ص 4).

كما أنه من المؤسف أن غالبية قضايا ضحايا العنف ضد الأطفال لا تتم ملاحظتها أو معالجتها أو يتم تجاهلها في بعض الأحيان من قبل نظام العدالة الجنائية. وعندما يتدخل نظام العدالة الجنائية، يخاطر العديد من هؤلاء الفتيات بالوصم والمعاقبة وإعادة الإيذاء بدلاً من تلقي المساعدة والدعم الذي يحتاجون إليه (المندوب الخاص للأمين العام، 2015). وللمزيد من المواد حول العنف ضد الفتيات، انظر الوحدة التعليمية 10 حول العنف ضد النساء والفتيات.

وبالإضافة إلى ما يتعلق بالتزامن في حدوث العنف ضد المرأة والعنف ضد الأطفال، يجب الإشارة أيضًا إلى أن الأطفال غالبًا ما يعانون من أشكال متعددة ومتداخلة من سوء المعاملة (يشار إليها غالبًا باسم سوء المعاملة متعدد الأنواع). ويمكن أن يشمل ذلك حدوث أشكال أخرى من الضرر، بما في ذلك من الأقران أو التعرض للعنف المجتمعي الأوسع (أي تعدد أنواع الضحايا) (للحصول على نظرة عامة على هذه المفاهيم، انظر: برايس-روبيرتسسون، هيجنيس وفاسالو، 2013).

وإن أحد أكثر أشكال العنف الجسدي شيوعًا التي يعاني منها الأطفال والمراهقون، وفقًا لمعظم البيانات المتاحة، يحدث في سياق التأديب - عادةً في منازلهم وعلى أيدي أولياء أمورهم (اليونيسف، 2017). وعلى الصعيد العالمي، يعاني ثلاثة من كل أربعة أطفال تتراوح أعمارهم بين سنتين وأربعة في جميع أنحاء العالم من التأديب العنيف من قبل أولياء الأمور على أساس منتظم، يُعاقب ستة من كل عشرة أطفال بالوسائل البدنية (اليونيسف، 2017، ص 19). ويحدث التأديب العنيف أيضًا في المدارس: يعيش طفل واحد من كل طفلين في سن المدرسة بين سن 6 و17 عامًا في بلدان لا يُحظر فيها العقاب البدني في المدرسة بالكامل (اليونيسف، 2017). وتُعرِّف لجنة الأمم المتحدة لحقوق الطفل العقوبة "البدنية" أو "الجسدية" بأنها "أي عقوبة تستخدم فيها القوة الجسدية ويكون الغرض منها إلحاق درجة معينة من الألم أو الأذى، مهما قلت شدتهما" (2006، الفقرة 11). وينتشر العقاب البدني في المدارس بشكل كبير، حتى عندما يحظر قانونيًا، حيث يكون الأطفال الأصغر سنًا والأولاد والأطفال الفقراء في خطر أكبر. ويرتبط هذا الشكل من العنف بنتائج تنمية معرفية ضعيفة، وبالسلامة النفسية والتكيف المدرسي (أوغندون بورتيلا وبيلز، 2015، جونز وبيلز، 2016).

كما يتخذ العنف في المدرسة أشكالًا عديدة، بما في ذلك التأديب العنيف والتنمر والهجمات على المدارس أثناء النزاعات واختطاف الأطفال في المدرسة وإطلاق النار في المدارس وما إلى ذلك (اليونيسف، 2017). ويتجاوز أثر العنف في المدارس الأطفال المتأثرين به بشكل مباشر. ويخلق جوًا من الخوف والقلق وبالتالي يتعارض انعدام الأمن مع التعلم (المندوب الخاص بالسكرتير العام، 2016). وعلى الصعيد العالمي، أفاد نصف الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عامًا، حوالي 150 مليون، أنهم يعانون من عنف طالب تجاه طالب داخل المدرسة وحولها (اليونيسف 2018أ). وتشير بعض البيانات الدولية إلى أن أكثر من نصف الأطفال، في المتوسط، يبّلغون عن عنف التنمر في المدرسة (ريتشاردسون وفن هيو، 2016). ويمثل التنمر الإلكتروني أيضًا مصدر قلق حيث يحصل الأطفال على قدر أكبر من الوصول إلى تكنولوجيا الاتصالات (ليفينغستون وستويلا وكيلي، 2016، اليونيسيف، 2017ب). ويبدو أن هناك صلة قوية بين التنمر الإلكتروني والتنمر الشخصي. فإن الفتيات والفتيان معرضون بنفس القدر لخطر التنمر، ولكن الفتيان أكثر عرضة للتعرض للعنف الجسدي والتهديدات، في حين أن الفتيات أكثر عرضة لمواجهة أشكال التنمر النفسي أو المتعلق بالعلاقات (اليونيسف، 2017ب).

وفي خضم العصر الرقمي، يتعرض الأطفال لتهديدات جديدة، حيث لا تتوافق التعاملات الإلكترونية دائمًا مع وسائل الحماية التقليدية الموضوعة حول الأطفال (اليونيسيف، 2017ب، المندوب الخاص للأمين العام، 2014ب). وبالإضافة إلى الوسائل المعتادة التي يتم بها الاعتداء الجنسي على الأطفال، يواجه الأطفال الآن مخاطر الاعتداء الجنسي التي يتم تسهيلها تقنيًا. وتظهر دراسة أجراها مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في عام 2015 أن تكنولوجيا الاتصالات الجديدة للمعلومات يمكن أن تزيد من إمكانية وصول الضحايا إلى مواد الاعتداء الجنسي على الأطفال، وتزيد أرباح الشركات الإجرامية، وتقلل من مخاطر تحديد الهوية ومقاضاة الجناة، وتوفير الحماية الاجتماعية للمجرمين وزيادة مستويات الأذى للضحايا. وللمزيد من المعلومات حول الجرائم السيبرانية المرتكبة في أوساط الأشخاص، بما في ذلك كيفية تأثير ذلك على الأطفال، يُرجى الرجوع إلى الوحدة التعليمية 12 بشأن الجريمة السيبرانية المرتكبة في أوساط الأشخاص من سلسلة الوحدات التعليمية الجامعية، حول التعليم من أجل العدالة، بشأن الجرائم السيبرانية.

كما تزيد الصراعات المسلحة من حالات العنف ضد الأطفال. وبالإضافة إلى ذلك، يتم تجنيد الأطفال واستغلالهم بشكل متكرر من قبل الجماعات المسلحة والجماعات الإرهابية والمتطرفة العنيفة (مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، 2017). كما يقعون ضحايا للعنف الشديد خلال ارتباطهم بهذه الجماعات، بما في ذلك أساليب التجنيد الشرسة، والتعرض للخوف المستمر، والاستغلال الجنسي، والضغط النفسي، وأشكال مختلفة من الإصابات الجسدية. وكثيراً ما يُقتل الأطفال المجندون والمستغلون أثناء الاشتباكات القتالية. وعلى عكس المعتقدات العامة، يتم تجنيد الفتيات واستغلالهن بشكل متزايد من قبل هذه الجماعات (مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، 2017).

وعلى الصعيد العالمي، فإن 28 في المائة من جميع ضحايا الاتجار بالبشر الذين تم اكتشافهم هم من الأطفال. ويتم الاتجار بهم لمختلف أشكال الاستغلال، بما في ذلك الاستغلال الجنسي، والعمل القسري، وإزالة الأعضاء، والزواج القسري، أو كتجنيد الأطفال. وعلاوة على ذلك، تشكل الفتيات 20 في المائة من الضحايا المكتشفين للاتجار بالبشر على الصعيد العالمي (مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، 2016). ولمزيد من المواد حول الاتجار بالأطفال، يرجى الرجوع إلى سلسلة الوحدات التعليمية الجامعية التعليم من اجل العدالة بشأن الاتجار بالبشر، ولا سيما الوحدة التعليمية 12 المتعلقة بشأن الأطفال في الاتجار بالأشخاص وتهريب المهاجرين.

وعلاوة على ذلك، في كل مجتمع، هناك مجموعات من الأطفال المعرضين بشكل خاص للعنف ويحتاجون إلى حماية خاصة. وقامت لجنة حقوق الطفل بلفت الانتباه إلى ضرورة توخي الحذر بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بمختلف الفئات المهمشة، من خلال توفير قائمة شاملة من الأطفال الذين يعانون من حالات الضعف المحتملة (لجنة حقوق الطفل، 2011، الفقرة 72). ويشمل الأطفال الضعفاء بشكل خاص، من بين آخرين، الأطفال: لا يعيشون مع والديهم البيولوجيين، ولكن في أشكال مختلفة من الرعاية البديلة، غير المسجلين عند الولادة، الذين يعيشون في الشوارع، الذين هم في تعارض فعلي أو متصور مع القانون، ذوي الإعاقات، والأمراض المزمنة أو المشاكل السلوكية الخطيرة، الذين هم من السكان الأصليين أو من الأقليات العرقية الأخرى، أو من المثليات، والمثليين، ومزدوجي الميل الجنسي، ومغايري الهوية الجنسية، وحاملي صفات الجنسين (LGBTI). ولذلك، يلزم توخي قدر أكبر من اليقظة وتدابير الحماية المعززة عندما يتعلق الأمر بحماية هؤلاء الأطفال.

وبالإضافة إلى ذلك، وكما لاحظت لجنة حقوق الطفل (2011)، فإن الأطفال في حالات الطوارئ (النزاعات الاجتماعية والمسلحة، والكوارث الطبيعية وحالات الطوارئ الأخرى) هم أيضا عرضة للعنف. وإن الأطفال الذين يتنقلون كمهاجرين أو لاجئين، أو النازحين، معرضون لخطر من بعض أسوأ أشكال الإساءة والأذى. ويمكن أن يقعوا بسهولة ضحايا لتجار البشر والمجرمين الآخرين وكثيراً ما يتعرضون لأشكال متطرفة من الإساءة والحرمان خلال رحلاتهم (اليونيسف، 2016 أ، 2018 ب).

وعلاوة على ذلك، من المهم ملاحظة أن الأطفال الذين يتعاملون مع سلطات تنفيذ القانون ونظام العدالة الجنائية يواجهون أيضًا مخاطر كبيرة من العنف، في جميع المراحل، بما في ذلك أثناء تنفيذ القانون والإجراءات القانونية والاحتجاز وإعادة التأهيل وإعادة إدماجهم في المجتمع (المندوب الخاص للأمين العام، 2012). كما أن هناك أسباب مختلفة لتورط الأطفال في الإجراءات القانونية كمشتبه بهم أو متهمين أو أفراد مُدانين أو ضحايا أو شهود. وبحكم مراحل تطورهم، وحرمانهم من الحرية، يتعرض هؤلاء الأطفال للعنف نتيجة لاتصالاتهم مع المحققين والمدعي العام وموظفي المحاكم والسجون. كما يمكن للاتصالات أن تكون إشكالية مع نظام العدالة الجنائية بشكل خاص بالنسبة لمجموعات معينة من الأطفال، على سبيل المثال الأطفال ذوي الإعاقة (ويليامز، 2012، جمعية علم النفس البريطانية، 2015)، مما يعرضهم لخطر أكبر للعنف داخل هذا النظام. وتتوفر المزيد من التفاصيل حول مخاطر العنف التي يواجها الأطفال في الاتصال مع القانون في الوحدة التعليمية 13 حول العدالة للأطفال. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن العثور على أمثلة ملموسة للعنف ضد الأطفال في نظام العدالة الجنائية في التقرير المشترك الذي نشرته مفوضية حقوق الإنسان ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة والمندوب الخاص للأمين العام في عام 2012، بشأن "الوقاية من العنف ضد الأطفال والتصدي له في إطار نظام قضاء الأحداث ". وإن تقرير المندوب الخاص للأمين العام لعام 2015 حول "حماية حقوق الفتيات في نظام العدالة الجنائية: منع العنف والوصم والحرمان من الحرية" سيكون مفيد للغاية أيضًا.

التالي: الموضوع الثاني: تأثير العنف على الأطفال
العودة إلى الأعلى