هذه الوحدة التعليمية هي مورد مرجعي للمحاضرين   

 

التكنولوجيا تيسر الاتجار بالأشخاص

 

تزيد التكنولوجيا من سهولة تحديد المتاجرين لأماكن ضحاياهم وتجنيدهم وإجبارهم والسيطرة عليهم. ويتم تسخير التكنولوجيا والإنترنت - وهما أداتان من أدوات الجريمة الإلكترونية – للغاية المعقدة الخاصة بمجموع المتاجرين (لاتونيرو، ويكس، دانك 2015؛ لاتونيرو 2012؛ لاتونيرو 2011). حيث يمكنهم استخدام هاتين الأداتين في كل مرحلة من مراحل العملية، من تحديد الضحايا المحتملين وتجنيدهم، من خلال عملية الإجبار والسيطرة، إلى الإعلان عن السلع والخدمات المنتجة من استغلالهم وبيعها، وأخيرًا إلى غسل الأرباح. ويمكن أن يطبق استخدام التكنولوجيا على جميع أنواع الاتجار.

وتم الاعتراف بفرص الاتصال التي تتيحها التكنولوجيا للمتاجرين داخل الجماعات المنظمة الخاصة بهم وخارجها. ومن بين الأمثلة على ذلك، تتضمن الأمر تقديم لأحد مشتهي الأطفال المشورة إلى مشتهيين أطفال آخرين على مواقع الإنترنت المظلم مثل لاف زون (Love Zone) (دافيز 2016). وإن انتشار المعلومات يتجاوز مجرد الاتصال بين الجماعات الإجرامية الفردية، فهو يسهل الأعمال التجارية غير المشروعة والفرص المسيئة.

 

التجنيد

يزود الإنترنت المتاجرين بإمكانية الوصول إلى عدد أكبر من الضحايا المحتملين من خلال الهواتف، ورسائل البريد الإلكتروني، والرسائل الفورية، والمواقع الإلكترونية وتطبيقات الهاتف (أو التطبيقات).  

وتشمل أساليب التجنيد التي يستخدمها المتاجرون (على سبيل المثال لا الحصر) ما يلي: 

  • استغلال مواطن الضعف العاطفية أو النفسية. 
  • الوعود أو التهديدات. 
  • سرقة مستندات الهوية.
  • الاختطاف.

وفي مرحلة التجنيد، من المرجح أن يستخدم المتاجرون مواقع الإنترنت العادية لإجراء اتصال أولي مع الضحايا. وإن استخدام مواقع الإنترنت العادية (مواقع إلكترونية سطحية أو مواقع إلكترونية مرئية مفهرسة من خلال محركات البحث مثل جوجل وبينج (انظر الجريمة الإلكترونية الوحدة التعليمية 5: التحقيق في الجرائم الإلكترونية و الوحدة التعليمية 13: الجريمة الإلكترونية المنظمة لمزيد من المعلومات) يسمح للمتاجرين بالتواصل مع مجموعة أكبر من مستخدمي الإنترنت، الذين من غير المرجح أن يكون لديهم فهم عميق للتكنولوجيا. وتوفر هذه المواقع، التي يمكن أن تيسر إجراء محادثة نصية ومرئية، وإمكانية تبادل الصور، والمواعدة، وغير ذلك من الأنشطة بين الأشخاص، للمتاجرين إمكانية الوصول إلى الضحايا المحتملين على نحو غير مسبوق. وعلاوة على ذلك، فإن هذه المنتديات تزود المتاجر بالمعلومات التي يمكن استخدامها لتحديد مواطن ضعف الضحايا التي يمكن الاستعانة بها لاكتساب ثقة الضحايا (على سبيل المثال، استمالة الأطفال عبر الإنترنت) (لاتونيرو 2012). وعلى مواقع وتطبيقات الشبكات الاجتماعية يمكن للمتاجرين البحث عن ضحاياهم ومراقبة ما يعجبهم وما لا يعجبهم بكل سهولة. وهذا يعني أن المتاجرين يستطيعون تكييف نهجهم الذي يتعاملون به مع كل ضحية على حدة، وتحسين فعالية أساليب التلاعب خاصتهم. وفي سياق الاتجار بالعمال، يمكن تجنيد الضحايا عن طريق عروض العمل، وعادة عن طريق مواقع إلكترونية مزيفة للتوظيف، أو إعلانات على شبكة الإنترنت أو وكالات توظيف، وعن طريق مواقع التواصل الاجتماعي. فعلى سبيل المثال، في عام 2018، كشفت وزارة الخارجية الأميركية في تقريرها السنوي عن الاتجار بالأشخاص أن "المواطنين الكوبيين في الخارج [كانوا] يجندون الضحايا في كوبا عبر الهاتف والإنترنت بعروض توظيف مزيفة، ووعود بتحقيق مكاسب مالية، وعلاقات رومانسية" (الولايات المتحدة الأمريكية. تقرير الاتجار بالأشخاص لعام 2018، الصفحة 157). 

وعلى الرغم من صعوبة القياس على وجه دقة، فإن التجنيد يحدث في كل من الاتجار والتهريب. ويمكن للهواتف الذكية تسهيل عملية التجنيد ضمن مجموعة من المجتمعات. ويبدو أن هناك علاقة بين مستوى اختراق الهاتف المحمول والإنترنت في بلد ما ومعدلات الاتجار، خاصة عندما لا يكون انتشار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مصحوبًا بتعليم مناسب بشأن المخاطر المرتبطة بذلك، كما يتضح من دراسة أجريت في رواندا (جون 2018).

واعتمادًا على معرفة المستخدمين واستخدام إعدادات الخصوصية والأمان، وبصمتهم الرقمية على الإنترنت (أي نطاق البيانات الخاصة بهم المتوفرة على الإنترنت؛ انظر الجريمة الإلكترونية الوحدة التعليمية 4: مدخل إلى علم الاستدلال الجنائي الرقمي لمزيد من المعلومات)، يمكن للتطبيقات ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المنصات الإلكترونية أن تتيح للمتاجرين الوصول إلى مجموعة من المعلومات المفيدة التي يمكن استخدامها لاستهداف الضحايا واستمالتهم عبر الإنترنت، بما في ذلك: 

  • بيانات الموقع؛ 
  • تفاصيل الهوية ومعلومات عن نمط الحياة والأعمال الروتينية والعادات؛
  • الصور؛
  • جهات الاتصال؛

وفي البلاد الأكثر تقدمًا، أدى انتشار الهواتف الذكية في كل مكان بين السكان من فئة الأطفال وصغار البالغين إلى لعب التطبيقات دورًا هامًا متزايدّا في استغلال الضحايا من الصغار. وغالبًا ما تمتلك التطبيقات القدرة على تتبع نظام تحديد المواقع العالمي، مما يسمح للمتاجرين بتعقب الموقع المادي للأهداف المحتملة، كما تشجع التطبيقات الاجتماعية التي تركز على المراهقين على التفاعل غير الحكيم والكشف عن المعلومات الخاصة، وغالبًا ما يتم ذلك دون أي تحقق من هوية الطرف الآخر في عملية الاتصال.

وتم وضع الجدول التالي كاستعراض عام لمواقع التواصل والتجنيد الشائعة الاستخدام في الاتجار بالبشر:

 

مواقع العرض والتعليق 

مواقع المحادثات

مواقع كاميرا الويب

مواقع الإعلانات والمبيعات

المواقع شائعة الاستخدام

فيسبوك، وانستجرام (يمكنهم نشر صور على صفحتهم الشخصية، والتعليق على صور أخرى، وتلقي رسائل خاصة، وامتلاك حساب ثاني لا يعرفه الأهل يسمى بـ " فينستجرام" أو انستجرام مزيف) فيسبوك، وانستجرام (يمكنهم نشر صور على صفحتهم الشخصية، والتعليق على صور أخرى، وتلقي رسائل خاصة، وامتلاك حساب ثاني لا يعرفه الأهل يسمى بـ " فينستجرام" أو انستجرام مزيف) سناب شات (إرسال رسائل تحتوي على صور والنشر بشكل عام، وتختفي بعد فتحها، وإمكانية إرسال رسائل خاصة /الصور/وخاصية مشاركة الفيديو) تيندر (Tinder) (تطبيق المواعدة للمحادثة مع الأشخاص الذين قد تتوافق معهم، ويمكن إرسال رسالة خاصة للتواصل، والمقابلة، والمواعدة) بليندر (Blendr) (تطبيق المواعدة مع إمكانية إجراء محادثة خاصة، وفتح نظام تحديد المواقع العالمي لتحديد مواقع الآخرين. واتس اب (تطبيق الرسائل المشفرة حيث لا يحتفظ مزودو الخدمة بنسخ من الرسائل على خوادمهم ولا يستطيع الوصول إلى هذه الرسائل سوى الشخصين اللذين يتواصلان مع بعضهما البعض). كيك (KIK) (تطبيق المراسلة غير المتصل برقم هاتف، لا يتم حفظ الرسائل على خادم للوصول إليها خارج المحادثة).  شات روليت (Chat roulette) (كاميرا ويب مع غرباء حيث يمكن للمستخدمين بشكل فردي تناوب إجراء محادثات مع العديد من الغرباء من خلال العديد من كاميرات الويب مع خانة محادثة خاصة أسفل شاشة كاميرا الويب) أومجل (Omegle) (كاميرا ويب مع غرباء حيث يمكن للمستخدمين بشكل فردي تناوب إجراء محادثات مع العديد من الغرباء من خلال العديد من كاميرات الويب مع خانة محادثة خاصة أسفل شاشة كاميرا الويب) دليل المدينة (إعلانات مبوبة، موقع مرافقة مع وجود إعلانات) سكيب ذا جيمز (Skipthegames ) (موقع مرافقة مع وجود خدمات إعلانية للأفراد) بيدبيج (Bedpage) (موقع جديد بعد أن أُغلق موقع باكبيج (backpage)، إعلانات مبوبة، موقع مرافقة مع خدمات الإعلان للأفراد) Seekingarrangement.com (مواعدة، وموقع للرجال الأغنياء في السن الباحثين عن فتيات صغيرات لمواعدتهم، وموقع به خاصية الصفحة الشخصية وهو مشابه لصفحات المواعدة مع وجود خدمة الرسائل) Sugar-babies.com (موقع لإعلانات الشباب الباحثين عن كبار السن لمصاحبتهم من أجل المال مع صفحات شخصية للرجال الأغنياء في السن الباحثين عن فتيات صغيرات لمواعدتهم، يمكن الاستعراض والمراسلة).

مواقع أقل شيوعًا

يك ياك (YikYak ) (إمكانية النشر بدون الكشف عن الهوية مع وجود قسم للتعليقات، فتح نظام تحديد المواقع العالمي الذي يسمح للآخرين بتحديد مكان تواجد المستخدمين ضمن نطاق معين) ويسبر (Whisper) (إمكانية النشر بدون الكشف عن الهوية مع القدرة على التعليق وإرسال الرسائل الخاصة دون ذكر الأسماء) يلو (Yellow) (تطبيق المواعدة/الأصدقاء للشباب مع خاصية التمرير، "شبيه ببرنامج تندر لكن للأطفال") #1 شات افينيو Chat Avenue (غرفة محادثة للأطفال مع غرباء في مجموعة كبيرة واحدة، يمكن للشخص إرسال رسالة في مجموعة كبيرة، أو إرسال رسالة خاصة)  مانكي (Monkey) (كاميرا ويب مع غرباء لعدد محدود من الثواني، يحتاج الشباب إلى إضافة مستخدمين كأصدقاء لوقت غير محدود، موجه للشباب على وجه التحديد) تعذر تحديد المواقع الأقل شيوعًا حيث أن المشهد العام يتغير بسرعة بعد قانون "إيقاف تمكين المتاجرين بالجنس"/قانون "محاربة الإتجار بالجنس على شبكة الإنترنت"، "لقد عم الظلام على المشهد برمته والآن أصبح كل شيء منتشرًا في كل مكان... سوف يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يعود موقع آخر، ولكن هناك موقع آخر سوف يعود بكل تأكيد" ـ ضابط في شرطة أوهايو

العملية

يمكن للمتاجرين المحتملين الضغط على زر الإعجاب أو التعليق أو إرسال طلب صداقة، ويجمعون المعلومات التي يمكنهم استخدامها بعد ذلك لتجنيد الشباب واستمالتهم عبر الإنترنت. المحادثة مع شاب صغير، ربما بعد جمع المعلومات على موقع يمكنه من خلاله العرض والتعليق. ويمكن أن تتم الاستمالة من خلال التطبيقات والمواقع التي تستخدم المراسلات هذه، لإقناع شخص ما بإرسال صورة قد تعرضه للمساومة ثم استخدامها لابتزازه. استغلال مواطن الضعف، وبناء الثقة، وحثهم على مشاركة المزيد من مناطق أجسامهم في الصور، ونقلهم من صفحة مراقبة إلى صفحة أقل في المراقبة. جعلهم ينتقلون من مرحلة مشاركة صورهم إلى مرحلة بيعها على الإنترنت.

المصدر: ريان كونز، ميريديث باوغمان، ريبيكا يارنيل، سيليا ويليامسون (2018)،وسائل التواصل الاجتماعي واستجابات الإتجار بالجنس، جامعة توليدو

 

وهناك اتجاه آخر ذو صلة في تجنيد الضحايا وهو استخدام منصات الألعاب على الإنترنت. وتوفر منصات الألعاب المتقدمة نفس وظائف أجهزة الكمبيوتر المكتبية، كما أنها تستخدم بشكل متزايد في ارتكاب الجرائم (دورن وكرايجر 2010). وإن التركيز الكبير من جانب الشباب على مواقع الألعاب الإلكترونية يعني أنهم معرضون بشكل خاص للاستغلال بهذه الطريقة.

 

السيطرة

قد تتخذ السيطرة أشكالاً عديدة، من بينها القسر، والإغواء الجسدي، ونقل الضحايا بعيدًا عن منزلهم، والسيطرة على الموارد المالية، والابتزاز. وتسمح التكنولوجيا للمتاجرين بتجنب الاتصال المادي والمباشر بالضحايا، مما يجعل التحقيق في الاتجار بالأشخاص أكثر صعوبة. ورغم ذلك فإن "السيطرة الافتراضية" على الضحايا تشكل أداة مشتركة.

وقد تتضمن السيطرة مراقبة الضحايا من خلال الفحص اليدوي لسجلات الهاتف أو الوصول إلى تطبيقات الهاتف من خلال التطبيقات المستندة إلى السحابة أو عن طريق استخدام برنامج تجسس. وحتى بعد أن يصبح الضحايا غير خاضعين لسيطرة المتاجر (على سبيل المثال، تمكنوا من الفرار)، يمكن تعقبهم باستخدام تطبيقات تعقب المواقع على هواتفهم المحمولة. ويستطيع المتاجرون أيضًا إرسال رسائل تهديد للضحايا الذين استطاعوا الفرار، في محاولة للحفاظ على السيطرة أو استعادتها.

ويمكن للمتاجرين، الذين يحصلون على معلومات عن الضحية التي يمكن استخدامها للمساومة (مثل الصور أو الفيديو)، استخدام الاحتيال والتهديدات والخداع كوسائل للسيطرة، على سبيل المثال، من خلال الوعد بتوفير فرصة عمل كعارضة أزياء وطلب صور عارية من عارضات الأزياء، يتبعها توجيه التهديدات. وهذا لا يتطلب الاتصال المباشر بين المتاجرين والضحايا؛ حيث يمكن تحقيق كل شيء في الفضاء الافتراضي. 

ومن بين التطورات الأخرى التي جذبت قدرًا أقل من الاهتمام الأكاديمي هو استيلاء المتاجرين على وسائل التواصل الاجتماعي للضحايا وإضافة محتوى يوحي بالموافقة على الاستغلال، إلى جانب إضافة محتوى جنسي مصور لإلحاق الضرر بسمعة الضحية ومصداقيتها كصاحب شكوى. وقد يؤدي ذلك إلى إغلاق الحساب من قبل مزود الخدمة، وعزل الهوية الرقمية وفقدانها، وفقدان الاتصال بالأسرة والمجتمع. 

 

الاستغلال

يعتبر البشر سلعة سواء على شبكة الإنترنت أو على أرض الواقع (ماراس 2016؛ ماراس 2018). ومن أجل تحقيق الربح، يعلن المتاجرون عن البشر والخدمات التي يمكنهم توفيرها، ويبحثون عن عملاء لشراء هذه الخدمات. ويعلن هؤلاء المتاجرون على الإنترنت العادي (الشبكة المرئية) والشبكة العميقة. 

وإن الشبكة العميقة أو "المظلمة" جزء من شبكة الإنترنت العالمية التي لا يمكن اكتشافها بواسطة محركات البحث المفتوحة (انظر أيضًا الجريمة الإلكترونية الوحدة التعليمية 5: التحقيق في الجرائم الإلكترونية). وغالبًا ما يكون المحتوى محميًا بكلمة مرور ومشفرًا. وقد استخدمت في أنشطة غير مشروعة وعرقلت تحقيقات وكالات إنفاذ القانون بشأن الاتجار بالبشر من خلال زيادة صعوبة تحديد المُحققين لهوية المتاجرين. وإن استخدام التشفير في الأعمال المشروعة (مثل الخدمات القانونية أو السجلات الصحية) أمرًا محبذًا، وتسمح مختلف الولايات القضائية بمستويات مختلفة من الوصول والمراقبة من جانب الدولة. وانظر على سبيل المثال، عمليات التقصي الغامض التي قام بها اليوروبول على الإنترنت، اليوروبول، 2017.

ومع ذلك، يتم بيع البشر في المقام الأول على مواقع إلكترونية يسهل الوصول إليها لأن المتاجرين يريدون ضمان وصول أكبر عدد من العملاء إلى إعلاناتهم، وقد لا يكون الكثير منهم متقن للتكنولوجيا (ماراس 2018(. ففي الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال، استخدم المتاجرين مواقع مثلCraigslist، Reddit،adultsearch.com،meet4fun.com، backpage.com للإعلان عن الضحايا. وعلى هذه المواقع وغيرها من مواقع الإعلانات والمرافقة والمواعدة، يعلن المتاجرون عن خدمات ضحاياهم تحت ستار العمل المشروع (مثل خدمة التدليك) حتى لا يصبح من الممكن تمييزها عن الإعلانات المشروعة التي يظهرون بجانبها. وتعمل الإعلانات على هذه المواقع على إخفاء حقيقة أن البشر يتم بيعهم- ولكن بعض الكلمات الرمزية المستخدمة ("طازجة") أو أيقونات (مثل الكرز وزهرة الكرز لتحديد أن الضحية عذراء) وتشير عبارات أخرى ضمن أوصاف الإعلانات إلى أن الجنس للبيع، على سبيل المثال، ("تجربة الحبيبة") أو أن أحد القاصرين يجري الإعلان عنه (على سبيل المثال، "لدي صديق أصغر سنا") (ماراس 2018(.

كشف تحقيق أجراه مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة الأمريكية (2017) أن موقع باكبيج (Backpage)، وهو موقع إعلانات مبوبة على الإنترنت، يسهل عن علم الاتجار بالأشخاص من خلال تحرير إعلانات أعلنت صراحة عن بشر متاحين لأداء خدمات جنسية ونشرها على الإنترنت بدلاً من منعها من الوصول إلى المنصة. ومع ذلك، فشلت محاولات تحميل موقع باكبيج (Backpage) المسؤولية الجنائية في الولايات المتحدة الأمريكية عن هذه الإعلانات (ماراس 2017)، وقد أدى ذلك إلى إصدار قانون السماح للدول والضحايا بمكافحة الاتجار بالجنس على شبكة الإنترنت في عام 2018، الذي يحمل مقدمي المنصات المسؤولية عن محتوى الطرف الثالث المنشور، والذي ينتهك تشريعات الآداب العامة. وبعد إصدار القانون، تم إغلاق موقع Backpage.com وأبرم المدير التنفيذي والمتآمرون معه إقرارات بالذنب تتعلق بالاتجار بالبشر وغسل الأموال، ضمن اتهامات أخرى (جاكمان 2018).

ويمكن أن يحدث استغلال الأطفال أيضًا عن طريق استخدام البث المباشر للاعتداء الجنسي على الأطفال. وفي عام 2018، أجرت مؤسسة مراقبة الإنترنت في المملكة المتحدة دراسة دامت ثلاثة أشهر عن التوزيع القائم على البث المباشر، حيث تعقبت الصور عبر 78 نطاقًا مختلفًا، وشملت مواقع الشعارات والمدونات والمنتديات وشبكات التواصل الاجتماعي وخدمات استضافة البيانات. وكشفت الدراسة عن أن 73% من الصور التي ظهرت على 16 منتدى متخصص بغرض الإعلان عن تنزيلات مدفوعة الأجر لمقاطع فيديو خاصة بالاعتداء الجنسي على الأطفال ومصورة باستخدام كاميرا الويب. وفي بعض الحالات، كان الأطفال مجبورين على ممارسة أنشطة جنسية من أجل اكتساب "إعجابات" أو تعليقات من جانب المشاهدين. 

وكمحاضر، يمكنك تشجيع طلابك على التفكير فيما إذا كان تطوير تقنيات التحقيق الخوارزمية يمكن أن يساعد على إنفاذ القانون من دون الإضرار بالاستخدام المشروع للإنترنت وكيف يمكن ذلك.

 

الأرباح

إن العملات المشفرة (التي نوقشت في الجريمة الإلكترونية الوحدة التعليمية 13: الجريمة الإلكترونية المنظمة بالتفصيل) أكثر تقلبًا من العملات المادية، لأنها لا تخضع لتنظيم البنوك ولا لدعمهم. 

وإن العملات الرقمية أو "العملات المشفرة" مثل البيتكوين، عبارة عن عملات افتراضية أو إلكترونية يتم تداولها عبر الإنترنت. وقد خلقت هذه العملات وسيلة يمكن بموجبها للمجرمين تلقي المدفوعات وإخفاء أو نقل عائدات الجريمة. وتنص وكالة تطبيق القانون الأوروبية (اليوروبول) على أن العملات المشفرة هي الوسيلة الأساسية لدفع الخدمات الإجرامية (اليوروبول، 2018، الصفحة 58).

وهناك مزايا عديدة لاستخدام العملات الرقمية بدلاً من النقد، وهي تتجاوز الاتجار بالأشخاص إلى أنشطة إجرامية منظمة أخرى: 

  • تلغي العملات الرقمية الحاجة إلى غسل الأموال، والذي يكون أكثر صعوبة في معظم البلاد بسبب الإبلاغ الصارم على نحو متزايد عن النقد ولوائح الامتثال لمكافحة غسل الأموال. وتعمل كميات ضخمة من الأموال النقدية "كإشارة خطر"، وهو ما يلفت انتباه السلطات إلى المؤسسة. وتفرض معظم البلاد التي لديها تشريعات لمكافحة غسل الأموال التزامات التحقيق والإبلاغ عن المؤسسات المالية فيما يتعلق بالتحركات النقدية بحد يبلغ 10,000 دولار أمريكي أو ما يقرب منه. 
  • ومن الممكن نقل الأموال في هيئة رقمية عبر الحدود الدولية بسهولة، وبالتالي التحايل على القيود المفروضة على التحويلات النقدية عبر الولايات القضائية. 
  • إن استخدام العديد من "المحافظ" الرقمية (محفظة منفصلة لكل معاملة) يخلق تحديات إضافية للشرطة وسلطات مكافحة غسل الأموال في تتبع المعاملات ومراقبة الأنماط.
  • توفر العملات الرقمية إخفاء للهوية إلى حد ما. 
  • هناك خطر أقل في أن يتراجع الطرف الآخر عن تنفيذ أي معاملة بالنسبة إلى المعاملات المالية الأكثر شيوعًا. ويرجع ذلك إلى أن العديد من معاملات العملات الرقمية لا رجعة فيها ولا يمكن استردادها إلا من جانب الطرف المستلم (انظر بيتكوين: كل ما تحتاج إلى معرفته). 
  • وعلى نحو مماثل، تجعل المبالغ النقدية الطائلة المتاجرين أهدافًا محتملة لمجرمين آخرين. وهناك أمثلة على المجرمين الذين يسرقون مبالغ كبيرة من العملات الرقمية من البورصات: في يونيو 2018، أعلنت شركة بيتهمب (Bithumb) الكورية الجنوبية المتخصصة في تبادل العملات المشفرة أن المتسللين قد سرقوا 35 مليون دولار أمريكي (انظر تقرير سي إن إن هنا).

وفيما يتصل بالعملات المشفرة، من الجدير بالذكر أن استخدام العملة المشفرة سيتضمن لاعبين جدد على ساحة الاتجار مثل "متداولي العملات المشفرة"، "خلاطات العملات المشفرة"، "متبادلي العملات المشفرة"، "تبادل العملات المشفرة". وسوف يكون لزامًا على القائمين على إنفاذ القانون وصانعي السياسات على مستوى العالم أن يسعوا إلى التفكير في كيفية إضافة أصحاب المصلحة الجدد هؤلاء إلى التحقيقات.

 
 التالي: التكنولوجيا في تهريب المهاجرين
 العودة إلى الأعلى