هذه النميطة التعليمية هي مورد مرجعي للمحاضرين  

 

المسائل الرئيسية

 

غالبًا ما تتطلب المداخل الرئيسية من الطلبة التأمل في المسائل الاخلاقية على أمل أنهم بذلك سيتعلمون العيش على نحو أكثر أخلاقي. وتقدم هذه النميطة طريقة بديلة عن طريق التركيز على العلاقة الوثيقة بين العيش بطريقة أخلاقية والعيش بدون خداع الذات. وتُبنى طريقة هذه النميطة على ملاحظة أن مجرد الالتزام الفكري بان تكون أخلاقيًا لا يكون له تاثير ملموس على السلوك الأخلاقي، وهكذا، على سبيل المثال، أظهرت دراسة أجراها الفلاسفة جوشويا روست وأريك شفيتزغابل أن فلاسفة الاخلاق لم يكونوا أكثر أخلاقًا من أي شخص آخر (2013). ويشير ذلك إلى أنه يبدو أن هناك أشياء أخرى بخلاف الفهم الأخلاقي لازمة لترجمة هذا الالتزام الأخلاقي إلى أفعال. وفي ضوء ذلك نود إعادة النظر في الطريقة القياسية التي ندرس بها الأخلاق ونتخطى مناقشة الأخلاق كممارسة فكرية. وتهدف هذه النميطة إلى دحض فهم الطلبة لما يجب أن يبحثوا عنه عند السعي لتحسين أنفسهم من الناحية الأخلاقية.

كما يستلهم منهج هذه النميطة من مفكرين متنوعين حول العالم لا يتفقون بالضرورة مع أي من النظريات الأخلاقية القياسية التي تناولتها النميطة 1 بالمناقشة للنزاهة والأخلاق (المقدمة والإطار المفاهيمي)، فهي على وجه التحديد: النفعية أو علم الأخلاق أو أخلاق الفضيلة. ويعد ألبارت كاموس (1913-1960) أحد الفلاسفة الذين أثروا في نهج هذه النميطة. ومن وجة نظره، فإن الحياة الأخلاقية التي ترقى إلى مستوى المعيشة تكون بدون خداع الذات. واهتم كاوموس إلى حد كبير في إيجاد الأسس النظرية أو المبررات النهائية للأخلاق. وبدلًا من ذلك، تمثل هدفه في دعوتنا لكي نرى ونشعر كيف تشكل الأخلاق جزءًا من الظروف الإنسانية. وقد اشترك في هذا النهج مع العديد من الفلاسفة على غرار لودفيج فيتجنشتاين (1889-1951) وماري ميدجلي (1919-) وفيليب هالي (1922-1994).

وكان ستيف بيكو (1946-1977) وفرانز عمر فانون (1925-1961) لهما أيضًا تأثير هام نظرًا للدور المحوري الذي يعزونه إلى الحالة الاجتماعية في تشكيل العقل واهتمامهم ما يمكن وصفه بالتعصب للذات (عقدة الدونية، كما سموها). وتتعلق اهتمامات بيكو و فانون بعلم النفس الاجتماعي والاقتصاد السلوكي. ولعبت كل من تلك التخصصات التجريبية أدوارًا هامة في إلهام النهج الأخلاقي الذي يكون هذه النميطة. ويعد سبب إدراج هذان المفكران هنا دعوة المحاضرين للمشاركة معهم من أجل تعميق فهمهم للمواد التي تغطيها هذه النميطة. ومع ذلك، من الممكن أن يدرس أحدًا الدورة دون أن يضطر للمشاركة المباشرة مع عمل الفلاسفة وعلماء النفس أعلاه.

وتبحث هذه النميطة بعض القوى الداخلية والخارجية التي من الممكن أن تهدد استقلالنا كوسطاء وتضعف قدرتنا على إدارة شؤون حياتنا بطريقة أخلاقية. وتوضح أن تلك القوى، في حين أنها تلعب دورًا إيجابيًا للغاية في حياتنا، يمكن أن تقودنا إلى التصرف بنمط غير أخلاقي إذا لم نكن منتبهين وإذا لم نتمكن من مقاومة أن نصبح تابعين سلبيين لتقاليد عصرنا وأماكننا وميولنا الطبيعية. وتهدف هذه النميطة إلى إلهام الطلبة أن يصبحوا على دراية بهذه المخاطر وأن يلتزموا تجنبها والعيش بنمط أخلاقي كوسطاء مسؤولين. وسوف تجعل هذه النميطة الطلاب  يتذوقون طعم التعقيد الذي يتصف به العيش بنمط أخلاقي وتظهر لهم إلى أي مدى يعد تحمل مسؤولية حياتنا جانبًا أساسيًا ليس فقط في العيش أخلاقيا، ولكن أيضًا على نطاق أوسع، بأن نعيش الحياة التي نرى أنها جديرة بأن تُعاش.

 

تحدي نمط المعيشة الأخلاقي

نحن مخلوقات ذات أخلاق بطبيعتها، ونسترشد في الحياة بالاعتبارات القياسية. وكما هو موضح في هذا الفيديو، تقترح الأبحاث أنه حتى الرضع قبل مرحلة الكلام يظهرون علامات لامتلاك نماذج أخلاقية أولية والتي تصبح أخلاقية بمعناها الكامل بعد عملية طويلة من التنشئة الاجتماعية، أنظر أيضًا (بلوم، 2013). وهناك مثال آخر يشرح الادعاء بأننا على المستوى الأساسي نسعى جميعًا جاهدين لنكون على أخلاقيين، هو أن الناس تتفاعل بصورة منطقية دائماً اكي تكون بالصورة التي يتقبلها الناس (مثل استخدام الأسباب لخداع أنفسنا للاعتقاد بما هو ليس كذلك) من حيث جعل أنفسهم يبدون بشكل أفضل من الناحية الأخلاقية عما هم عليه بالفعل (أريالي، 2012، ترافيس وآرونسون، 2012). والسبب في ذلك ببساطة ليس لأننا نريد اعتراف الآخرين بنا، بل هو أيضًا مسألة تقدير الذات وتجنب الصراعات الداخلية المؤلمة.

وعلى سبيل المثال التالي: عندما يقوم بعض المحاسبين بتسوية الحسابات من أجل الخداع، نادرًا ما يفعلون ذلك – إذا حدث ذلك – بدافع الجهل، بمعنى عدم فهم أن هذا غير أخلاقي. ولا تُعد محاولة توعية هؤلاء المحاسبين بإبلاغهم أنهم ينتهكون القانون الأخلاقي استراتيجية فعالة لتعديل السلوك. وعند مستوى معين، يدركون أنهم يرتكبون خطأً، ولكنهم يقولون لأنفسهم قصص تقلل من التنافر، أو تفسيرات تجعل الأمر يبدو كما لو أن سلوكهم مقبولًا، بل وربما بطولي أيضًا.

ونحكي لأنفسنا هذه الأنواع من القصص في كل وقت. وعادة ما يصف مرتكبو الفظائع أنفسهم بأنهم مقاتلون من أجل الحرية أو أي شيء من هذا القبيل من وجهة نظرهم (ساراني، 1995). ويميل المجرمون في كل يوم إلى إيجاد ظروف مخففة، أعذار، لجرائمهم (بومايستر، 1999). وقد يقولون أشياء مثل: "لقد فعلت ذلك، ولكنه كان لأن سيطرتي ضئيلة أو معدومة، مثل التربية والصحبة السيئة، هي التي دفعتي إلى القيام بذلك." وهناك شيئ واحد مشترك بين المحاسبين الفاسدين ومرتكبي الفظائع الجماعية والمجرمين العاديين هو أنهم يبررون سلوكهم، كما يفعل الجميع.

كما تجدر الإشارة إلى أن التبرير الذي يحدث عادة من أجل الخلاص (أريالي، 2012 وترافيس وآرونسون، 2012). فنادرًا ما نواجه أفراد مثاليين معنويًا يحاولون إقناع أنفسهم بأنهم مفلسون أخلاقيًا. وهذا دليل إضافي على أننا نسعى جميعًا على المستوى الأساسي إلى أن نعيش بنمط أخلاقي. وفيما يتعلق بمفهوم الرشد فهو يُعد "عنصر المراوغة"، وهو مصطلح يشير إلى أي مدى يمكن للمرء أن يخدع نفسه ولا يزال يشعر بالرضا عن نفسه بسبب استقطاب الرغبات القوية (أريالي، 2012).

وإذا صح أننا ذوي أخلاق بطبيعتنا، فلماذا نعيش. ويمثل العيش بنمط أخلاقي مشكلة لنا جميعًا دون استثناء؟ فهي تمثل مشكلة لأننا، ومن بين أشياء أخرى، لسنا كائنات أخلاقية فحسب. بل نحن أشياء أخرى أيضًا. فنحن، على سبيل المثال، عقلانييون ونتجنب الألم ونبحث عن المتعة ورواية القصص الإبداعية والاجتماعية ونشعر بالقلق إزاء الوضع ونحب الذات وتقودنا رغبات قوية ونعيش أيضًا في سياقات مختلفة تؤثر على سلوكنا وقد تسبب انتهاكًا لقيمنا الداخلية بدافع الخوف. فالأخلاق موجودة إلى حد كبير لتنظيم دوافعنا وتصرفاتنا وسلوكنا. ويمكن القول بأن كل الأشياء تجتمع في نسيج متماسك يسمى الذات، وهو أمر يتطلب جهد مستمر متضافر (ميدجلي، 2001). ويمكن أن تسوء الأمور بسهولة، وجزء من المشكلة هو أن جوانب أنفسنا التي تصنف على أنها صالحة يمكن التحايل عليها بطرق قذرة.

فيما يلي بعض الأمثلة: عادة ما تكون العقلانية إيجابية، ولكن كما رأينا، إنها تتيح أيضًا إمكانية التبرير، أي السبب الذي يساعد في خداع النفس بهدف تجنب الألم، وخاصة الألم الناجم عن التضارب بين الرغبة في أن تكون صالحًا وحقيقة أننا قد ارتكبنا أو نريد أن نرتكب خطأ (أريالي، 2012). وعلى حد تعبير بنجامين فرانكلين|:

"الشيء المريح هو أن تكون مخلوقًا معقولًا، لأن المرء يمكنه العثور على سبب لكل ما ينوي القيام به" (1962, p. 43)

و يمكن لرواية القصص الإبداعية – وتعتبر أيضًا صفة إيجابية – أن تؤدي بنا إلى تكوين تصورات عن أنفسنا تؤدي إلى فعل غير أخلاقي. فنحن كائنات اجتماعية، وفي الحقيقة كائنات تتسم بالرعاية. ولكن يمكن أن تقودنا الجانب الاجتماعي الذي نملكه إلى الانضمام إلى الغوغاء دون تفكير. فنحن نهتم بالحالة. ويعد ذلك جزء من رعاية الذات والسعي لتحسين الذات. وترتبط أيضًا بطبيعتنا الاجتماعية. وجزء من كوننا اجتماعيين هو أننا بحاجة إلى تأييد من الآخرين. ولكن المخاوف المتعلقة بالحالة يمكن أن تؤدي إلى المادية الخارجة عن السيطرة وهوس مرضي بالسلطة. وكذلك، يعد الاهتمام بالذات شرطًا لراعية الذات، ولدينا الحافز لتلبية احتياجتنا الأساسية والتقدم كبشر، لكن قد يؤدي ذلك الإفراط في الاهتمام بالذات إلى جزء من النرجسية التي تجعلنا نسعى لفهم الأخرين كبشر حقيقيين. وبالطبع، يمكن أن تكون عواطفنا القوية مفيدة للغاية ومدمرة للغاية.

ويستكشف الجزء المتبقي من هذا القسم بعض الآليات التي تقلل من قدرتنا على إدارة شؤون حياتنا ككائنات أخلاقية. ومن المهم أن نعيد التأكيد على أن هذه الآليات أيضًأ تلعب أدوارًا إيجابية هامة في حياتنا. ويشير ذلك إلى أن تحمل مسؤولية حياتنا يتطلب يقظة مستمرة لوقف عمل الآليات التي تخدمنا عادة بشكل جيد مع تقليل قدرتنا على التصرف بنمط أخلاقي. وهناك العديد من الآليات الأخرى التي تؤثر على قدرتنا على التصرف بنمط أخلاقي والتي تخرج عن نطاق هذه النميطة، ولكن ستثير المناقشات اهتماما طويل الأجل باستكشاف هذه الآليات على نحو أكبر، ويمكن للمحاضرين تشجيع الطلبة على تحسين فهمهم من خلال المشاركة في القراءة ومشاهدة الأفلام الوثائقية والأفلام المرفقة بهذه النميطة.

 

التركيز الانتقائي والمسائل النفسية

عندما ننظر إلى مشهد معين، فإننا لا نفهم أبدًا كل ما هو موجود. وبدلًا من ذلك، نرى بعض الأشياء، وليس غيرها. وعادة ما نميل إلى معرفة ما الذي يلفت انتباهنا، ولكن ما يميزنا وما لا يميزنا يتعلق إلى حد كبير بتركيزنا. ويلعب التركيز الانتقائي دورًا إيجابيًا في حياتنا، حيث يتيح لنا التركيز على ما يهمنا. فإذا كان أحدٌ منشغلًا بالدارسة، فقد يمثل تحديد الانحرافات الأساسية استراتيجية تعلم ناجحة للغاية. ومع ذلك، فقد تعمينا هذه القدرة على تحديد الأشياء خارج المنطقة عن أشياء أخرى قد تتطلب تركيزنا الفوري (مثل وجود شخص بحاجة إلى مساعدة عاجلة). ويشكل التركيز الانتقائي تسلسل هرمي هام، بل إن له قيمة (الاعتقاد بأن هذا أكثر أهمية من ذلك)، الأمر الذي قد لا يتوافق مع ما نقدره حقًا. والأهم من ذلك، هو عدم وجود لدينا آلية للسيطرة الكاملة على التركيز الانتقائي. ويعمل إلى حد كبير في الخلفية ويؤدي لنا المهمة دون علمنا، ما لم نبذل جهدًا لمراقبة عمله.

وفي مقطع فيديو قصير يشرح دانيال سيمونس هذه الآلية من خلال تجربة تعطي تمثيلًا مرئيًا قويًا لتركيز انتقائي. ويؤكد سيمونس على الدور الإيجابي للتركيز الانتقائي. كما يقترح أيضًا أننا نميل إلى الاعتقاد بأننا نرى أكثر مما نراه فعليًا. ويلاحظ سيمونس أيضا أننا بحاجة إلى التركيز على اهتمامنا بشيء من أجل رؤيته. ويتيح تمرين 1 من هذه النميطة للطالب التعبير عن هذه النميطة بشكل مباشر.

وفي بعض الأحيان قد نرى شيئًا مثيرًا للمشاكل يتكشف أمامنا، ولكننا نكون غير قادرين على إدراك أهميته تمامًا وبالتالي لا نستجيب أو نتفاعل بشكل صحيح. وهذه الميزة الأساسية لحياتنا، القدرة على التركيز على بعض الأشياء دون غيرها، قد لا تبدو للوهلة الأولى غير ملائمة بشكل كبير لفهم أنفسنا ككائنات أخلاقية. ومع ذلك تُظهر تجربة السامري الصالح الشهيرة أننا قد نفتقد الكثير من الأشياء البارزة من الناحية الأخلاقية التي تقدم نفسها لنا لأننا في عجلة من أمرنا (على سبيل المثال، حضور اجتماع) لفهم أهميتها بشكل كامل.

وفي التجربة التي هي محور التمرين 2 من النميطة، ترى مجموعة من طلبة علم اللاهوت شخصًا يتظاهر بأنه شخص يحتاج إلى مساعدة عاجلة، ولكن الكثير منهم لا يقدم له المساعدة. فقد تكون هذه إحدى حالات التركيز الانتقائي، بالمعنى الحرفي للكلمة، ليس بالمعنى الإدراكي على الأقل (يرى جميع الطلبة الشخص الذي يتظاهر بأنه في حاجة إلى مساعدة عاجلة)، ولكن هذه حالة عدم تمكن من التركيز بشكل صحيح لما هو أمامنا بشكل كامل. ويمكن القول بأن الطلبة الذين لم يساعدوا الشخص المحتاج لم يفهموا الشيء البارز. فعدم المساعدة هنا ليس عدم التزام أو تفاهم ولكنه تقاعس ناشئ عن الظروف، وعلى وجه التحديد الوقوع في عجلة من الأمر.

وقد نفقد العديد من الأشياء البارزة أخلاقيًا التي كانت تقدم نفسها لنا لأن تركيزنا منجذب بعيدًا عن محيطنا المباشر، مما يضعف قدرتتنا على فهم ما نريد أن نفهمه بالكامل إذا لم نكن في عجلة من أمرنا. فماذا يعني ذلك، على سبيل المثال، فيما يتعلق بالمتخصصين المحبين للعمل وأولئك الذين يعملون تحت ضغط شديد للوقت؟ فكما في حالة التركيز الانتقائي، فإن القدرة على التركيز في المهمة قيد التنفيذ تعد مهارة مفيدة للغاية، ومن المهم أن يحدث ما يحدث في معظم الحالات أو ما يخرج عن مجالات تركيزنا بشكل تلقائي، وراء ظهورنا، إذا جاز التعبير. فلو لم يكن الأمر كذلك، فإن عملنا في الحياة اليومية سيكون أمرًا بالغ الصعوبة ويستغرق وقتًا طويلًا. ففي الحقيقة، بدون التركيز الانتقائي، ربما لن نتمكن من المضي قدمًا في العمل الفعلي الذي نعيش فيه. لذلك، فالطرق المختصرة مطلوبة، وتعرف هذه الطرق المختصرة في الأدبيات باسم الاستدلال – قواعد الإبهام التي تقود حياتنا. وعادة ما تساعدنا بشكل جيد، ولكن في بعض الأحيان قد تمثل عقبات كبيرة. فالقاعدة في هذه الحالة تسير على هذا النحو: التركيز على المهمة قيد التنفيذ وإعطاء أهمية أقل للأشياء التي لا تسهم بشكل مباشر في تحقيق الأهداف.

وبناء على ذلك، يمكننا أيضًا أن نفقد أهمية شيء ما بسبب ظاهرة تعرف باسم المسافة النفسية، وهي أحد الأسباب التي تجعل الحرب الحديثة – على سبيل المثال حرب الطائرات بدون طيار – ضارة جدًا. فالمسافة المادية للأطراف المهاجمة أيضًا هي مسافات تقوي العاطفة الناتجة عن الحدث، وتقوم بتعميمها حتى بلوغ أقصى درجة من الاهتمام بتصرفاتهم. كما يمكن أن تؤدي المسافة النفسية أيضًا إلى اللامبالاة الأخلاقية، دون أن نعرف حتى أن هذه الآلية هي المسؤولة إلى حد كبير عن اللامبالاة. ويمكن للطلبة الذين يرغبون في استكشاف هذه المسائل أن يشاهدوا فيلم Eye in the Sky الذي صدر سنة 2015 والذي يوضح بعض التحديات الأخلاقية لحرب الطائرات المسيرة بما في ذلك المسائل المتعلقة بالخصوصية والمراقبة وحقوق الإنسان.

 

الامتثال والطاعة وتأثير المشاهد

تُظهر تجربة "سولومون آش" (Solomon Asch) المؤثرة بشكل واضح بوضوح مدى ميلنا إلى صياغة أحكامنا بناء على أحكام الآخرين. ويتمثل أحد أسباب قوة هذه التجربة في بساطتها. ويطلب آش مقارنة الموضوعات التجريبية والامتثال للخطوط ذات الطول المتساوي مع بعضها البعض. وفي كل جزء من التجربة، يكون جميع من يجيبون على الأسئلة باستناء واحد من المتواطئون في التجربة (أي الممثلون الذين تلقوا تعليمات بإعطاء إجابات خاطئة عن عمد). ويخضع للتجربة شخص واحد فقط، هو ذلك الشخص الذي يتم قياس ردود أفعاله. فلا يعلم الشخص الذي يخضع للتجربة أن جميع المشاركين الآخرين الذين طُلب منهم تقديم إجابات هم متواطئون في التجربة. وفي معظم الحالات يكرر الأشخاص الخاضعون للتجربة الردود على الممثلين، مما يظهر إلى أي مدى يمكن أن يؤثر ضغط النظراء على قدرتنا على رؤية ما هو صحيح أمامنا. حتى في الحالات الأساسية ذات المهام المنخفضة، مثل تلك التي أنشئت في تجربة آش، نلاحظ أن الناس يميلون إلى اتباع قائد المجموعة. كما تظهر تجربة آش أيضاً أننا نميل إلى الاتفاق لأننا لا نريد خلق تعارض عن طريق عدم الاتفاق مع الآخرين (الامتثال القياسي) أو بسبب أننا أصبحنا نرى الأشياء بصورة خاطئة بسبب ضغط المجموعة (الامتثال المعلوماتي). وإن الدوافع وراء الامتثال القياسي هو المعيار المعتمد على الصراحة والذي يقضي بعدم مخالفة امتثال المجموعة. بينما سمي الامتثال المعلوماتي بهذا الاسم بسبب الفشل الذي يحدث على مستوى الإدراك. فالمعلومات التي تقدمها لنا الحواس مشوهة. وتوضح تجربة آش أيضًا كيف يمكن إضعاف جاذبية الامتثال من خلال وجود شريك (ممثل) يطلب منه المجرب إعطاء الإجابات الصحيحة على الأسئلة المتعلقة بأطول الخطوط. ويظهر نوع آخر للتجربة أن مطالبة الأشخاص بإعطاء إجاباتهم كتابيًا بدلاً من الإجابات الشفاهية يغير من نتائج التجربة. وتُعد هذه التجربة محور التمرين 3 من النميطة. ولمزيد من المعلومات حول التجربة راجع "Opinions and Social Pressure".

وننتقل الآن من الامتثال إلى طاعة السلطة. ففي تجربة الطاعة المثيرة للجدل التي أجراها ستانلي ميلجرام، طُلب "ممثل السلطة" من "المعلمين" معاقبة "الطلبة" بالضغط على مفتاح اعتقدوا أنه ينتج عنه صدمات كهربائية متصاعدة. وتظهر هذه التجربة، التي تُعد محور التمرين 4 من النميطة، أن هناك ميلًا قويًا بين البشر لاتباع تعليمات من يمثل السلطة، بما في ذلك عندما يؤدي اتباع تعليمات من يمثل السلطة إلى ضرر بالغ، بل ومميتًا للآخرين. ولا يمكن تفسير استنتاج ميلجرام بأن الناس يميلون إلى أن يكونوا محرومين أخلاقيًا. ولكن، يفسر استنتاجه بأن الطاعة يمكن أن تؤدي بالناس الأسوياء إلى فعل أشياء سيئة. وتلعب الطاعة، على غرار الامتثال، دورًا إيجابيًا مهمًا في المجتمع، ولكن قد ينتهي بنا الآمر إلى القيام بأشياء فظيعة إذا ما استسلمنا بشكل أعمى للطاعة. ويكون ذلك له تأُثير خطير على القيادة والتسلسل الهرمي في المنظمات (ميلجرام، 1973).

كما تجدر الإشارة إلى أن أقلية فقط من الخاضعين للتجربة ضغطوا بدون مناقشة على المفاتيح. فعادة يحاول الخاضعون للتجربة مخالفة من يمثل السلطة. ومع ذلك، فإن ما يزيد عن 50% من الخاضعين للتجربة والمعلمون كما يطلق عليهم في التجربة، انتهى بهم الأمر بمعاقبة الطالب باستعمال ما يعتقد أنها صدمات تؤدي إلى الوفاة (يميل معظم الخاضعون للتجربة إلى مواصلة معاقبة الطالب بالصدمات الكهربائية بشكل متزايد، حتى بعد أن ظنوا أن الطالب قد فقد الوعي، وقاوموا تمامًا الهدف الذي قيل لهم عن التجربة). ويتفوق تأثير ممثل السلطة على القوى التعويضية بداخلنا، ويرى المرء ذلك بوضوح عند ملاحظة الكم الهائل من التنافر الذي عادة ما يواجهه المشاركون.

ويتمثل أحد العوامل الرئيسية التي تلعب دورًا في سلوك المشارك في الآلية النفسية المشتركة التي يمكن وصفها بأنها "تمرير المسؤولية"، أو تأجيل المسؤولية نحو الآخرين. ومن الممكن أن يريحنا الشعور بأن المسؤولية تقع بالكامل على عاتق ممثل السلطة من بواعث الذنب، مما يسهل علينا التصرف بطرق نأسف لها إذا أتيحت لنا الفرصة للجلوس والتفكير في تصرفاتنا (للطلاع على مناقشة ثرية ومؤثرة في هذا الموضوع، وراجع آريندت (2006) وخاصة عندما يتناول المؤلف عجز أدولف آيشمان عن تحمل مسؤولية أفعاله). وبنفس الطريقة، نحن ننقل المسؤولية في كثير من الأحيان إلى المجموعات، ونشعر بأنه "إذا كان أي شخص أخر يفعل ذلك، فلماذا لا يمكنني القيام بذلك؟". وينبغي التأكيد أيضًا على أن هذه الآليات النفسية تنشأ في ظروف محددة. وفي حالة تجربة ميلجرام، تعرض المشاركون لضغط كبير من جانب من يمثل السلطة. ومع ذلك، لا يمكن وضعنا تحت ضغط إلا لمجرد أننا ولدنا لكي نتبع إملاءات أولئك الذين نعتبرهم ممثل للسلطة. وتعمل العوامل النفسية والبيئية معًا لإنتاج تلك الأنواع من النتائج.

وإذا ما كنا نفكر في تجنب المواقف، مثل تلك الموجودة في تجربة ميلجرام، فنحن بحاجة إلى التفكير في تدريب أنفسنا على التعرف على متى وأين لا نستسلم لضغط من يمثل السلطة وأيضًا في تغيير الظروف البيئية، على سبيل المثال، مراعاة أساليب القيادة التي تُعد أقل تشجيعًا على الطاعة التي تتخطى الحدود المقبولة.

ومن الظواهر ذات الصلة الجديرة بالنقاش هي ظاهرة توزيع المسؤولية، فعلى سبيل المثال عندما يميل الخاضعون للتجربة إلى الشعور بمسؤولية أقل عن مساعدة شخص محتاج في حالة وجود أشخاص آخرون. فقد يكون تحمل المسؤولية أمرًا صعبًا وخطيرًا في بعض الأحيان، لذلك نفضل غالبًا نقل المسؤولية إلى الآخرين. ومع ذلك، هذا هو الحال أيضًا، وما يتناول مسألة الامتثال هو عندما يكون هناك آخرون نميل إلى أن يمتثل سلوكنا لسلوك الآخرين، وهذا أمر لا يحدث بسهولة عندما يكون هناك شخص واحد محتمل أن يقدم المساعدة. وقد ثبت أيضًا أن ظاهرة توزيع المسؤولية تنهك عندما يتولى شخص المبادرة ويقوم بالمساعدة. وتعد ظاهرة توزيع المسؤولية أحدى الآليات الرئيسية التي تفسر تأثير بيستاندر (Bystander) (غارسيا، 2002). القضية المثيرة للتفكير التي أثارت الجمهور هي قضية مقتل كيتي جانوفاز

 

نظرية الموقف

هناك خاصية أخرى قد يكون لها تأثير عميق على الكيفية التي نتصرف بها، وتقود في الغالب السلوك الغير أخلاقي، وتتمثل في الأدوار التي نقوم بها في بيئات معينة. وُضح ذلك في تجربة سجن ستانفورد. ففي هذه التجربة من عام 1971، والتي تًعد محور التمرين 5 من هذه النميطة، أجري التحقيق في الآثار النفسية للقوة المتصورة والعوامل البيئية أو الظرفية ذات الصلة. وشارك في التجربة الطلبة المتطوعون الذين أدوا أدوار الحراس والسجناء. فعلى الرغم من أن أنها كانت أكثر التجارب النفسية المثيرة للجدل التي أجريت على الإطلاق، غير أنه كان هناك العديد من الأفكار المثيرة للاهتمام التي يمكن الاستفادة منها. ويكشف ذلك مدى تأثير العوامل الظرفية على السلوك، بما في ذلك إلى أي مدى تؤثر الأدوار التي نقوم بها بعمق على سلوكنا، وهذا ما يعرف بالمشكلة الموقفية.

على الرغم من أن التجربة قد خضعت مؤخرًا للتدقيق في وسائل الإعلام، إلا أن نتائجها تتفق مع العديد من التجارب الأخرى التي قبل المجتمع العلمي نتائجها على نطاق واسع، والتي تتضمن هذه النميطة بعضها (التركيز الانتقائي والتوافق وتجربة "سولومون آش" للطاعة وتأثير "بيستاندر"). وانقر هنا للحصول على مقال صحفي ينتقد التجربة وانقر هنا للحصول على رد "زيمباردو". فقد يكون من المفيد مناقشة هذا الجدل مع الطلبة، حتى أن "زيمباردو" يتفق على أنها تجربة غير اخلاقية، ومن الواضح أن التجربة، بعبارة أكثر لطفًا، تعد عدم انتظام من الناحية العلمية، ولكنها استحوذت على مخيلة الإجبار، لأنه يمكن تسليط الضوء على أن مدى سيطرة الاستحواذ على حياتنا يعد دائمًا أداء غير سوي ويؤدي إلى نتائج فقدان السيطرة على حياتنا يمكن أن تكون عالية للغاية. ويشير العمل المتطور في علم النفس والتخصصات المشابهة في هذا الاتجاه إلى ذلك، وعلى الرغم من أن تجربة "زيمباردو" محل نقاش من وجهة النظر الأخلاقية والعلمية، غير أنها مع ذلك تجسد بشكل رائع ملامح حياتنا التي يصعب قبولها، ولكن يجب علينا أن نقبلها إذا كنا ملتزمون حقًا بالقيام بالعمل الشاق المتمثل في تحسين أنفسنا من الناحية الأخلاقية.

وإن الالتفات إلى التوافق والإذعان إلى السلطة وتمرير الخطأ والتركيز أكثر من اللازم على المهمة الماثلة أمامنا وفقدان أنفسنا في أدوارنا قد أضعف قدرة المشاركين في التجربة على إبعاد أنفسهم عن القوى التي تدفعهم إلى التصرف الذي قاموا به وجعلهم حراسًا لا يرحمون أو سجناء مهانين ومنكسرين عاطفيًا. وقد ساعد الزي الرسمي والنظارات الشمسية العاكسة والهراوات والسلاسل وملابس السجناء – استبدال الأسماء بالأرقام والأسماء الحقيقية بالأسماء المستعارة مثل "جون واين" المشاركين على نسيان أنهم في حالة سجن وهمية. ويدافع بعض العلماء، ومن أبرزهم جون م. دوريس (2002) عن وجهة نظر مفادها أن تجارب مثل هذه التجاربة تظهر أن الناس ليس لديهم شخصيات بالفعل. فكما يناقش دوريس أنه إذا لعبت الظروف دورًا حاسماً في التأثير على الطرق التي نتصرف بها، فليست الشخصية هي التي تحفز الناس على التصرف، ولكنها الظروف، وفي الحقيقة، يمكن أن يكون موضوع تساؤل. وبعد كل ذلك، لم يتصرف كل الحراس بنفس الطريقة ويمكن قول الشيء نفسه عن السجناء. ففي الواقع اختلفت أنماط السلوك اختلافًا كبيرًا بين المشاركين، على الرغم من أنهم كانوا جميعًا متأثرين بطريقة أو بأخرى بعمق بوضعهم الخاص.

يجب التأكيد على أن التوافق يلعب دورًا اجتماعيًا إيجابيًا في غاية الأهمية. كما تعد قوة الموقف أيضاً مهمة بصورة إيجابية. فهي تتيح لنا التكيف بسرعة مع المواقف، على سبيل المثال. ومع ذلك، أبرزت تجربة سجن ستنافورد التساهل الذي نتعامل به عيوبنا. وتجدر الإشارة إلى أن هذا النقاش مرتبط بالمنقاشات حول تأثير البيئة وتصميم مؤسسة معينة على السلوك الأخلاقي، والذي سيتم استكشافه في التكامل والأخلاق، نميطة 8 (الأخلاقيات السلوكية).

 

خيانة الأمانة

يمكن أن يؤدي الميل الذي نوقش في وقت سابق لنقل المسؤولية إلى مجموعات إلى سلوك غير أمين. ومن السهل سرقة القليل إذا كان الجميع يفعل ذلك، والنتائج العكسية للسرقة ضئيلة للغاية، والأهم من ذلك، هو أننا إذا استطعنا أن نقص على أنفسنا قصصًا تجعلنا نبدو وكأننا أشخاص صادقين صالحين مع السرقة في نفس الوقت. ومع ذلك كما يخبرنا عامل الغش إن تكلفة سرقة القليل مع اعتقاد أننا أشخاص صادقين يؤدي في نهاية المطاف إلى تشويه العدسات التي نرى بها العالم من حولنا، وربما الأهم من ذلك، أنفسنا.

وفي كتاب The (Honest) Truth About Dishonesty يبين دان أريالي ( (2012تناقضًا بين الرغبة في أن تكون صالحًا والرغبة في امتلاك الأشياء التي تريدها. وفسر هذا التنافر حقيقة أن قلة قليلة من الناس سيصبحون محتالين. كما أنه يفسر حقيقة أن الكثير منا محتالون صغيرون، لأن هذا التنافر يقودنا إلى رؤية العالم وأنفسنا من خلال عدسات مشوهة نعيش كالمحتالين الصغار. وبعبارة أخرى، خيانة الأمانة موجودة في كل مكان، ولكن يُحتفظ بها دائمًا داخل حدود معينة. كما يوضح أيضًا أن المحتالين الصغار في بعض الحالات يصبحون محتالين كبار، ولماذا تحفز سلسلة من الإغراءات الصغيرة البعض على التحول إلى محتالين كبار، بسبب الاستسلام للإغراء. ففي الظروف المثالية، لا يتم التغلب على التراجع عن النظرة الصالحة من وجهة نظرنا باستخدام ميولنا المنطقية، ولكن في بعض الحالات يمكن أن يحدث ذلك.

وفي مثل هذه الحالات، يوجد "حل" للتنافر الذي يؤدي إلى منافسة بين الرغبة في النظر إلى الأخلاق من وجهة نظرنا والحصول على ما نريده في التبرير الذي يوفق بين الصلاح من وجهة النظر الأخلاقية وحاجتنا إلى تلبية رغباتنا بالوسائل الغير المشروعة. وتسمى الآلية المعنية "تاثير ما هذا بحق الجحيم". وانقر هنا للحصول على توضيح ممتع للتأثير الذي لدينا. وفي الرسم التوضيحي المقدم، تكون المنافسة بين المشاركين بدلًا من "الواجب" الأخلاقي (تجنب تناول الكعك إما لأنه ليس لك أو لأنه ليس في صالحك أو لسبب آخر) والرغبة القوية في تناول الكثير من الكعك.

كما يقترح أريالي أنه لتقليل الجريمة، يجب تغيير هياكل الحوافز، لتهيئة الظروف الاجتماعية حيث يقلل تضارب المصالح الناجم عن التنافر، مما يساعد على حيادية تأثير ميولنا المنطقية، ويعد كتاب أريالي والمسائل المذكورة أعلاه محور تمارين ما قبل الحصة للنميطة.

كما أن حقيقة أن نبدو طيبين في أعيننا شيئًا إيجابيًا. فهي تبرز مدى أهمية الأخلاق بالنسبة لنا وتميل إلى تقليل السلوك السيء إلى حد ما. ومع ذلك، يمكن أيضًا أن تتلوث بحاجتنا إلى الترشيد، الذي يحمينا من القلق النفسي. ومن الجيد عمومًا أن تكون لدينا رغبات نعتقد أنها ستجلب لنا منافع. وعلى ذلك، يمكن للأفكار والرغبات الأخلاقية، إلى جانب العمل الوقائي للعقلانية، أن تلعب دورًا مشوهًا في حياتنا، كما هو وارد في دراسة أريالي من بين أمور أخرى.

 

ملاحظات ختامية

تسلط النميطة الضوء على مدى أهمية تحمل المسؤولية عن حياتنا بحيث تكون أخلاقية. وأن عدم تحمل المسؤولية يعني السماح للآليات الداخلية والخارجية بقيادة حياتنا بدرجة غير مقبولة، كما هو الحال عندما يقاد المرء عن طريق مجموعة يقودها شخص لارتكاب أعمال لا توصف، وربما لا تكتشف خيانة الفرد لقيمه الأكثر عمقًا إلا في وقت متأخر عن طريق ترك حكم الميل الطبيعي لكي يثبت القواعد العليا.

وإن أحد الأشياء التي يجب التأكيد عليها هو مدى الاخفاقات الأخلاقية الشائعة ومدى تناقض قدرتنا على تحمل مسؤولية حياتنا بسبب هذه الاخفاقات الأخلاقية من النوع الذي ناقشته هذه النميطة. ويمكن استخدام هذه النميطة كمنطق لعملية تحسين أخلاقي. وهي عملية تتطلب من الطلبة الالتزام بالعمل ضد الاتجاهات الفاسدة للعديد من الآليات التي تخدمنا بشكل جيد.

 

المراجع

  • Arendt, Hannah (2006). Eichmann in Jerusalem: A Report on the Banality of Evil. London: Penguin. (Originally published in 1963)
  • Ariely, Dan (2012). The (Honest) Truth About Dishonesty: How We Lie to Everyone-Especially Ourselves. London: HarperCollins Publishers
  • Baumeister, Roy R. (1999). Evil: Inside Human Violence and Cruelty. New York: Henry Holt and Company
  • Bloom, Paul (2013). The Origins of Good and Evil. London: Random House
  • Biko, Steve (1987). I Write What I Like. Oxford: Heinemann
  • Camus, Albert (2013). The Rebel. London: Penguin. (Originally published in 1951)
  • Doris, John M. (2002). Lack of Character: Personality and Moral Behavior. Cambridge: Cambridge University Press
  • Fanon, Frantz (2008). Black Skin, White Masks.London: Pluto. (Originally published in 1952)
  • Franklin, Benjamin (1962). Autobiography of Benjamin Franklin. New York: MacMillan. (Originally published in 1791)
  • Garcia, Stephen M. and others (2002). Crowded minds: the implicit bystander effect. Journal of Personality and Social Psychology, vol. 83, No. 4
  • Hallie, Philip (1998). Tales of Good and Evil, Help and Harm. New York: Harper Perennial
  • Midgley, Mary (2001). Wickedness: A Philosophical Essay. London: Routledge
  • Milgram, Stanley (1973). The perils of obedience. Harper's, vol. 247, No. 1483
  • Schwitzgebel, Eric and Joshua Rust (2013). The moral behavior of ethics professors: relationships among self-reported behavior, expressed normative attitude, and directly observed behavior. Philosophical Psychology, vol. 27, No. 3
  • Sereny, Gitta (1974). Into That Darkness: From Mercy Killings to Mass Murder. London: Pimlico
  • Tavris, Caroll and Elliot Aronson (2015). Mistakes Were Made (But Not by Me): Why We Justify Foolish Beliefs, Bad Decisions, and Hurtful Acts. New York: Houghton Mifflin Harcourt
  • Wittgenstein, Ludwig (2014). Lectures on Ethics. Hoboken, NJ: John Wiley & Sons. (The lectures were originally delivered in 1929)
 
 التالي
 العودة إلى الأعلى