هذه الوحدة التعليمية هي مورد مرجعي للمحاضرين

 

التمارين

 

يحتوي هذا القسم على مواد يُقصد منها مساندة المُحَاضِرين وتقديم أفكار من أجل المناقشات التفاعلية والتحليل القائم على القضايا للموضوع قيد النظر.

 

التمرين 1: تمرين تمهيدي

استهل هذه الوحدة التعليمية بمناقشة مفتوحة حول دور منظمات المجتمع المدني في مكافحة الاتجار بناءً على الأسئلة التالية وأضف عليها أسئلة أخرى حسب ما يراه المُحَاضِر مناسباً.

أسئلة مقترحة للمناقشة:

  • هل مشاركة منظمات المجتمع المدني في مكافحة الاتجار هامة؟ ولماذا؟
  • ما أفضل الأدوار التي يمكن أن تؤديها منظمات المجتمع المدني مقارنةً بالدولة؟
  • ما أمثلة منظمات المجتمع المدني التي تعمل على مكافحة الاتجار في بلدكم؟ وما مدى فعاليتها حسب ما تعرفونه عن أنشطتها؟
  • كيف يتم تمويل منظمات المجتمع المدني؟ وهل ترون أن آليات التمويل من العوامل التي تؤخذ بعين الاعتبار عند تقييم أدوارها ومساهماتها ولماذا؟
  • هل يعتبر أفراد الجمهور من المجتمع المدني؟ وكيف يمكننا أن نساهم بشكل فردي في مكافحة الاتجار؟ وهل مساهماتنا الفردية تؤخذ بعين الاعتبار؟

يجب على المُحَاضِر أن يشير في المناقشة إلى أن منظمات المجتمع المدني قد يكون لها أجندتها الخاصة، و/أو ديناميكيات قوى، و/أو تحيز سياسي.

 

التمرين 2: التعاون بين الحكومة والمنظمات غير الحكومية

 

نشاط مقترح:

تقيم الطلبة شراكة افتراضية بين الحكومة والمنظمات غير الحكومية لتوفير مأوى لمجموعات كبيرة من ضحايا الاتجار. وسيسعى هذا الحل إلى معالجة الحالات التي تنفذ فيها سلطات إنفاذ القانون غارات على مواقع يوجد فيها العديد من الأشخاص المتجر بهم. ويُطلب من الطلبة إعداد قائمة بالموضوعات والأسئلة التي يجب معالجتها عند التفاوض على اتفاقيات الشراكة بين المنظمات الحكومية والمنظمات غير الحكومية. وينبغي بعد ذلك مقارنة نتائج التمرين مع الإطار 2.

 

التمرين 3: مدونة قواعد سلوك للمنظمات غير الحكومية العاملة في مجال الاتجار بالأشخاص

ينص القانون العربي النموذجي بشأن إنشاء المنظمات غير الحكومية وتشغيلها، والذي نشره مشروع الحماية في أيار/مايو 2014، على أن تقوم المنظمات غير الحكومية بما يلي:

  • "السعي إلى تحقيق أغراضها الخاصة بالوسائل السلمية والديمقراطية داخل حدود هذا القانون؛
  • ضمان استخدام مواردها استخداماً فعالاً للأغراض المقصودة؛
  • الالتزام بالشفافية والمساءلة والانفتاح في جميع عملياتها وأنشطتها؛
  • مراعاة حقوق الإنسان الأساسية لجميع أعضائها وكذلك أفراد المجتمع؛
  • تطبيق مبدأ عدم التمييز، أي المساواة في المعاملة بغض النظر عن العرق، أو اللون، أو الجنس، أو اللغة، أو الدين، أو الرأي السياسي أو غيره من الآراء، أو الأصل القومي أو الاجتماعي، أو الملكية، أو حالة الولادة أو أي حالة أخرى، ولا سيما عدم التمييز ضد الشعوب الأصلية والاشخاص ذوى الإعاقة والأشخاص الذين ينتمون إلى الأقليات أو الفئات الأخرى المعرضة للخطر وغير المواطنين (بمن فيهم عديمو الجنسية واللاجئون والمهاجرون)؛
  • التمتع بالاستقلالية القانونية والإدارية والمالية والتحرر من تدخل الحكومة غير المبرر في عملياتها وأنشطتها."
 

نشاط مقترح:

بناءً على المبادئ المذكورة أعلاه، صمّم مدونة قواعد سلوك للمنظمات غير الحكومية العاملة في قطاع واحد (المنع أو الحماية أو الملاحقة القضائية) من قطاعات مكافحة الاتجار بالأشخاص.

 

التمرين 4: وسائط الإعلام والاتجار بالأشخاص

 

نشاط مقترح:

تبحث الطلبة في الحملات الإعلامية التي تهدف إلى مكافحة الاتجار. ويجب أن يقدموا في الحصة الدراسية الحملات التي اعتبروها أكثر لفتاً للانتباه وتلك التي اعتبروها أقل فعالية، مع شرح أسبابهم. ولمعرفة المزيد عن الحملات الإعلامية، انظر الوحدة التعليمية 7 عن منع الاتجار بالأشخاص.

 

التمرين 5: شركات الخطوط الجوية المنخرطة في مكافحة الاتجار بالأشخاص

حث شركات الخطوط الجوية على تكثيف مكافحة الاتجار بالبشر

"كانكون (المكسيك) (رويترز) – يتم حث شركات الخطوط الجوية على تدريب المزيد من المضيفات للمساعدة على منع الاتجار بالبشر، وذلك من أجل وضع طاقم الطائرة في الخطوط الأمامية في مواجهة الاستغلال الجنسي والرق. وستطلع وكالة الأمم المتحدة المسؤولة عن التصدي للجريمة الخفية إلى حدٍ كبيرٍ، والتي تقول الأمم المتحدة إنها تُربح المهربين ربحاً سنوياً مقداره 150 مليار دولار أمريكي، اجتماع قادة شركات الخطوط الجوية في المكسيك على المستجدات. وقال فيليب دي لا توري من مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لرويترز قبيل اجتماع اتحاد النقل الجوي الدولي (IATA) بتاريخ 4-6 حزيران/يونيو: "نريد... أن تنضم شركات الخطوط الجوية إلى حملاتنا ومبادراتنا من أجل إظهار الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين."

وقد أشارت منظمة العمل الدولية إلى أن حوالي 21 مليون شخص يعملون بالسخرة، مما يعني أن ثلاثة من كل 1.000 شخص على هذا الكوكب مستعبدين في أي وقت من الأوقات. وفي حالة لفتت أنظار الجماهير في شباط/فبراير، ساعدت مضيفة تعمل في خطوط ألاسكا الجوية على إنقاذ مراهقة من تهريب مزعوم على متن رحلة محلية أمريكية في عام 2011 من خلال ترك ملحوظة لها في المرحاض. وقالت شيليا فريدريك لشبكة إن بي سي التلفزيونية إن شكوكها قد أُثيرت بسبب مظهر الفتاة الأشعث مقارنةً بالملابس الذكية والسلوك المتزن لرفيقها الأكبر منها سناً. وأبلغ الطيار الشرطة التي اعتقلت الرجل لدى وصوله.

كما تم تدريب أكثر من 70.000 من موظفي شركات الخطوط الجوية الأمريكية على التعرف على هوية المهربين وضحاياهم بهذه الطريقة في إطار مبادرة Blue Lightning التي تم إطلاقها في عام 2013 بدعم من خطوط جيت بلو الجوية وخطوط دلتا الجوية وغيرها. وقد أصبح هذا التدريب إلزامياً منذ ذلك الحين. ولكن قالت مضيفة سابقة تمت الإشادة بها باعتبارها من رواد هذا التدريب تُدعى نانسي ريفارد إن البرنامج الاتحادي الأمريكي ضعيف التمويل وأن غالبية شركات الخطوط الجوية الأجنبية بالكاد بدأت تركز على المشكلة. وقالت ريفارد، مؤسسة شركة Airline Ambassadors International، "يوجد ذلك في كل بلد في العالم. وهناك مجال للتحسين ولكن على الأقل بدأنا في إجراء تغييرات." وأضافت: "التدريب الحالي عبر الإنترنت لا يؤتي الثمار المطلوبة."

Reuters, Airlines urged to step up fight against human trafficking (5 June 2017)
 

شركات الخطوط الجوية تطلق مبادرة لوقف تجارة قيمتها 32 مليار دولار أمريكي للاتجار بالبشر

"وسط عمليات العبودية الحديثة التي تجري في ليبيا وغيرها من الأماكن التي يوجد فيها أكثر من 20 ألف نيجيري محاصرين حالياً، قال اتحاد النقل الجوي الدولي (IATA) إنه حصل على موافقة أعضاء شركات الخطوط الجوية على إطلاق مبادرة ستُمَكِّن صناعة الطيران من دعم المبادرات الحكومية للتصدي للمشكلة.

ووصفت المجموعة ذلك بأنه مشروع عابر للحدود الوطنية تبلغ قيمته 32 مليار دولار أمريكي في السنة، وأشارت وزارة الخارجية الأمريكية إلى أنه يُعد أسرع الجرائم نمواً.

ولذا ستطلق الجمعية ومجلس المطارات الدولي وسائر شركاء صناعة الطيران حملة توعية بالاتجار بالبشر خلال الربع الأول من العام المقبل، وذلك حسب ما قاله مؤخراً مساعد مدير الشؤون الخارجية في اتحاد النقل الجوي الدولي تيم كولهان لنيو تلغراف في يوم وسائط الإعلام السنوي للجمعية. وتشمل المؤشرات الرئيسية للاتجار بالبشر الركاب الذين لا يتحكمون في وثائق سفرهم، أو يتصرفون بخوف أو بتوتر، أو يروون قصصاً تم تدريبهم عليها أو غير متسقة، أو لديهم ريبة بشأن وجهاتهم.

وفي الاجتماع العام السنوي لاتحاد النقل الجوي الدولي المنعقد في حزيران/يونيو ومؤتمر القمة العالمي للنقل الجوي المنعقد في سيدني بأستراليا، التزمت الجمعية باقتراح قرار بأن تلتزم شركات الخطوط الجوية الأعضاء "بشجب هذه الجريمة البشعة، والقيام بما يمكننا القيام به للمساعدة في القتال." وكثير من المسافرين لا يعرفون أن الطائرات التي هم على متنها يمكن أن تكون مركبات للاتجار بالبشر. يمكن للمتجرين الاختباء في مرمى البصر، طالما أن الناس لا يعرفون كيفية العثور عليهم.

كما كان الاتجار بالبشر يشكل تهديداً في نيجيريا. كان هذا التهديد هو التحدي الذي تواجهه العديد من الأُسر والبلدان على مر السنين حيث يقع آلاف الرجال والنساء والأطفال فريسة للمتجرين الذين يعدون المتجر بهم بحياة أفضل في مكان بعيد عن أوطانهم. تتعرض النساء والأطفال النيجيريون للدعارة القسرية في جميع أنحاء أوروبا. ويُوصف البلد بأنه نقطة عبور لأطفال غرب إفريقيا الذين تعرضوا للسخرة في مناجم الجرانيت في البلاد والأطفال والنساء الذين تعرضوا للاتجار الجنسي.

وقد أفاد أحد التقارير أن النساء والفتيات النيجيريات تعرضن للدعارة القسرية في جميع أنحاء أوروبا. كما يتم تجنيد النساء والأطفال النيجيريين ونقلهم إلى وجهات في شمال إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى حيث يتم احتجازهم لغرض تجارة الجنس أو السخرة. وتُخضع العصابات النيجيرية أعداداً كبيرةً من النساء النيجيريات للبغاء القسري في جمهورية التشيك وإيطاليا.

وأعرب كولهان عن أسفه لكون حجم الجريمة مروعاً حقاً، مضيفاً أن التقديرات الأخيرة من منظمة العمل الدولية تشير إلى أن 25 مليون شخصاً يتم الاتجار بهم سنوياً، وقال إن "هذا أكثر من عدد سكان أستراليا." وأشار أيضاً إلى أنه "مشروع عابر للحدود الوطنية تبلغ قيمته 32 مليار دولار أمريكي في السنة، وأشارت وزارة الخارجية الأمريكية إلى أنه يُعد أسرع الجرائم نمواً." وذكر أن الحكومات وأجهزة إنفاذ القانون مسؤولة عن التعرف على هوية المتورطين في الاتجار واعتقالهم وملاحقتهم قضائياً.

وانتقد شركات الخطوط الجوية قائلاً إن الخدمات الجوية التي تقدم الكثير من الفوائد الاجتماعية والاقتصادية يمكن أن يستغلها المتجرون كوسيلة لنقل الضحايا. "ويمكن أن يحدث الاتجار بالبشر على مرأى من الجميع. لقد سافر الكثير منكم إلى جنيف لحضور هذا الاجتماع. هل من الممكن أن يكون أحد الجالسين بجانبك أو خلفك بعدد قليل من الصفوف ضحية الاتجار بالبشر؟ كيف يمكنك معرفة ذلك؟ ولن يكتشف علامات حالات الاتجار المحتملة إلا الأشخاص المدربون على فتح عيونهم لرؤيتها." وكشف كولهان أن هناك وعياً متزايداً بأن الموظفين الذين يتعاملون مع العملاء في شركات الخطوط الجوية والمطارات يمكن أن يكون لهم دور في دعم إنفاذ القانون من خلال التدريب على تحديد علامات الاتجار المحتمل والإبلاغ عن شكوكهم. وشدد كوليهان على أن "الحكومات وأجهزة إنفاذ القانون تتحمل مسؤولية التعرف على هوية الضالعين في الاتجار بالأشخاص والقبض عليهم وملاحقتهم قضائياً." وأضاف "لكنها مشكلة لشركات الخطوط الجوية لأن الخدمات الجوية يمكن استغلالها كوسيلة لنقل الضحايا. ويمكن أن يحدث الاتجار بالبشر على مرأى من الجميع." وتم تدريب أكثر من 70.000 من موظفي شركات الخطوط الجوية الأمريكية على التعرف على هوية المهربين وضحاياهم بهذه الطريقة في إطار مبادرة Blue Lightning التي تم إطلاقها في عام 2013 بدعم من خطوط جيت بلو الجوية وخطوط دلتا الجوية وغيرها.

New Telegraph, Airlines launch initiative to stem $32bn human trafficking trade (12 December 2017)
 

سؤال مقترح للمناقشة:

لقد تم اختيارك لتكون مستشار لصناعة الخطوط الجوية بشأن طرق ووسائل إشراك شركات الخطوط الجوية في مكافحة الاتجار بالبشر. ما التوصيات التي يمكنك تقديمها لإشراك صناعة الخطوط الجوية في مكافحة الاتجار بالبشر؟ وما التدابير التي تعتبرها مهمة في تدريب موظفي شركات الخطوط الجوية على التصدي للاتجار بالأشخاص؟

 

التمرين 6: دور الشركات في مكافحة الاستغلال الجنسي للأطفال في السفر والسياحة

السياحة الجنسية والاستغلال الجنسي للأطفال في ازدياد. يمكن للشركات المساعدة في محاربته

مع حلول الليل في كارتاخينا دي إندياس في كولومبيا، تتحول البيئة الملونة للمدينة إلى ملعب بعد حلول الظلام. وبين المشاهد الحيوية للمطاعم والحانات وحلبات الرقص والموسيقى وجميع الحفلات الليلية، تختفي أحد أكثر أسرار المدينة ظلمةً: وهو انتشار صناعة السياحة الجنسية فيها.

وعلى طول السور التاريخي للمدينة، تنتظر البغايا بصبر في مواقعهن المعتادة ويعقد المتجرون صفقات في الأزقة الليلية، ويقول السكان المحليون إنه بإمكانك شراء أي شيء أو أي شخص إذا كان بإمكانك دفع ثمنه. وغالباً ما تنطوي هذه المعاملات على ممارسة الجنس مع القاصرين.

وتتزايد السياحة الجنسية في جميع أنحاء العالم، ولكن تزداد بصفة خاصة في بلدان أمريكا اللاتينية. وغالباً ما تكون الوجهات السياحية مثل ريو في البرازيل، وكانكون في المكسيك، والشواطئ في جمهورية الدومينيكان وكوستاريكا وغواتيمالا وهندوراس جذابةً للسياح ليس لمناخها وطبيعتها وثقافتها فحسب، ولكن أيضاً لرخص وسهولة الوصول إلى ممارسة الجنس. وإن الأحداث الرياضية الكبرى، وحفلات البكالوريوس، والمؤتمرات التجارية، والمنتديات، وسائر الأحداث التي تنطوي على الرجال في المقام الأول ترتبط بصفة منتظمة بالطلب على الخدمات الجنسية.

وفي حين أن التشريع المتعلق بالدعارة يختلف من بلد إلى آخر، إلا أن تزايد الطلب على الخدمات الجنسية دفع صناعة الجنس التي تعمل إلى حدٍ كبيرٍ في الظل وتستخدم أساليب قسرية لإجبار الناس على ممارسة الدعارة. ومعظم الضحايا يكونون من النساء والأطفال، في حين يكون السكان الأصليون والمهاجرون والأفراد الذين ينتمون لمجتمع الميم معرضين للاتجار بصفة خاصة. تسمح ظروف الفقر، والتمييز، والعنف، وتدني مستويات التعليم، والهجرة غير الشرعية، وانعدام إنفاذ القانون في هذه البلدان للمتجرين بالعمل وتوسيع أعمالهم التجارية.

وعلى الرغم من أن بلدان أمريكا اللاتينية بذلت في السنوات الأخيرة جهوداً كبيرةً لمكافحة الاستغلال الجنسي، ومنها سن قوانين لمكافحة الاستعباد ومنح موارد لبرامج خاصة وخلق شراكات مع المنظمات غير الحكومية، إلا أن المشكلة لا تزال موجودة وتعرض آلاف الأرواح للخطر. وبحسب تقرير وزارة الخارجية الأمريكية بشأن الاتجار بالبشر لعام 2017، فإن غالبية دول أمريكا اللاتينية لا تستوفي تماماً معايير مكافحة هذه الجريمة.

كما يُعد انتشار الاتجار الجنسي والسياحة الجنسية للأطفال في أمريكا اللاتينية أمراً ضاراً وخطيراً ليس على ضحاياها فحسب، ولكن على المنطقة بأسرها حيث إنه يضعف دولة القانون، ويعرض حياة مواطنيها للخطر، ويهدد سلامة الأعمال التجارية، ويضر التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلدان. ولذلك، فمن الضروري أن تتخذ جميع قطاعات المجتمع تدابير فورية للقضاء عليه. تشكل الحكومات الوطنية والمحلية أساس هذه الجهود، إلا أن للقطاع الخاص دور هام في مكافحة الجريمة.

وتم توجيه معظم الإجراءات التي تتخذها الشركات لمكافحة الاتجار بالبشر نحو التبرعات الخيرية أو في تدريب موظفيها على التعرف على هوية الضحايا وشجب الجريمة والتعاون مع السلطات.

وفي حين أن هذه التطورات هامة في هذا الصدد، إلا أنه لا يزال هناك الكثير الذي يجب القيام به فيما يتعلق بالاعتراف بموظفي الشركات والمديرين وأصحاب المصلحة كمستهلكين للخدمات الجنسية التي تكون في بعض الحالات غير مشروعة. وألقت الحركات الأخيرة ضد التحرش الجنسي والاعتداء الجنسي الضوء على نظام يسمح بإساءة استخدام السلطة في الإفلات من العقاب لحماية المصالح الخاصة. ويزداد الأمر سوءاً عندما يعيش الضحية في وضعية استغلال أو عندما يكون طفلاً أو لا يستطيع الوصول إلى العدالة.

ويجب تغيير ثقافة الشركات التي سمحت بالنظر إلى بعض البشر كأشياء جنسية أو سلع قابلة للتداول أو التي شجعت ذلك في بعض الحالات. وسيفيد ذلك صورة الشركة وعلاقاتها الداخلية وعملياتها وسيجلب المزيد من الخير لجميع المجتمع. وفيما يلي ستة إجراءات يمكن أن تتخذها الشركات داخلياً لمكافحة السياحة الجنسية والاستغلال الجنسي للأطفال:

  • المعلومات. التوعية ووضع برامج تدريبية محددة حول مخاطر الاتجار الجنسي وممارسة الجنس مع القاصرين، وإطلاع الموظفين على تشريعات الدعارة في بلدان مختلفة عندما يقومون برحلات عمل في الخارج.
  • المساءلة. في السياحة الجنسية، غالباً ما يكون الجاني أجنبياً يغادر البلاد بعد ارتكاب الجريمة. وهذا يمثل صعوبة كبيرة للتحقيق والملاحقة القضائية. وفي حين أن تشريعات البلدان مقيدة بحدودها الوطنية، يمكن للشركات أن تتعاون مع التحقيق وتتبادل المعلومات الأساسية وتجعل الموظفين مسؤولين داخلياً عن سوء السلوك الجنسي، حتى لو لم تُرتكب الجريمة في بلد منشأ الموظف.
  • سياسات الشركة. اشتراط قيام الموظفين بتقديم بيانات موقعة يذكر فيها الموظفون أنهم لم يشاركوا عمداً في الاستغلال الجنسي للأطفال.
  • تعقب المعاملات. في حين أن ذلك غالباً ما يتم من خلال الشركات في القطاع المالي، يمكن لأي شركة توفر لموظفيها حسابات مصرفية خاصة بالشركة أن تتعقب الأنماط الشاذة للمعاملات التي تتم في ساعات معينة من الليل أو بمبالغ مالية كبيرة. الشراكات. التعاون مع السلطات والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات والأفراد الذين يعملون في مكافحة الاتجار بالجنس. وخلق مساحات للحوار لتبادل استراتيجيات وممارسات مكافحة الاتجار
  • الشراكات. التعاون مع السلطات والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات والأفراد الذين يعملون في مكافحة الاتجار بالجنس. وخلق مساحات للحوار لتبادل استراتيجيات وممارسات مكافحة الاتجار.
  • دعم الناجين. يميل ضحايا الاتجار الذين تم إنقاذهم إلى العودة إلى البغاء والأنشطة غير المشروعة الأخرى لأنهم يعانون من التمييز ولأنهم مستبعدون من المجتمع. ويمكن للشركات إنشاء برامج خاصة لدعم ضحايا الاتجار ومنحهم التدريب والوظائف ومساعدتهم على إعادة الدمج في المجتمع.

يُعتقد بصفة عامة أن الشركة لا تعالج سوء السلوك الجنسي لموظفيها أو مديريها أو أصحاب المصلحة إلا عندما يتسبب في فضيحة تهدد سمعة الشركة. ولكن مع تزايد الطلب على السياحة الجنسية ونمو نسبة كبيرة من الأطفال في الفقر والعنف حيث يكونون فريسة سهلة للمتجرين، تُعرِّض أمريكا اللاتينية مستقبلها للخطر. ولذلك يجب على الشركات التي لديها أعمال تجارية في المنطقة أن تتخذ إجراءات فورية في هذا الصدد. ويجب أن تتغير ثقافة الشركات قبل الفضيحة الجنسية التالية وليس بعدها.

World Economic Forum, Child sex tourism and exploitation are on the rise. Companies can help fight it (9 March 2018)
 

نشاط مقترح:

اقرأ المقال الإخباري أعلاه وحدد الشركات في بلدك المنخرطة في مكافحة الاتجار الجنسي بالأطفال والسياحة الجنسية. وناقش أي ممارسات جيدة قد تشاركها مع زملائك الطلبة.

 

التمرين 7: صناعة الفنادق

الفنادق من العناصر الرئيسية في الكفاح من أجل إنهاء الاتجار بالبشر

"مع دخول موسم التزلج في بيفر كريك في كولورادو، تجمع حوالي 120 موظفاً موسمياً في فندق ريتز كارلتون باتشيلور غولش داخل سلسلة غرف اجتماعات راقية للحصول على دورة تدريبية تأهيلية. وتضمنت أجندة الدورة قواعد الفندق وتوقعاته، وجولات في المبنى، وخدمة العملاء الجيدة، وكذلك كيفية اكتشاف العبد. وقالت ويندي هانتر مدربة فريق ريتز كارلتون بينما كانت تسير أمام مجموعة صغيرة من الموظفين: "إذا دفع النزيل نقداً أو طلب غرفة يمكن الوصول منها إلى أحد المخارج، فهذا يُعد تحذيراً." وكانت خلفها شاشة كبيرة تعرض صورة لفتاة صغيرة وقائمة بعلامات الاتجار بالبشر التي اخترتها. وقالت هانتر هل تحدث أحد النزلاء عن شخص آخر في حفلتهم؟ أو بدا شديد القلق منهم؟ ربما بقي خارج غرفهم لفترات طويلة؟ إذن حان الوقت للتحدث. ففندق ريتز كارلتون الواقع في منطقة بيفر كريك الفاخرة حيث تتراوح أسعار الغرف من 480 إلى 700 دولار أمريكي في الليلة ليس بالضرورة أول مكان تعتقد أن يتسكع فيه المتجرين بالبشر. ولكن تُعد الفنادق والموتيلات مواقع رئيسية للاتجار بالأشخاص، وريتز كارلتون ليست محصنة. ويقول المحامي تشارلز سبيتز من فيلادلفيا، والذي يتابع المسألة بصفته قائد ممارسة الضيافة في Post & Schell PC، "المشكلة ليست في انخفاض تكلفة الفنادق – إنها مشكلة مزمنة." 

كما تنتشر العبودية الحديثة أكثر بكثير مما تتخيل. وتشير بعض التقديرات التي وضعتها منظمة العمل الدولية إلى أن 24.9 مليون من سكان العالم هم ضحايا للاتجار لغرض العمل والجنس. روت هانتر قصة عائلة استأجرت شقة واكتشف موظفو المنتجع أنهم استعبدوا زوجين أجنبيين للقيام بأعمال التنظيف والأعمال المنزلية الأخرى. "وكانا يرتديان نفس الملابس في يوم الدخول والخروج وبديا أنهما يعانيان من سوء التغذية."

وفنادق مثل ماريوت الدولية، التي تملك علامة ريتز كارلتون التجارية، لديها أسباب وجيهة لمعالجة المشكلة. ويُعد الاتجار بالبشر قضية ساخنة يمكن أن تكلف المال وتدمر سمعة الشركات. يقول سبيتز: "في هذا الجو من الاعتداء الجنسي ومع ظهور حركة #MeToo، يدور هذا الأمر في أذهان كل من أتحدث إليه في صناعة الضيافة، لأنه لا أحد يريد الكشف عن هويته في الفندق الذي يحدث فيه الاتجار." ورفعت ضحية اتجار بالبشر تبلغ من العمر 14 عاماً دعوى في وقت سابق من هذا العام ضد فندق روزفلت إن في فيلادلفيا بزعم أنه كان يغض الطرف أثناء الاتجار الجنسي بها. وأدى ذلك إلى سلسلة من الدعاوى القضائية الأخرى: في هيوستن هذا الربيع، رفعت أم دعوى ضد بلينفيلد إن بدعوى أن الموتيل كان يعلم أن ابنتها البالغة من العمر 21 عاماً تم الاتجار بها هناك لمدة عامين قبل ظهورها ميتة على بُعد أقل من 10 أميال منه. وهناك أربع دعاوى قضائية أخرى مرفوعة من ضحايا يتهمون بست فاليو إن في ساليسبري بولاية ماريلاند بدعوى أنها كانت تعرف أنهم كانوا محتجزين هناك رغماً عنهم وأُجبروا على القيام بأعمال جنسية مع رجال – حتى المُقيِّمون على مواقع السفر الشبكية اشتكوا من البغاء هناك. كما أن شركات الخطوط الجوية مسؤولة عن التنبه لهذه المسألة: نشرت شركة خطوط دلتا الجوية قصة في مجلتها التي تُوزع في الطائرة أثناء الرحلات، للترويج لدواراتها التدريبية التي تقدمها لعدد 54.000 موظفاً ولتشجيع الأشخاص كثيري السفر على التبرع بأميال للضحايا الذين يحتاجون إلى العودة إلى الوطن أو الوصول إلى الإجراءات القانونية.

كما تظهر اللوحات الإعلانية الخاصة بمكافحة الاتجار بالبشر في المطارات ومحطات الشاحنات، ويتلقى مكتب التحقيقات الفيدرالي تدريباً على تقنيات المقابلات الخاصة بقضايا الاتجار، وينتبه المشرعون أيضاً لهذه المسألة. وينص قانون بنسلفانيا الآن على المسؤولية المدنية للفنادق، وقد أصدرت عشرات الولايات بالفعل قوانين لمكافحة الاتجار بالبشر. وأصدرت ولاية كونيتيكت قانوناً يطالب الفنادق والموتيلات بتدريب الموظفين على تحديد حالات الاتجار المحتملة. ويقول سبيتز إنه يمكن أن تحمي برامج التدريب أيضاً أحد الفنادق إذا تمت مقاضاة المسؤولين فيه، لأنه من الممكن أن يذهبوا إلى هيئة محلفين تدعي أن لديها خطة واتخذت خطوات لمنع الاتجار. وفي العام الماضي، عيَّنت ماريوت أول مدير لها لحقوق الإنسان، وهو تو رينشي الذي أنشأ تدريباً إلزامياً للتوعية بالاتجار بالبشر لجميع الأشخاص الذين يرتدون شارة ماريوت البالغ عددهم 678.000، ليشمل موكسي، وريتز كارلتون، وسانت ريجيز، وكورتيارد. وفي الأشهر الستة الأولى، دربت الشركة أكثر من 100.000 شخصاً.

ولن تذكر ماريوت الدولية كم تنفق على هذا الجهد، لكنها عرضت منحة غير معلنة على ECPAT-USA (وهي منظمة غير ربحية تسعى لإنهاء الاستغلال الجنسي للأطفال) تتضمن تخصيص أشخاص داخل مكاتب ماريوت الدولية للتعاون في برنامج التدريب. قدمت ماريوت منذ ذلك الحين تدريبها مجاناً لولاية كونيتيكت وللرابطة الأمريكية للفنادق والإقامة. وقام مشروع بولاريس غير الربحي في واشنطن، والذي يدير خطاً ساخناً لحالات الاتجار المشتبه بها، بتوثيق 1.434 حالة داخل الفنادق والموتيلات بين عامي 2007 و2015 والتعرف على هوية 1.867 ضحية. ولم تتجاوز نسبة المكالمات المتعلقة بالحالات في الفنادق والموتيلات التي أجراها الضحايا 22%. كما يقول جون ريتشموند المدير المؤسس لمعهد الاتجار بالبشر الذي يحارب العبودية الحديثة ويدرب عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي على أسئلة المقابلات لمثل هذه الحالات: "نحن بحاجة إلى النظر إلى ما وراء مكالمات التعدي والتسكع والانتهاك المنزلي لرؤية الأشخاص المختبئين في مرأى من الجميع، والشركات لها دور هام في هذا الصدد."

فهل تدريب منظفي الغرف، وموظفي مكتب الاستقبال، والخادمات من الأمور التي قد تساعد في هذا الصدد؟ بصفة عامة، نعم، كما يقول براد مايلز رئيس مشروع بولاريس. وتثق الفنادق كثيراً في إدارة موظفيها للأنشطة المشكوك فيها في السلسلة الغذائية. ويقول: "إن هذا جزء من عملية جعل الفندق عيناً مفتوحةً لما يمكن أن يحدث، ولكنه ليس أمراً مضموناً." كما يقول مايلز إنه كلما تمكنت الأعمال التجارية الشرعية، مثل البنوك والفنادق وحتى مضيفي إير بي إن بي، من منع المتجرين من تصفح أصولهم، أصبح المتجرون أكثر عرضةً للخطر. ودخلت إير بي إن بي في شراكة مع بولاريس لتثقيف مضيفيها حول الاتجار أيضاً. ومع ذلك تحذر كيمبرلي ميلمان أوروزكو، وهي خبيرة في مكافحة الاتجار ومؤلفة كتاب "Hidden in Plain Sight: America's Slaves of the New Millennium"، من أن تكون معظم الجهود الجارية لا تزال غير كافية للقضاء على المشكلة. ولا تتم ملاحقة سوى قلة قليلة من الجناة. والأسوأ من ذلك أن الضحايا يتم تجريمهم بتهم مثل الدعارة. وحتى إذا تم إنقاذ شخصٍ ما، فليس هناك ما يكفي من الخدمات لتلبية احتياجاته من النصح لمواجهة آثار الصدمة، أو السكن، أو العمل. وتقول ميلمان أوروزكو إنه في حين أن تدريب الموظفين من الأمور الجيدة، يجب إجراء بحث تجريبي لتحليل النتائج ومحتويات برامج التدريب. ولا يوجد في الوقت الحالي أي دليل لمعرفة أي التدريبات، إن وجدت، تؤدي إلى زيادة كبيرة في تحديد حوادث الاتجار بالبشر. وتقول أيضاً: "الأسوأ من ذلك بكثير أننا لا نعرف نتائج الحالات المشتبه بها."

كما تقول ريشي من ماريوت الدولية أنه في الأشهر الثلاثة الأولى من بدء التدريب، تم لفت انتباه إدارة الفندق إلى حالتي اتجار بالبشر تم الإبلاغ بهما وأدى ذلك مباشرةً إلى إنقاذ الضحايا. وتقول: "لقد كان ذلك مؤثراً للغاية." انهمك الموظفون الجدد في فندق ريتز كارلتون في هذا الموضوع خلال جلسة التأهيل الأخيرة. وسألوا هانتر عن مجموعة من المواضيع. ماذا لو لم يتوفر أحد المديرين؟ هل نجري مقابلة معهم إذا كنا مرتابين؟ هل نلتقط صوراً إذا كنا مرتابين؟ وقالت هانتر رداً على الصور: "لا على الإطلاق." وأكدت على سلامة النزلاء والموظفين حتى تتمكن الشرطة من إجراء تحقيق. وكانت نصيحتها أساسية: ثق في حدسك، أو أخبر أحد المديرين، أو لا تثير الشك، أو حاول التعامل مع الموقف بنفسك. "والأمر متروك لك لقول شيء للمدير – حتى لو كنت غير متيقن."

وسيخضع العديد من موظفي فندق ريتز كارلتون لدورة تدريبية ثانية أكثر عمقاً حسب القسم الذي يعملون فيه خلال الشهر الأول من العمل. على سبيل المثال، قد يشمل التدريب المحدد للخادمة علامات التحذير مثل أن يطلب النزيل تغيير الملاءات عدة مرات في اليوم، وإذا كان هناك العديد من الواقيات الذكرية في سلة المهملات. ويجب على شركات الفنادق مثل ماريوت الدولية أن تحقق التوازن من خلال احترام خصوصية النزيل والعمل بجدية. وقالت هانتر للموظفين الجدد: "إذا أقاموا لمدة ثلاثة أيام، فعلينا ملاحظتهم." وقالت رينشي، التي عملت مباشرةً مع عبيد سابقين في فيلق السلام في موريتانيا منذ حوالي 15 عاماً، إن هذا النوع من الوعي أمر حاسم لمكافحة الاتجار. وتقول: "يتم استغلال أعمالنا التجارية، وهناك دور إيجابي يمكننا القيام به في هذه المسألة القبيحة."

Fast Company, Hotels Are Key In The Fight To End Human Trafficking (21 December 2017)
 

نشاط مقترح:

تصميم خطة عمل لصناعة الفنادق توضح بالتفصيل التدابير التي يمكن أن تتخذها لمكافحة الاتجار بالبشر.

 

التمرين 8: قصة إحدى الناجيات

يتناول التمرين التالي قصة إحدى الناجيات من الاتجار بالبشر تُدعى نادية مراد، والتي فازت بجائزة نوبل للسلام في عام 2018. الإطار أدناه مقتبس من مقال نُشر في صحيفة الغارديان بقلم السيدة مراد.

كنت أسيرة استعباد جنسي لدى داعش. أروي قصتي لأنها أفضل سلاح لدي

فُتح سوق النخاسة في الليل. واستطعنا سماع الضجة في الطابق السفلي، حيث كان المتشددون يسجلون وينظمون، وعندما دخل أول رجل الغرفة، شرعت كل الفتيات في الصراخ. وكان المشهد مثل موقع انفجار. وانتحبنا كما لو أننا جريحات ونحن نتلوى ونتقيأ على الأرض، لكن أياً من هذا لم يوقف المتشددين. وساروا في أرجاء الغرفة وهم يحدقون فينا، بينما نصرخ ونتوسل. وانجذبوا نحو أجمل الفتيات أولا، وهم يسألون: "كم عمرك؟" ويتفحصون شعرهن وأفواههن. “إنهن عذارى. أليس كذلك؟" سألوا حارسا، والذي هز رأسه موافقا وقال: “طبعاً!" تماماً مثل صاحب محل يتفاخر بمنتجه. والآن، لمسَنا المتشددون في أي مكان يشاؤون، ومرروا أيديهم على صدورنا وسيقاننا، كما لو أننا حيوانات.

وكانت هناك فوضى بينما كان المسلحون يسيرون في الغرفة ويفحصون الفتيات ويطرحون أسئلة بالعربية أو التركمانية.

“اهدأن!”، واصل المتشددون الصراخ بنا. “اصمتن!” لكن أوامرهم جعلتنا نصرخ أعلى فحسب. وإذا كان من المحتَّم أن يأخذني متشدد، فإنني لن أجعل ذلك سهلاً عليه. ولذلك عويتُ وصرخت، وحاولت أن أدفع عني الأيدي التي امتدت لتلمسني. وكانت الفتيات الأخريات يفعلن الشيء نفسه، ويكورن أجسادهن في كرات على الأرض أو يلقين بأنفسهن على أخواتهن وصديقاتهن في محاولة لحمايتهن.

وبينما كنتُ أرقد هناك، وقف متشدد آخر أمامنا. وكان متشدداً رفيع الدرجة يدعى سلوان، والذي جاء بفتاة أخرى، يزيدية شابة أخرى من حردان، وخطط لإيداعها في المنزل بينما يتسوَّق أخرى بديلة. "قفي"، قال. وعندما لم أفعل، ركلني. "أنتِ! البنت صاحبة السترة الزهرية! قلتُ قفي!"

وكانت عيناه غائصتين عميقاً في لحم وجهه العريض، الذي بدا مغطى كله تقريباً بالشعر. ولم يكن يبدو مثل رجل – بدا مثل وحش.

ولم تكن مهاجمة سنجار (في شمال العراق) وأخذ الفتيات لاستخدامهن كعبدات جنس قراراً تلقائياً اتخذه في ميدان المعركة جندي جشِع. ولقد خطط داعش للأمر كله: كيف سيأتون ويدخلون بيوتنا، وما الذي يجعل فتاة أكثر أو أقل قيمة، وأي متشددين هم الذين يستحقون أن يحصلوا على "سبية" كحافز وأيهم يجب أن يدفع. بل إنهم ناقشوا قضية السبايا في مجلتهم الدعائية اللامعة، دابق، في محاولة لاجتذاب مجندين جدد. ولكن داعش ليس أصيلا في ذلك بالقدر الذي يظنه أعضاؤه. وكان الاغتصاب يُستخدم عبر التاريخ كله كسلاح من أسلحة الحرب. ولم أكن لأفكر أبداً بأنه سيكون لدي شيء مشترك مع النساء في رواندا – قبل كل هذا، لم أكن أعرف حتى أن بلداً يدعى رواندا يوجد في هذا العالم – والآن أصبحت مرتبطة بهن بأسوأ طريقة ممكنة، كضحية لجريمة حرب يصعب التحديث عنها ولم تتم محاكمة أي شخص على ارتكابها حتى 16 عاماً فقط قبل وصول داعش إلى سنجار.

وفي الطابق السفلي، كان أحد المتشددين يسجل المعاملات والقيود في دفتر، يكتب أسماءنا وأسماء المتشددين الذين أخذونا. وفكرت في احتمال أن يأخذني سلوان؛ بكم بدا قويا وبكم من السهولة يمكن أن يسحقني بيديه العاريتين. وبغض النظر عما يفعل، ومهما قاومت، فإنني لن أتمكن أبداً من إبعاده. وكانت تفوح منه رائحة البيض المتعفن والكولونيا.

وكنتُ أنظر إلى الأرض، إلى أقدام وكواحل المتشددين والفتيات الذين يمرون بي. وفي الحشد، رأيت صندلاً رجالياً وكاحلين بديا نحيلين، نسائيين تقريباً، وقبل أن أتمكن من التفكر بما أفعل، ألقيت بنفسي على هذه الأقدام. وشرعت في التوسُّل. وقلت: "أرجوك، خذني معك، افعل ما تريد، أنا لا أستطيع أن أذهب مع ذلك العملاق." ولا أعرف لماذا وافق الرجل النحيل، لكنه بعد أن ألقى نظرة واحدة علي، استدار إلى سلوان وقال: "إنها لي." ولم يجادل سلوان. وكان الرجل النحيل قاضياً في الموصل، ولم يكن أحد يعصي له أمراً. وتبعتُ الرجل النحيل إلى المكتب. سألني: "ما اسمك؟" تحدث بصوت ناعم، وإنما غير لطيف. وقلت: "نادية"، استدار إلى الكاتب. وبدا أن الرجل تعرف إلى المتشدد على الفور وشرع في تدوين معلوماتنا، وقال أسماءنا بينما يدونها في السجل: "نادية، الحجي سلمان" – وعندما نطق باسم آسري، اعتقدت أنني سمعت صوته يرتجف قليلاً، كما لو أن الاسم كان مقدساً، وتساءلت عما إذا كنتُ قد ارتكبتُ خطأ فادحاً.

وفي نهاية المطاف، هربت نادية مراد من آسريها في داعش. وتم تهريبها إلى خارج العراق في أوائل عام 2015 وذهبت كلاجئة إلى ألمانيا. وفي وقت لاحق من ذلك العام، بدأت حملة للتوعية بالاتجار بالبشر.

Nadia Murad. The Guardian (2018)
 

نشاط مقترح:

التفكير في قصة نادية مراد ووصف كيف يمكن للناجين من الاتجار، باعتبارهم أعضاء في المجتمع المدني، المساهمة في جهود مكافحة الاتجار. 

 
التالي: الهيكل المحتمل للحصة الدراسية
العودة إلى الأعلى