هـذه الوحـدة التـعـليـميـة هـي مصـدر للمحـاضـريـن  

 

القضايا الرئـيسـيـة

 

المصطلحات الأساسية

نظراً للتنوع الكبير في أنواع برامج العدالة التصالحية في جميع أنحاء العالم، فإن المبادئ الأساسية لا تُعرِّف "العدالة التصالحية"، بل تقدِّم تعريفات عملية لبرامج العدالة التصالحية وعملياتها ونتائجها. ويُقصد بتعبير "برنامج العدالة التصالحية" أيُّ برنامج يستخدم عمليات تصالحية ويسعى إلى تحقيق نتائج تصالحية.

ويعني تعبير "العملية التصالحية" أيَّ عملية يشارك فيها الضحية والجاني، وعند الاقتضاء أيٌّ من الأفراد أو أعضاء المجتمع المحلي الآخرين المتضررين من الجريمة، مشاركةً نشطة في تسوية المسائل الناشئة عن الجريمة، وذلك بصفة عامة بمساعدة من ميسِّر. ويجوز أن تتضمن العمليات التصالحية منتديات للوساطة والمصالحة والتشاور وإصدار الأحكام.

ويُقصد بتعبير "ناتج تصالحي" الاتفاق الذي يُتوصّل إليه نتيجة للعملية التصالحية. وتشمل النواتج التصالحية ردوداً وبرامج، مثل التعويض وردّ الحقوق والخدمة المجتمعية، بهدف تلبية الاحتياجات والمسؤوليات الفردية والجماعية للأطراف وإعادة اندماج الضحية والجاني في المجتمع.

وتتوافر تعاريف مختلفة للعدالة التصالحية في الأدبيات، مما يجسد الطائفة الواسعة من النُّهُج التي يتشكل منها هذا المجال المتطور من مجالات العدالة. والمثال التالي، الذي يجمع بين النتائج والعمليات والقيم، مستمد من كريستوفر مارشال (Christopher Marshall) (2012، ص 4 و301):

تنطوي العدالة التصالحية على عملية طوعية يجتمع بموجبها المعنيون شخصيًّا بجريمة أو نزاع أو مظلمة ما، في بيئة آمنة وقائمة على الاحترام، بحضور ميسِّرين مدرَّبين، للحديث بصدق عما جرى وأثره على حياتهم، وتوضيح المسؤولية عن الأضرار التي وقعت، والبت على نحو مشترك في أفضل السبل لجبر الضرر وإحداث تغييرات إيجابية لفائدة جميع الأطراف المعنية.

ويسلط هذا التعريف الضوء على العديد من خصائص العدالة التصالحية، وخاصة دور الحوار غير الرسمي بين الأطراف المتضررة في تحقيق العدالة بمعناها الحقيقي. وتسعى تلك الحوارات إلى الإجابة على الأسئلة الأساسية الثلاثة التالية:

  • ماذا حدث؟
  • من المتضرر؟
  • كيف يمكن إعادة الأمور إلى نصابها؟

ويرتبط الحوار التصالحي بتسلسلين أحدهما منطقي والآخر عاطفي. فالمسألة الأولى ترتبط بالحديث عن الأحداث الماضية، وذلك بأكبر قدر يلزم أن يستمع إليه المشاركون من التفصيل والصراحة. وتركز المسألة الثانية على التجربة الحالية، أي النتائج الضارة أو الاحتياجات غير الملبّاة التي ما زالت قائمة. وتتناول المسألة الثالثة المستقبل، أي الإجراءات والالتزامات المطلوبة، على المديين القصير والطويل، لإصلاح ما يمكن إصلاحه. 

تستكشف الأقسام التالية أربعة مواضيع فرعية حول العدالة التصالحية:

 
التالي:   الموضوع الأول - مفهوم وقيم ونشأة العدالة التصالحية
العودة إلى الأعلى