هذه الوحدة التعليمية هي مورد مرجعي للمحاضرين   

 

الاختلاف والتشابه

 

يوضح الجدول الوارد أدناه الاختلافات بين تهريب المهاجرين والاتجار بالأشخاص. ومن المهم أن يوضع في الاعتبار أنه، على الرغم من هذه الاختلافات، قد تتداخل هاتان الجريمتان. ويستعرض ذلك بمزيد من التفصيل أدناه.

 

تهريب المهاجرين

الاتجار بالأشخاص

الجغرافيا

ينطوي التهريب دائما على عبور حدود دولية. فهو جريمة عابرة للحدود الوطنية.

قد يحدث الاتجار كليا ضمن حدود أحد البلدان أو قد يحدث عبر الحدود الوطنية.

الغرض

يقوم مهربو المهاجرين بعملهم من أجل الحصول على "منفعة مالية أو منفعة مادية أخرى".

غرض الاتجار بالأشخاص هو استغلال الضحية.

الموافقة

الموافقة عنصر من عناصر تعريف تهريب المهاجرين. وينبغي أن يلاحظ أنه، في الواقع العملي، يوافق المهاجرون المهرَّبون عموما على تهريبهم.

قد يوافق ضحايا الاتجار بالأشخاص على فعل الاستغلال، ولكن هذه الموافقة لا تعتبر إذا استُخدمت وسيلة من الوسائل المنصوص عليها (وفي جميع الأحوال إذا كان الضحية طفلا، لأنه لا يلزم إثبات الوسيلة).

الاستغلال

الاستغلال ليس عنصرا من عناصر تهريب المهاجرين. وفي الحالات التي يستغل فيها المهربون المهاجرين فعلاً، يمكن أن يُعد ذلك تهريبا مشدَّداً، أو في بعض الحالات، اتجارا بالأشخاص.

الاستغلال هو العنصر الخاص بالغرض في الاتجار بالأشخاص

الربح

الربح (’منفعة مالية أو منفعة مادية أخرى‘) هو العنصر الخاص بالغرض في تهريب المهاجرين. ويُستمد الربح من توفير خدمة (تسهيل عبور حدود بلد على نحو غير مشروع، أو تمكين شخص من البقاء فيه، أو الاحتيال المتعلق بالوثائق) للمهاجرين المهرَّبين.

ينبغي أن يلاحظ أنه، من حيث الممارسة العملية، يهدف المتجرون على الأرجح إلى الحصول على ربح من خلال استغلال الضحية.

 

الإيقاع بالضحايا

المهاجرون المهربون ليسوا "ضحايا" بمقتضى بروتوكول مكافحة تهريب المهاجرين. ومع أن مصطلح "الضحية" غير مستخدم في البروتوكول، فإنهم قد يُعتبرون ضحايا في أحوال التهريب المشدَّد، حيث تتعرض حياتهم وسلامتهم للخطر، أو حيث يخضعون لمعاملة لا إنسانية أو مهينة، بما في ذلك الاستغلال.

يعد الأشخاص الذين يُتجر بهم ضحايا لجريمة الاتجار بالأشخاص. وقد يكونون أيضا ضحايا لجرائم أخرى ترتكب في أثناء الاتجار بهم.

الجُناة

يمكن أن يكون المهربون أفراداً انتهازيين، أو أعضاء في عصابات الجريمة المنظمة، أو أشخاصا من أسرة المهاجر أو أصدقائه، أو أشخاصاً آخرين؛ ولكنهم لا يعدون مهرِّبين إلا في حال قيامهم بفعلهم من أجل الحصول على منفعة مالية أو منفعة مادية أخرى.

يمكن أن يكون المتجرون أعضاء في عصابات الجريمة المنظمة، أو أشخاصا من أسرة الضحية أو أصدقائه، أو أشخاصا آخرين.

وعلى الرغم من الاختلافات المبينة أعلاه فإن جريمتي تهريب المهاجرين والاتجار بالأشخاص يجمع بينهما عدد من القواسم المشتركة؛ ومن المهم أن يلاحظ أن الجريمتين كلتيهما يمكن، أو بالأحرى يرجَّح، أن تُعرِّضا حياة الأفراد المعنيين أو سلامتهم أو رفاههم لخطر جدي. ومن ثم فإن المهاجرين المهرَّبين والأشخاص المتَّجر بهم يستفيدون من تدابير المساعدة والحماية بمقتضى البروتوكولين الخاصين بهما، مع أن الالتزامات المحددة الملقاة على عاتق الدول الأطراف تختلف بين البروتوكولين. وبصفة عامة، يمنح بروتوكول مكافحة الاتجار بالأشخاص قدرا أكبر من الحماية، وذلك نتيجة للاعتراف بأن الأشخاص المتَّجر بهم ضحايا للجريمة.

وفي كثير من الأحيان أيضا يحدث التهريب والاتجار على الدروب نفسها، ويستخدمان طرائق النقل نفسها، ويقوم بهما، في بعض الحالات، الجناة أنفسهم. وقد يكون الأشخاص المهرَّبون ضحايا للاتجار بهم أيضا، أو قد يصبحون ضحايا أثناء عملية التهريب أو في أعقابها. والواقع أن عمل مهربي المهاجرين كثيرا ما يعود بالنفع على المتجرين بالبشر. وحسبما هو موضح على نحو إضافي أدناه فإنه من جراء علاقة القوة غير المتكافئة في كثير من الأحيان بين المهربين وزبائنهم يكون المهاجرون المهرَّبون معرضين على وجه الخصوص للاتجار بهم أثناء عملية تهريبهم. وعلاوة على ذلك فمع أن تهريب المهاجرين هو عملية طوعية فإن هذه العملية ينبغي النظر إليها على ضوء الملاحظات، الواردة في وحدات تعليمية تعليمية سابقة، والتي مفادها أن المهاجرين كثيرا ما لا يكون لديهم خيار غير اللجوء إلى خدمات المهرِّبين (انظر الوحدتين 1 و3).

 
 العودة إلى الأعلى