هذه الوحدة التعليمية هي مورد مرجعي للمحاضرين

 

الموضوع الثاني: تأثير العنف على الأطفال

 

إن العُنف والإهمال والصدمة لهم تأثير مؤذٍ على نمو الطفل. فقد أظهرت الدراسات الحديثة أيضًا أن العنف والإهمال يمكن أن يؤثر من الناحية الفيزيولوجيةعلى نمو عقل الطفل (اليونيسف، 2017). كما توجد عواقب صحية واجتماعية واقتصادية سلبية مدى الحياة للمتضررين من العنف، بما في ذلك: الظروف الصحية النفسية والجسدية، زيادة الصحة والسلوكيات الخطرة الأخرى، التعرض لمزيد من العنف، الإعاقة الناتجة عن الإصابات الجسدية، انخفاض نوعية الحياة المتعلقة بالصحة، انخفاض مستوى التحصيل العلمي، وانخفاض المستوى الاقتصادي للبالغين.

وعلى سبيل المثال، يوضح الرسم البياني التالي من اليونيسف (2017، ص 24) تأثير العنف على النمو العاطفي للطفل. فيكون شكل العنف في هذه الحالة هو التأديب الجسدي.

الشكل 3: العقاب البدني وعلامات النمو بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 46 و59 شهرا

المصدر: اليونيسيف (2017). وجه مألوف: العنف في حياة الأطفال والمراهقين. نيويورك: اليونيسيف، ص 24.

وغالبًا ما يكون العنف ضد الأطفال صادمًا. فقد تؤثر الإساءة والإهمال على النمو العاطفي للطفل والأداء الاجتماعي والأداء الأكاديمي ويمكن أن تؤدي كل هذه التأثيرات إلى مشاكل في سلوك. كما يمكن أن تؤدي الإساءة العاطفية والجسدية والإهمال إلى الاضطراب العاطفي والإثارة المفرطة والانفصال. ويمكن أن تقلل تجربة الإساءة أو الإهمال من قدرة الطفل المعرفية وتتسبب في اضطراب في النوم وصعوبات في التذكر وتأخيرات في النمو اللغوي، مما يعوق بدوره تقدم الطفل في المدرسة والتكيف الاجتماعي. وتنتج الصدمة التنموية من التعرض لصدمة مستمرة أو متكررة مبكرة (مثل الرضع والأطفال والشباب) مرتبطة بالإهمال أو الهجر أو الإيذاء أو الاعتداء الجسدي، أو الإيذاء أو الاعتداء الجنسي، أو الاعتداء العاطفي، أو مشاهدة العنف أو الموت و/أو الإكراه أو الخيانة. ويحدث هذا غالبًا في بيئة تقديم رعاية الطفل ويتداخل بشكل خطير مع ارتباط الطفل ونموه الصحي.

وإن دراسة تجارب الطفولة المعاكسة هي دراسة واسعة النطاق خاصة بالارتباطات بين سوء معاملة الطفولة وصحة الحياة اللاحقة والسعادة الحياتية في الولايات المتحدة (مثل فيليتي وآخرون، 1998). ويوضح تأثير الاعتداء وإساءة المعاملة على صحة الأطفال ونوعية حياتهم في المستقبل. 

ويمكن أن تؤدي الصدمة الناتجة عن الإيذاء أو مشاهدة العنف إلى مرض طويل الأمد يمكن تحديده يسمى الاكتراب التالي للصدمة (PTSD). ويرتبط الاكتراب التالي للصدمة بأعراض مختلفة، بما في ذلك:

  • إنكار أي مشاركة في أي وضع استغلالي؛
  • عدم القدرة على تذكر أو استرجاع الأشياء بوضوح؛
  • عدم القدرة على تذكر الأحداث بطريقة تسلسلية أو تعاقبية؛
  • استرجاع الحدث من خلال الأحلام، والكوابيس، والذكريات، والأفكار المتطفلة؛
  • تجنب التذكير بالحدث؛
  • أعراض مستمرة من حالة الإثارة العالية مثل اضطراب النوم، والسلوك العدواني، وسوء التركيز.

ومن المعروف أن الاكتراب التالي للصدمة يؤثر أيضًا على الذاكرة بطرق مختلفة. وقد لا يتمكن الأطفال الذين يعانون من الاكتراب التالي للصدمة حتى من تقديم وصف لما حدث. كما أنه من الممكن أن يحدث عدم التعاون والعداء وضعف القدرة على تذكر الأحداث بالتفصيل نتيجة الصدمة.

كما يكشف علم نمو العقل المبكر أن البيئة التي ينمو فيها الأطفال من حيث الأسرة والمجتمع والثقافة تؤثر على نمو العقل والصحة وعلم الوراثة (إيرلز، 2018). حيث تُدمج التدخلات الواضحة من الصدمة فهمًا لانتشار تجارب الطفولة السلبية وتأثيرها على نمو الطفل وصحته مدى الحياة (إيرلز، 2018). وتأسست رؤيتهم لسلوك العديد من الأطفال في نظام العدالة، وفي أنظمة الرعاية والحماية، بأنة يمكن تفسيره على أنه نتيجة لتجربتهم الحياتية السابقة. وللمزيد من المعلومات حول أهمية الاستجابات المستنيرة للصدمة للأطفال المخالفين للقانون قم بمراجعة الوحدة التعليمية 13 الخاص بشأن عدالة الأطفال.

 
التالي: الموضوع الثالث: التزامات الدول بمنع العنف ضد الأطفال وحماية الأطفال الضحايا
العودة إلى الأعلى