هذه الوحدة التعليمية هي مورد مرجعي للمحاضرين

 

المسائل الرئيسية

 

إن جميع البشر يولدون أحرارًا ومتساوين في الكرامة والحقوق، كما ورد في الإعلان العالمي لحقوق الانسان، والذي جري تناوله بشكل متعمق في الوحدة التعليمية 2 المتعلقة بالنزاهة والأخلاق (الأخلاق والقيم العالمية). وينطوي السلوك الأخلاقي على معاملة الناس بهذه الروح، بصرف النظر عن النوع الجنساني لهم. ومع ذلك بوعي أو بدون وعي، قد سمح الأفراد والمجتمعات باستبعاد حقوق الإنسان الأساسية وإنكارها من خلال اعتبار الأشخاص، الذين هم خارج دائرتهم، "الآخر"، كما تسامحوا مع هذا الاستبعاد والإنكار. فنحن ننشئ مجموعة "خارجية" عندما نبحث عن الاختلافات مقارنة "بأنفسنا" ونتعرف عليها، سواء كانت نابعة من لون البشرة والشعر والعين، والطول، والوزن، والجنس، والعرق، والدين، والعمر، والإعاقة البدنية أو العقلية، والوضع الاجتماعي والاقتصادي، والتعليم، والإقامة، والوضع القانوني، والمهنة، واللغات المحكية واللهجات. وقد تقودنا هذه التحيزات الداخلية، والمؤسسات التي ننشئها، إلى حرمان الآخرين من الفوائد التي نتمتع بها وتبرير استحقاقنا الزائد عن الحد.

ومن الناحية التاريخية، كان النوع الجنساني أحد أكثر أسس الاستبعاد شيوعا. ونتيجة لذلك، تتعرض النساء والفتيات بشكل ساحق لعدة أنواع من العنف والتمييز الجنساني. وهذا لا يعني أنه لا يمكن التمييز ضد الرجال والفتيان. ونظراً لأن الرجال قد أكدوا تاريخيا بالسلطة على المرأة، فإن أوجه عدم المساواة الهيكلية تضع المرأة في وضع غير مؤات من حيث الحصول على الحقوق والفرص. وهذا معترف به في أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة، والتي بدأت في تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين كل النساء والفتيات بحلول عام 2030. كما يعد هدف القضاء على التمييز الجنساني ضد المرأة هو أيضا هدف اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، التي اعتمدتها الأمم المتحدة في عام 1979. واعتبارًا من حزيران/يونيو 2018، كانت هناك 189 دولة طرفا في اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة.

ويتفاقم التمييز الجنساني ضد المرأة بفعل التهميش الذي تواجهه نساء كثيرات على أساس وضعهن الاجتماعي/الاقتصادي، أو أعمارهن، أو أصلهن العرقي، أو السلالة. ولقد أدت هذه الحقائق إلى تعريف النساء على أنهن "أشخاص مستضعفين". وكما هو موضح بمزيد من التفصيل أدناه، فإن نظرية أخلاقيات الرعاية تدعو جميع الأفراد إلى اتخاذ خطوات وإجراءات واعية ومتعاطفة نحو النهوض بأفراد المجتمع المستضعفين وحمايتهم، ويقصد في هذه الحالة النساء. وتوضح هذه الوحدة التعليمية كيف يمكن لنظرية أخلاقيات الرعاية أن تساعد الطلاب على اتخاذ إجراءات في حياتهم اليومية لتحديد ومعالجة التمييز الجنساني ضد المرأة.

ويمكن استخدام العديد من النظريات الأخلاقية المختلفة لتحليل ومعالجة التمييز الجنساني، بما في ذلك نظرية النَّفْعِيَّة الأخلاقية وعلم الأخلاق والفضيلة، والتي تمت مناقشتها في الوحدة التعليمية الأولى المتعلقة بالنزاهة والأخلاق (المقدمة والإطار المفاهيمي). ومع ذلك، تركز هذه الوحدة التعليمية على نظرية أخلاقيات الرعاية لأنها تطور هام في تاريخ الحركة النسائية الطويل، وهو تطور يتجاوز إما/أو الانقسام الثنائي الذي يوحي بأنه يتعين على شخص ما التخلي عن استحقاقاته لشخص آخر للحصول على المزيد. كما تشكل أخلاقيات الرعاية أيضًا نظرية مؤثرة تزودنا بالموارد الثرية اللازمة للتفكير في الجنس والحياة الجنسية. وعند مناقشة أخلاقيات الرعاية، تشجعنا الوحدة التعليمية على التفكير على مستوى أكثر تحوُّلًا من خلال دراسة المفاهيم مثل الرعاية والثقة والتضامن والأدوار التي تقوم بها جنبًا إلى جنب مع مفاهيم مثل العدالة والمساواة والحقوق الفردية. وفي الوقت نفسه، يتم تشجيع المحاضرين على الأخذ في الاعتبار النظريات والمناهج الأخرى والاستفادة منها والتي يمكن أن تكون فعالة في تحفيز الطلاب على تحدي الافتراضات الأساسية وهياكل السلطة المتعلقة بالنوع الجنساني في موقعهم (مثل البلد أو المنطقة) أو نوع المجتمع (مثل المناطق الحضرية أو المناطق المحيطة بالمدن أو الريف الأصلي).

توفر الصفحات الفرعية لهذا القسم نظرة عامة وصفية للقضايا الرئيسية التي قد يرغب المحاضرون في تغطيتها مع طلابهم عند التدريس في هذا الموضوع:

 
التالي
العودة إلى الأعلى